لا بأس بالتهنئة يوم العيد لأنها من باب العادة وإن كان نقل عن بعض الصحابة أنهم كانوا يهنئ بعضهم بعضاً بذلك،
وليس له تهنئة مخصوصة بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثماً،
ومادامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها فإن الأصل فيها الإباحة .
كما أنه لا يوجد دليل يمنع من التهنئة قبل صلاة العيد لأن التهنئة بالعيد من باب العادات والأمر في باب العادات فيه سعة.
وإليك بعض الآثار عن السلف :
1- عن محمد بن زياد الألهاني قال : رأيت أبا أمامة الباهلي يقول في العيد لأصحابه : تقبل الله منا ومنكم .(حسن / تمام المنة)) (355).
2- عن جبير بن نفير قال : كان أصحاب رسول الله ﷺ إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم . (أخرجه المحاملي في كتاب "صلاة العيدين"، وغيره وانظر "تمام المِنّة" (ص 354 - 356).)..
وسئل مالك رحمه الله :
أيكره للرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد : تقبل الله منا ومنك ، وغفر الله لنا ولك ، ويرد عليه أخوه مثل ذلك ؟
قال : لا يكره . انتهى من (المنتقى (1/322) .
قال ابن عابدين رحمه الله :
قال المحقق ابن أمير حاج : بل الأشبه أنها جائزة مستحبة في الجملة، ثم ساق آثارا بأسانيد صحيحة عن الصحابة في فعل ذلك.
ثم قال : والمتعامل في البلاد الشامية والمصرية : عيد مبارك عليك، ونحوه.
وقال : يمكن أن يلحق بذلك في المشروعية والاستحباب لما بينهما من التلازم.
فإن من قبلت طاعته في زمان، كان ذلك الزمان عليه مباركا،
على أنه قد ورد الدعاء بالبركة في أمور شتى، فيؤخذ منه استحباب الدعاء بها هنا أيضا. انتهى من ((حاشية ابن عابدين)) (2/169).
قال النفراويُّ رحمه الله :
ما سُئل عنه الإمامُ مالك رضي الله تعالى عنه : من قول الرَّجُل لأخيه يومَ العيد : تَقبَّل الله منَّا ومنك،
يُريد الصومَ وفِعلَ الخير الصادر في رمضان، غفَر الله لنا ولك؟
فقال : ما أعرِفه ولا أُنكره.
قال ابن حبيب : معناه لا يعرفه سُنَّة ولا يُنكره على من يقوله؛ لأنَّه قولٌ حسن؛ لأنَّه دعاء. انتهى من ((الفواكه الدواني)) (2/652، 653).
وسئل ابن تيمية رحمه الله :
هل التهنئة في العيد ما يجري على ألسنة الناس : عيدك مبارك ، وما أشبهه ، هل له أصل في الشريعة أم لا ؟
وإذا كان له أصل في الشريعة ، فما الذي يقال ، أفتونا مأجورين ؟
فأجاب :
أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد : تقبل الله منا ومنكم ، وأحاله الله عليك ، ونحو ذلك
فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره،
لكن قال أحمد : أنا لا ابتدئ أحداً ، فإن ابتدرني أحد اجبته ، وذلك ؛ لأنه جواب التحية واجب .
وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها ولا هو أيضاً مما نُهي عنه فمن فعله فله قدوة ومن تركه فله قدوة والله أعلم . انتهى من (مجموع الفتاوى (24/253))
قال الشيخ العثيمين رحمه الله :
... فتهنئة الناس بعضهم بعضاً هي من باب العادة،
وإن كان نقل عن بعض الصحابة أنهم كانوا يهنئ بعضهم بعضاً بذلك، لكن هي من باب العادة.. انتهى باختصار من (مجموع فتاوى العثيمين المجلد السادس عشر - باب صلاة العيدين).
وسئل أيضا رحمه الله :
ما حكم المصافحة والمعانقة والتهنئة بعد صلاة العيد؟
الجواب :
هذه الأشياء لا بأس بها لأن الناس لا يتخذونها على سبيل التعبد والتقرب إلى الله عز وجل،
وإنما يتخذونها على سبيل العادة، والإكرام والاحترام،
وما دامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها، فإن الأصل فيها الإباحة كما قيل : والأصل في الأشياء حل ومنع عبادة إلا بإذن الشارع .انتهى من (مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(16/209)).
التهنئة قبل صلاة العيد
جاء فى كتاب تحفة المحتاج في شرح المنهاج وحواشي الشرواني :
" ويؤخذ من قوله في يوم العيد أنها لا تطلب ( التهنئة ) في أيام التشريق وما بعد يوم عيد الفطر،
لكن جرت عادة الناس بالتهنئة في هذه الأيام ولا مانع منه ; لأن المقصود منه التودد وإظهار السرور،
ويؤخذ من قوله يوم العيد أيضاً : أن وقت التهنئة يدخل بالفجر لا بليلة العيد خلافا ، لما في بعض الهوامش . اهـ،
وقد يقال : لا مانع منه أيضاً إذا جرت العادة بذلك لما ذكره من أن المقصود منه التودد وإظهار السرور ويؤيده ندب التكبير في ليلة العيد ". انتهى من "حواشي الشرواني على تحفة المحتاج" (2/57).
وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :
ما حكـم التهنئة بالعيد؟ وهل لها صيغة معينة؟
فأجاب :
التهنئة بالعيد جائزة وليس لها تهنئة مخصوصة بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثماً،
وقال أيضاً : التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم،
وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الآن من الأمور العادية التي اعتادها الناس، يهنئ بعضهم بعضاً ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام .انتهى من (مجموع فتاوى ابن عثيمين: ١٦/ ٢٠٨).
التهنئة بقولهم : كل عام وأنتم بخير
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
هذه التتمة لا أصل لها، فحسبك «تقبل الله تعالى».
كل عام وأنتم بخير، هذه تحية الكفار، صارت إلينا نحن المسلمين في غفلة منا،{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }.[الذاريات: ٥٥] .انتهى من (الهدى والنور/٣٢٣/ ٣٦: ٥٩: ٠٠).
وأختم بهذا:
كان مكحول إذا لقيه إنسان يوم العيد قال : أسفليطا. قال يحيى يعنى : بارك الله فيك. انتهى من "تاريخ ابن معين".
☺☺☺فأسفليطا لكم جميعا
والله اعلم
اقرأ أيضا..
تعليقات
إرسال تعليق