">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع الجمع ب

هل يجوز المسح على الخف واللفائف إذا كان بهما قطع؟


يعد المسح على الخفين من الرخص الشرعية التي سهّلها الإسلام على المسلمين، ولكن يشغل بال الكثيرين حكم المسح على الخفين المرقعة أو الملتفة،

 فهل وجود الخرق فى الخف واللفائف يؤثر على صحة المسح؟ هذا ما سنتناوله في هذا الموضوع.

▣▣ حكم المسح على الخف واللفائف إذا كان بهما قطع؟

الجواب: يجوز المسح على الخف المرقع والمقطع وكذلك اللفائف، ولا يؤثر القطع والخرق في الخف واللفائف على صحة المسح عليهما،

◄ لأنه لا يُشترط أن يكون الخف ساترًا لمحل الفرض (القدمين)، وإنما يشترط في صحة المسح على الخف واللفائف أن تكون ملبوسة على طهارة.

بيان ذلك :

▣ إطلاق النصوص الشرعية : جاءت السنة النبوية بجواز المسح على الخفين بشكل مطلق، دون تقييد بشرط سلامة الخف من القطع أو الخروق.

 وما أطلقه الشارع لا يجوز لأحد أن يقيده بشرط لم يرد في النصوص، وكل شرط ليس فى كتاب الله فهو باطل.

 حال الصحابة رضي الله عنهم : كانت خفاف الصحابة -رضي الله عنهم- في الغالب مخرقة أو مرقعة بسبب ظروف حياتهم البسيطة.

◄ فلو كان الخرق أو القطع يمنع من المسح، لكان النبي ﷺ قد بين ذلك، خاصة وأن المقام مقام بيان، و«تَأْخِيرُ البَيَانِ عَنْ وَقْتِ الحَاجَةِ لَا يَجُوزُ» كما تَقَرَّرَ في القواعد.

قال الإمام الثوري رحمه الله : « وهل كانت خفاف المهاجرين والأنصار إلا مخرقة مشققة، مرقعة؟! ». ينظر: [مصنف عبد الرزاق]. 

▣▣ الأدلة الشرعية على المسح على الخف واللفائف:

1عن عبد الله بن عمر، عن سعد بن أبي وقاص عن : النبي ﷺ أنه مسح على الخفين. ( أخرجه البخاري).

2- وعن همَّام بن الحارث؛ قال : "رأيت جرير بن عبد الله بال، ثمَّ توضّأ ومسح على خفَّيه، ثمَّ قام فصلَّى، فسُئل؟ فقال :

"رأيتُ النّبيّ - ﷺ - صنَع مثل هذا"قال إِبراهيم : فكان يعْجِبُهم؛ لأنَّ جريراً كان مِن آخر من أسلم. ( أخرجه البخاري).

3- عن ثوبان قال : بعث رسول الله ﷺ سرية فأصابهم البرد فلما قدموا على النبي ﷺ شكوا إليه ما أصابهم من البرد فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين. (صحيح أبي داود- رقم: 146).

"التساخين": هي كل ما يستدفأ به من خف وجورب وغيره.

▣▣ أهمية هذه الرخصة الشرعية :

◄ تأتي هذه الرخصة كتيسير من الله تعالى على عباده، خاصة في الأوقات التي يكون فيها غسل القدمين صعبًا أو مؤذيًا.

◄ وقد حرص العلماء على بيان هذه الأحكام حتى لا يقع الناس في الحرج أو المشقة، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالشروط الشرعية لصحة المسح.

▣▣ أقوال العلماء في المسح على الخف المقطع واللفائف :

*قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

فلما أطلق الرسول الأمر بالمسح على الخفاف مع علمه بما هي عليه في العادة، ولم يشترط أن تكون سليمة من العيوب وجب حمل أمره على الإطلاق،

 ولم يجز أن يقيد كلامه إلا بدليل شرعي، وكان مقتضى لفظه أن كل خف يلبسه الناس ويمشون فيه فلهم أن يمسحوا عليه، 

وإن كان مفتوقا أو مخروقا من غير تحديد لمقدار ذلك، فإن التحديد لا بد له من دليل...

كما أمر صاحب الشرع لأمته إذ أمرهم إذا كانوا مسافرين أن لا ينزعوا خفافهم ثلاثة أيام ولياليهن لا من غائط ولا بول ولا نوم.

فأي خف كان على أرجلهم دخل في مطلق النص..ينظر: (الفتاوى الكبرى/كتاب الطهارة/(7)).

*وقال أيضا -رحمه الله :

النبيُّ ﷺ قد أمر أمَّتَه بالمسحِ على الخفَّين... ولم يقيِّد ذلك بكونِ الخفِّ يثبُت بنفسه أو لا يثبُت بنفسه، وسليمًا من الخَرقِ والفَتق أو غيرَ سليم، 

فما كان يُسمَّى خفًّا ولَبِسه النَّاسُ ومشَوا فيه، مَسَحوا عليه المسحَ الذي أذِنَ اللهُ فيه ورسولُه، 

وكلُّ ما كان بمعناه مُسِح عليه، فليس لكونِه يُسمَّى خفًّا معنًى مؤثِّرٌ، بل الحُكمُ يتعلَّق بما يُلبَس ويُمشى فيه. ينظر: ((مجموع فتاوى ابن تيمية)) (19/242).

*وقال أيضا -رحمه الله :

 " وأيضاً؛ فأصحاب النّبيّ - ﷺ - الذين بلَّغوا سنَّته وعملوا بها؛ لم يُنْقَل عن أحدٍ منهم تقييد الخفِّ بشيء من القيود،

 بل أطلقوا المسح على الخفّين، مع علمهم بالخفاف وأحوالها، فعُلم أنَّهم كانوا قد فهموا عن نبيِّهم جواز المسح على الخفّين مطلقاً.

وأيضاً؛ فكثير من خفاف النّاس لا يخلو من فتق أو خرق يظهر منه بعض القدم، 

فلو لم يجز المسح عليها؛ بطل مقصود الرخصة، لا سيِّما والذين يحتاجون إِلى لُبس ذلك هم المحتاجون". ينظر: ("الفتاوى" (21/ 175)).

*وقال أيضا -رحمه الله :

الصواب : أن يمسح على اللفائف وهي بالمسح أولى من الخف والجورب فإن تلك اللفائف إنما تستعمل للحاجة في العادة وفي نزعها ضرر،

إما إصابة بالبرد وإما التأذي بالحفاء، وإما التأذي بالجرح... 

ومن ادعى في ذلك إجماعا فليس معه إلا عدم العلم، ولا يمكنه أن ينقل المنع عن عشرة من العلماء المشهورين فضلا عن الإجماع... ينظر: ((مجموع فتاوى ابن تيمية)) (21/185).

** وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

دخل في معنى الخف اللفائف: لأن اللفائف يعذر فيها صاحبها أكثر من الخف،

لأن الذي يخلع الخف ثم يغسل الرجل ثم يلبس الخف أسهل من الذي يحل هذه اللفائف ثم يعيدها مرة أخرى،

فإذا كان الخف قد أباح الشرع المسح عليه فاللفافة من باب أولى. ينظر: ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/168).

▣▣ خلاصة القول :

يجوز المسح على الخفين سواء كانا سليمين أو بهما خروق صغيرة.

المسح على اللفائف جائز، وهو أيسر لمن يعاني من البرد أو الجروح.

الشرط الأساسي : لبس الخف أو اللفافة على طهارة.

المدة المحددة : يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر.


والله اعلم

 هل لديك استفسار أو إضافة؟ شاركنا رأيك في التعليقات!.

اقرأ أيضا :


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات