القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

كيف يكون الإحتفال المشروع بالمولد النبوي ؟


 إذا أردت أن تحتفل بيوم ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهناك إحتفال مشروع وهو أن تصوم يوم الإثنين من كل أسبوع طول العام ولا تخص بذلك أسبوعا دون أسبوع ولا شهرا دون شهر بل تفعل من ذلك ما تقدر عليه في دهرك كله .

فأنت تصوم هذا اليوم وهو هوم الإثنين شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وأنزل الوحي فيه كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعله سنة لأمته باقية إلى يوم القيامة هذا هو الإحتفال المشروع وأن ما عداه ليس بمشروع .

والدليل على ذلك :

حديث أبى قتادة : حينما سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ قَالَ ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ. رواه مسلم

فالنبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين ولم يسأل عن صيام يوم الثاني عشر من ربيع الأول فالعلة إذًا : تخصيص يوم الاثنين بالصيام وليس تخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأول بالصيام فانتبه لذلك .

قال الإمام الألباني رحمه الله :

أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين؟ قال (ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه وأُنزل القرآن عليَّ فيه.)

ما معنى هذا الكلام؟

كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه وأنزل عليَّ الوحي فيه؟ أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ.

وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .

وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم : لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عن ذلك؛ فقالوا : هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله فقال صلى الله عليه وسلم : ((نحن أحق بموسى منكم))  فصامه وأمر بصوم الشاهد من هذا :

 أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون .

فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه.

الآن أنا أسألك : 

هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف أن كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين؟ لا، لا يصومون يوم الاثنين .

لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة!  أليس هذا قلباً للحقائق؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود : (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه!!.

نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة :

 هل يعلمون السر في صيامه؟ لا لا يعلمون

فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع؟!!. انتهى من (سلسلة الهدى والنور-(085))

وقال الإمام ابن باز رحمه الله :

أما حديث : أنه سئل عن صوم يوم الإثنين؟ فقال : ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه. هذا لا يدل على الاحتفال بالموالد كما يظن بعض الناس،

وإنما يدل على فضل يوم الإثنين وأنه يوم شريف؛ لأنه أوحي إلى النبي ﷺ فيه، ولأنه ولد فيه عليه الصلاة والسلام، ولأنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله ، فإذا صامه الإنسان لما فيه من المزايا هذا حسن.

 أما أن يزيد شيئاً غير ذلك هذا ما شرعه الله، 

إنما قال النبي ﷺ : إنه يوم ولدت فيه لبيان فضل صومه، ولما سئل في حديث آخر عن صوم الإثنين والخميس -أعرض عن الولادة- وقال في يوم الخميس والإثنين : إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم، وسكت عما يتعلق بالمولد، 

فعلم بذلك أن كونه يوم المولد جزء من أسباب استحباب صومه مع كونه تعرض فيه الأعمال على الله، وكونه أنزل عليه الوحي فيه، فهذا لا يدل على الاحتفال بالموالد .

ولكن يدل على فضل صيام يوم الإثنين، وأنه يصام لهذه الأمور؛ لكونه ولد فيه النبي ﷺ، ولكونه أنزل عليه الوحي فيه، ولأنه تعرض فيه الأعمال على الله عز وجل . انتهى باختصار من (فتاوى نور على الدرب)

إذن

فمن صام يوم الاثنين كما صامه النبي صلى الله عليه وسلم وشكر ما أنعم الله على عباده في هذا اليوم والتي من أعظمها ما أنعم الله على عباده بميلاد نبيه فهو أمر طيب موافق لما ثبت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا يخص بذلك أسبوعا دون أسبوع ولا شهرا دون شهر بل يفعل من ذلك ما قدر عليه في دهره كله .

والعجب من الذين يحتفلون في شهر ربيع الأول بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم مع أن هذا الشهر هو الشهر الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم وفي الثاني عشر من ربيع الأول على قول الجمهور فهم يحتفلون بيوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى الاحتفال بالمولد فنعوذ بالله من البدع المضلة .

وأما قراءة السيرة والقرآن والمدائح النبوية في هذا اليوم لأنه يوم المولد فليس من هدي السلف والأولى اتباعهم في هديهم والبعد عن الإحداث إذ لو كان خيراً لسبقونا إليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد . رواه مسلم .


والله اعلم


واقرأ أيضا..



هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى. اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات