القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

هل يجوز لمن عطس فى الصلاة أن يحمد الله؟


من عطس في صلاته فإنه يحمد الله تعالى ويحرك بذلك لسانه لثبوت السنة الصحيحة به لكن لا يجوز لمن سمعه أن يشمته لأن التشميت يحصل فيه خطاب (يرحمك) وهذا من كلام الناس فلا يجوز في الصلاة .

دل على ذلك حديث معاوية بن الحكم السُّلمي حيث قال : بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت : يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم، فقلت : واثكل أمياه، ما شأنكم؟ تنظرون إلي، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله، ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (صحيح مسلم)

 جاء في خبايا الزوايا للزركشي الشافعي :

  إذا عطس في الصلاة حمد الله تعالى بلسانه وأسمع به نفسه ذكره في الروضة في آخر السير .اه

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

يحمد الله في الصَّلاة؛ لأنَّ هذا من جنس الذّكر في الصلاة.

س : إذا رفع صوتَه بقوله : الحمد لله؟

ج : لا حرج، لكن يكون بصوتٍ خفيفٍ، ولا حاجة إلى الرفع. انتهى من(فتاوى الدروس)

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

إذا عطس المصلي فإنه يحمد الله؛ لأن ذلك هو السنة كما في حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه أنه دخل في الصلاة مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فعطس رجل من القوم وهو يصلي فحمد الله، فقال له معاوية : يرحمك الله، فرماه الناس بأبصارهم، يعني جعلوا ينظرون إليه منكرين له هذا، فقال : واثكل أماه، يقول معاوية : فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت،  فلما سلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعاه، قال معاوية : فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً احسن تعليماً منه، اللهم صلِّ وسلم عليه، والله ما كهرني ولا نهرني، وإنما قال : « إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي للتسبيح والتكبير وقراءة القرآن ». أو كما قال صلى الله عليه وسلم، 

ونستفيد من هذا الحديث أن المصلي إذا عطس فليحمد الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على العاطس الذي حمد الله، ونستفيد منه أن كلام الجاهل في الصلاة لا يبطل صلاته؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأمر معاوية بن الحكم أن يعيد الصلاة...انتهى من (فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [337])

وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :

من عطس وهو في الصلاة فإنه يشرع له أن يحمد الله سبحانه ، سواء كانت الصلاة فرضاً أو نفلاً ، وبذلك قال جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ، وقال به الإمام مالك والشافعي وأحمد ، على خلاف بينهم : هل يسر بذلك أو يجهر به ، والصحيح من قولي العلماء ومذهب أحمد أنه يجهر بذلك ، ولكن بقدر ما يسمع نفسه ؛ لئلا يشوش على المصلين ، ويدل لذلك عموم ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ..) الحديث أخرجه البخاري ، 

ويؤيد ذلك أيضاً ما رواه رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال : ( صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست ، فقلت : الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، مباركاً عليه ، كما يحب ربنا ويرضى) فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف قال : (من المتكلم في الصلاة ؟) فلم يتكلم أحد ، ثم قالها الثانية : (من المتكلم في الصلاة ؟) فلم يتكلم أحد ، ثم قالها الثالثة : (من المتكلم في الصلاة ؟) فقال رفاعة بن رافع : أنا يا رسول الله ، قال : (كيف قلت ؟) قال : قلت : (الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، مباركاً عليه ، كما يحب ربنا ويرضى) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده ، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكاً أيهم يصعد بها) أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي ، وقال الترمذي : حديث حسن ، 

والذي نقله الحافظ في التهذيب عن الترمذي أنه صححه ، وأخرجه البخاري في صحيحه إلا أنه لم يذكر أنه قال ذلك بعد أن عطس ، وإنما قاله بعد الرفع من الركوع ، فيحمل على أن عطاسه وقع عند رفعه من الركوع ، فقال ذلك لأجل عطاسه ، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم ينكر عليه ، فدل ذلك على مشروعيته في الصلاة ، 

لكن من عطس في الصلاة ثم حمد الله ، فإنه لا يجوز لمن سمعه أن يشمته ؛ لأن التشميت من كلام الناس ، فلا يجوز في الصلاة ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أنكر على من شمت العاطس في الصلاة ، ثم قال له : ( إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس هذا ، وإنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ). أخرجه الإمام مسلم وأبو داود والنسائي .وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم". انتهى من ("فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/113)) .

وجاء فيها أيضا :

من عطس أو تثاءب في الصلاة يحمد الله للعطاس، ولا يستعيذ بالله من الشيطان لتثاؤبه، لعدم ورود ذلك، ولا يجيب من شمته لعطاسه حال كونه في صلاته ولا يرد السلام على من سلم عليه وهو في الصلاة إلا بالإشارة، لعموم ما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلم : « إن في الصلاة لشغلا ».(البخاري)

ولحديث معاوية بن الحكم السلمي لما شمت رجلا في الصلاة قال له النبي صلى الله عليه وسلم : « إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ». أخرجه مسلم في صحيحه . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .انتهى (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء -الفتوى رقم (٢٦٧٧))


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات