">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ليلة النصف من شعبان: كل ما تود معرفته عنها


ليلة النصف من شهر شعبان قد روى في فضلها من الأحاديث المرفوعة الصحيحة ما يقتضي أنها ليلة مفضلة وأنَّه يقع فيها مغفرة مَخْصُوصة،

فيتعين على المسلم أن يجتنب الذنوب التي تمنع من المغفرة في تلك الليلة.

إلا أنه لا يجوز تخصيص يومها بصيام دون سائر الأيام ولا ليلتها بقيام دون سائر الليالي لعدم ورود شيء صحيح من ذلك في السنة المطهرة ولا من فعل الصحابة ،

وأن فعل ذلك بدعة منكرة حدثت في الإسلام بعد عصر الصحابة -رضي الله عنهم .

فشهر شعبان من شهور الله المباركة وهو مدخل لشهر رمضان المعظم ومن ثم تداعت الهمم إلى تعميره بالطاعة والاجتهاد في العبادة لإعمار وقت يغفل عنه كثير من الناس وإعداد النفس لاستقبال شهر الصيام .

وإليك أصح ما روي في فضل ليلة النصف من شعبان :

1- قال صلى الله عليه وسلم : يَطَّـلِعُ الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك ، أو مشاحن . (السلسلة الصحيحة المجلد الثالث ( ص135-139) رقم (1144).

قال الشيخ الألباني رحمه الله : وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب، والصحة تثبت بأقل منها عددا ما دامت سالمة من الضعف الشديد؛ كما في الشأن في هذا الحديث؛

فما نقله الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في ((إصلاح المساجد)) (ص 107) وقبله ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (3/ 275) عن أهل التعديل والجرح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث يصح؛ فليس مما ينبغي الاعتماد عليه،

ولئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول؛ فإنما أوتي من قبل التسرع وعدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك، و الله تعالى هو الموفق . انتهى من ( السلسلة الصحيحة (1144)).

وقال أيضا رحمه الله في تخريج إصلاح المساجد للقاسمي (ص88) : لا يلزم من ثبوت هذا الحديث اتخاذ هذه الليلة موسماً يجتمع الناس فيها, ويفعلون فيها من البدع . اهـ

2- قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن"حسنه الشيخ الألباني رحمه الله عند ابن ماجه (1390)  وفي صحيح الجامع (1819 ) و صححه لغيره في صحيح الترغيب والترهيب  (2768) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

- وأورده في الصحيحة (1563) وذكر في آخره { المشرك كل من أشرك مع الله شيئا في ذاته تعالى أو في صفاته أو في عبادته . والمشاحن قال ابن الأثير هو المعادي والشحناء العداوة والتشاحن تفاعل منه وقال الأوزاعي أراد بالمشاحن ها هنا صاحب البدعة المفارق لجماعة الأمة }.

3- قال صلى الله عليه وسلم : يَطَّلِعُ الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين : مشاحن، وقاتل نفس . (صحيح بشواهده تخريج المسند لشعيب الأرناؤوط)

4- قال صلى الله عليه وسلم : " في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن". صححه الشيخ الألباني رحمه الله  في صحيح الجامع (4268 ) و صححه لغيره في صحيح الترغيب والترهيب  (2770) من حديث كثير بن مرة.

5- قال صلى الله عليه وسلم : " إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه ". حسنه الشيخ الألباني رحمه الله  في صحيح الجامع (771 ) و(1898) و صححه لغيره في صحيح الترغيب والترهيب  (2771) من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه. 

وصححه في ظلال الجنة  (511) بلفظ ( إذا كان ليلة النصف من شعبان يطلع الله عز وجل إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويترك أهل الضغائن وأهل الحقد بحقدهم ) وقال { حديث صحيح ورجاله ثقات غير الأحوص بن حكيم فإنه ضعيف الحفظ كما في التقريب فمثله يستشهد به فيتقوى بالطريق التي بعده وبشواهده المتقدمة وغيرها مما سبقت الإشارة إليه}.

6- قال صلى الله عليه وسلم : " ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسان في قلبه شحناء أو مشرك بالله عز وجل"صححه لغيره الشيخ الألباني رحمه الله  في ظلال الجنة  (509) من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقال {وإنما صححت الحديث لأنه روي عن جمع من الصحابة بلغ عددهم عندي الثمانية وقد خرجت أحاديثهم في الصحيحة ويأتي في الكتاب بعد هذا من حديث أبي موسى وأبي ثعلبة ومعاذ بن جبل}.

7- قال صلى الله عليه وسلم :" ينزل ربنا إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن ". صححه لغيره الشيخ الألباني رحمه الله  في ظلال الجنة  (510) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وقال { حديث صحيح وإسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن وهو ابن عزوب وضعف ابن لهيعة  والحديث أخرجه ابن ماجه من طريقين آخرين عن ابن لهيعة به إلا أن أحدهما لم يقل في إسناده عن أبيه }.

8- عن عبَّاد بن العوام قال : قدم علينا شريك فسألناه عن الحديث : إنَّ الله ينزل ليلة النصف من شعبان  قلنا : إنَّ قوماً ينكرون هذه الأحاديث قال : فما يقولون ؟ قلنا : يطعنون فيها 

قال : إنَّ الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن ، وبأنَّ الصلوات خمس، وبحج البيت ، وبصوم رمضان ، فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث .انتهى من (السنة لعبد الله بن أحمد).

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

 معنى النزول فيه أحاديث متواترة، يعني ربنا عز وجل ينزل في كل ليلة ،

لكن نزوله تبارك وتعالى ليلة النصف مقرون بقوله في آخر الحديث " يغفر لكل مسلم إلا لمشرك أو مشاحن"  . انتهى (فتاوى رابغ-(03))

فالبشارة في هذه الأحاديث

 تتجلى في شمولية المغفرة التي ينزلها الله ﷻ على خلقه فهي من أعظم الفرص لمسح أدران القلوب والتخلي عن السيئات والذنوب والتحذير في هذه الأحاديث من خطر الشحناء التي جاءت معطوفة على الشرك : " إلا لمشرك أو مشاحن".

ففي هذه الأحاديث يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا حضرت ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا، وهي السماء الأولى،

ونزوله سبحانه وتعالى يليق بذاته وبجلاله؛ دون تكييف، أو تشبيه، أو تعطيل، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "فيغفر لعباده، إلا ما كان من مشرك"،

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العفو معلقا بطهارة القلب من الشرك بكل مظاهره، وبراءته من التعلق بغير الله خالقه ورازقه؛

فالشرك أعظم الذنوب، ولا يقبل الله معه صرفا ولا عدلا، ولا فريضة ولا نفلا؛ لقوله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما }. [النساء: 48]،

" أو مشاحن لأخيه "، وهو الذي يعادي أخاه المسلم، ويحمل له الخصومة والبغضاء، قيل : ولعلها هي التي تقع بين المسلمين من قبل النفس الأمارة بالسوء لا للدين؛

فلا يأمن أحدهم أذى صاحبه من يده ولسانه؛ لأن ذلك يؤدي إلي القتل، وربما ينتهي إلي الكفر، وقيل : بل المراد : صاحب البدعة المفارق للجماعة . (انتهى من موقع الدرر السنية).

من أقـوال أهـل العـلم في معنى المشاحـن

* قـال الأصـبهاني قَـوَّامِ السُّـنَّةِ رحمـه اللّٓه :

عـن عُـمير بن هـانئ قـال : سـألت ابن ثـوبان عـن المشاحـن فـقال : « هـو التـارك لسـنة نبـيه ﷺ الطاعـن عـلى أمتـه السـافك لـدمائهم ». انتهى من (الترغـيب والترهـيب :【 ٢ /٣٩٧】.

قال الطبراني رحمه الله :

سمعت عبد اللٰه بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول في معنى حديث النبي ﷺ : « إن اللٰه عز وجل يطلع في ليلة النصف من شعبان على عباده فيغفر لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن » قال : المشاحن « هم أهل البدع الذين يشاحنون أهل الإسلام ويعادونهم ». انتهى من ( الـدعـاء :【1/195】

قـال ابن الأثـير رحـمه الله :

المشاحـن : هـو المـعادي

 والشـحناء : العـداوة 

والتشاحـن : تفاعـل مـنه .انتهى.
النهايـة في غـريب الأثر 【2/1111】)

* وقـال الأوزاعـي :

 أراد بالمشاحـن هـا هـنا : صاحـب البدعـة المفارق لجـماعة الأمـة. انتهى (نقلـه بنصـه الشيخ الألبـاني فـي السلسلة الصحيحة الحديث رقم【١٥٦٣】.

 قال ابن تيمية رحمه الله :

ومن هذا الباب ليلة النصف من شعبان فقد روى في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة ....

لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها وعليه يدل نص أحمد لتعدد الأحاديث الواردة فيها وما يصدق ذلك من الآثار السلفية ،

وقد روى بعض فضائلها في المسانيد والسنن وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر .انتهى من (اقتضاء الصراط المستقيم).

 وقال المباركفوريّ رحمه الله :

 اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلاً...

فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء والله تعالى أعلم .انتهى من (ينظر تحفة الأحوذي: ج3/ص(365))

 لم يصح تخصيصها بقيام أو عبادة معينة

سواء كان فى المسجد أو البيت حتى ولو جاء عن بعض السلف أنه خصصها بعبادة ،

لأنه ليس هناك دليل على ذلك ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أحياها ولا عن أحد من أصحابه- رضوان الله عليهم ولو فعلوه لاستشهد بفعلهم من فضلها وأحياها ،

وإنما هو أمر محدث بعدهم فهو أمر مبتدع  وليس له أصل من الكتاب أو السنة أو الإجماع .

فكل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعا لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله سواء فعله مفردا أو في جماعة وسواء أسره أو أعلنه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها .

قال ابن رجب في اللطائف (ص 541) :

 فكذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه شيء .انتهى.

وقال الإمام النووي في كتاب (المجموع) :

الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء، ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان،

ولا يغتر بذكرهما في كتاب : (قوت القلوب)، و(إحياء علوم الدين)، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما، فإنه غالط في ذلك .انتهى

قال العلامة الشوكاني في " الفوائد المجموعة " :

حديث : " من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرا في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات إلا قضى الله له كل حاجة.." .هو موضوع.

وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه ورجاله مجهولون ، وقد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعة ورواتها مجاهيل .

- وقال في المختصر : حديث صلاة نصف شعبان باطل ولابن حبان من حديث علي : " إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ". ( ضعيف )

وقال في اللآلئ : مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات مع طول فضله. (للديلمي وغيره موضوع ) وجمهور رواته في الطرق الثلاث مجاهيل ضعفاء ،

قال : واثنتا عشر ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة موضوع وأربع عشرة ركعة موضوع. وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب الإحياء وغيره وكذا من المفسرين .انتهى.

 وقال الشيخ محمد رشيد رضا (ص 857 في المجلد الخامس) :

 إن الله تعالى لم يشرع للمؤمنين في كتابه ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في سنته عملاً خاصًّا بهذه الليلة. اهـ

فاعلم أخى المسلم أن ما يقوم به بعض الناس من تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام والدعاء وتخصيص نهارها بالصيام اعلم أن هذا كله ليس من الأمور المشروعة ،

بل هو عند أهل السنة من البدع داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه و سلم : [ وكل بدعة ضلالة ] لأن هذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم و العبادات مبناها على التوقيف.

جاء فى فتاوى اللجنة الدائمة رقم (11029) :

قيام ليلة العيد وليلة النصف من شعبان ليس بمشروع، وتخصيصهما بشيء من العبادات ليس سنة، بل بدعة .

والحديث الذي ذكرت : « من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه في يوم تموت القلوب ». ، ذكره السيوطي في الجامع الصغير ولفظه : « من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» وقد رواه الطبراني، ورمز السيوطي إلى ضعفه،

ونقل صاحب فيض القدير عن ابن حجر قال : حديث مضطرب الإسناد، وفيه عمر بن هارون، ضعيف، وقد خولف في صحابيه، وفي رفعه، وقد رواه الحسن بن سفيان عن عبادة أيضاً وفيه بشر بن رافع متهم بالوضع.

ومن ذلك يظهر لك أن الحديث ضعيف على أحسن أحواله فلا يحتج به .وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء).

وسئل الشّيخ صالح الفوزان حفظه الله :

"هل ورد نص قرآني أو حديث نبوي يفيد قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهاره‏؟‏ وإذا كان ذلك واردًا هل هناك كيفية معينة لقيام ليلة النصف من شعبان‏؟"‏

فأجاب :

إنه لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخصوص ليلة النصف من شعبان ولا صيام اليوم الخامس عشر من شعبان، لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دليل يعتمد عليه،

فليلة النصف من شعبان كغيرها من الليالي، من كان له عادة القيام والتهجد من الليل فإنه يقوم فيها كما يقوم في غيرها، من غير أن يكون لها ميزة،

لأن تخصيص وقت بعبادة من العبادات لابد له من دليل صحيح، فإذا لم يكن هناك دليل صحيح، فتخصيص بعض الأوقات بنوع من العبادة يكون بدعة، وكل بدعة ضلالة‏.‏

وكذلك لم يرد في صيام اليوم الخامس عشر من شعبان أو يوم النصف من شعبان، لم يثبت دليل عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقتضي مشروعية صيام ذلك اليوم،

ومادام أنه لم يثبت فيه شيء بخصوصه، فتخصيصه بالصيام بدعة؛ لأن البدعة هي ما لم يكن له دليل من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم،

مما يزعم فاعله أنه يتقرب فيه إلى الله عز وجل، لأن العبادات توقيفية، لابد فيها من دليل من الشارع‏.‏

أما ما ورد من الأحاديث في هذا الموضوع فكلها ضعيفة، كما نص على ذلك أهل العلم، فلا يثبت بها تأسيس عبادة، لا بقيام تلك الليلة، ولا بصيام ذلك اليوم،

لكن من كان من عادته أنه يصوم الأيام البيض، فإنه يصومها في شعبان كما يصومها في غيره، أو من كان من عادته أنه يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وصادف ذلك النصف من شعبان فإنه لا حرج عليه أن يصوم على عادته، لا على أنه خاص بهذا اليوم،

وكذلك من كان يصوم من شعبان صيامًا كثيرًا كما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم ويكثر الصيام من هذا الشهر، لكنه لم يخص هذا اليوم، الذي هو الخامس عشر، لم يخصه بصيام فإنما يدخل تبعًا‏.‏

الحاصل أنه لم يثبت بخصوص ليلة النصف من شعبان دليل يقتضي إحياءها بالقيام، ولم يثبت كذلك في يوم الخامس عشر من شعبان دليل يقتضي تخصيصه بالصيام،

فما يفعله بعض الناس خصوصًا العوام في هذه الليلة أو في هذا اليوم هذا كله بدعة يجب النهي عنه، والتحذير منه،

وفي العبادات الثابتة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الصلوات والصيام، ما يغني عن هذا المحدثات، والله تعالى أعلم ‏. انتهى من (الجامع في البدع-الجزأ الثّاني من فتاوى الشّيخ).

تنبيه : حديث : إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها ، وصوموا نهارها ، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا ، فيقول : ألا من مستغفر لي فأغفر له ! ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر". قال عنه أهل الحديث ضعيف جدا أو موضوع ) فهو ضعيف باتفاق أهل النقل فلا يجوز الاحتجاج به ولا إخراج حكم فقهي منه .


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات