">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

هل تبطل صلاة العاطس إذا حمد الله ومن شمّته؟


إذا عطس المصلي فإنه يقول " الحمد لله " بصوت خافت بقدر ما يسمع نفسه ؛ لئلا يشوش على المصلين هكذا جاءت به السنة ، ولا تبطل صلاة العاطس بذلك،

ولكن لا يجوز لمن حوله من المصلين أن يقول له " يرحمك الله "، لأن التشميت كلام زائد لا يصح في الصلاة وهو من كلام الناس.

* وأما صلاة من شمّته أو من تكلَّم في الصلاة جاهلًا أو ناسياً، فلا شيء عليه، وصلاته صحيحة، وفي حكمه من تكلم في صلاته ساهيًا، فصلاته صحيحة ولا شيء عليه.

ودليل ذلك :

1- حديث معاوية بن الحكم السُّلمي حيث قال : بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت : يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم،

فقلت : واثكل أمياه، ما شأنكم؟ تنظرون إلي، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت،

فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله، ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني،

قال : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (صحيح مسلم).

فى الحديث دليل : على أن الكلام في الصّلاة لا يجوز ، وأنه مبطل لها إلاّ إذا كان الإنسان جاهلًا أو ناسيًا أو غافلًا،

فمثلا لو أن أحدًا سلّم عليك وأنت تصلّي أو دقّ الباب وأنت تصلّي فقلت غافلا : ادخل، أو قلت : عليكم السلام ناسيا أو غافلا، فصلاتك صحيحة،

 لأن الله لا يؤاخذ الإنسان بالجهل أو بالنّسيان أو بالغفلة : (( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم )). ينظر: (شرح رياض الصالحين للعثيمين-(50)).

2- عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال : صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى ،

فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال : من المتكلم في الصلاة ؟ فلم يتكلم أحد ، ثم قالها الثانية : من المتكلم في الصلاة ؟ فلم يتكلم أحد ، ثم قالها الثالثة : من المتكلم في الصلاة ؟

فقال رفاعة بن رافع بن عفراء : أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا(حديث حسن- أصل صفة الصلاة للألباني -رقم : (2/695 )).

دل الحديث : على جواز الحمد للعاطس في الصلاة .. لكن الأولى أن يحمد في نفسه.. ينظر: (تحفة الأحوذي -للمباركفوري).

- قال ابنُ حجر رحمه الله :

أجمَعوا على أنَّ الكلامَ في الصَّلاة من عالمٍ بالتحريم، عامدٍ لغير مصلحتها أو إنقاذِ مسلمٍ، مبطِلٌ لها. انتهى من ((فتح الباري)) (3/75).

- وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

إذا عطس المصلي فإنه يحمد الله ؛ لأن ذلك هو السنة ، كما في حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه :

أنه دخل في الصلاة مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فعطس رجل من القوم وهو يصلي فحمد الله... وذكر الحديث.

ثم قال : ونستفيد من هذا الحديث أن المصلي إذا عطس فليحمد الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على العاطس الذي حمد الله،

ونستفيد منه أن كلام الجاهل في الصلاة لا يبطل صلاته ؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأمر معاوية بن الحكم أن يعيد الصلاة...انتهى من (فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [337]).

وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :

من عطس وهو في الصلاة فإنه يشرع له أن يحمد الله سبحانه ، سواء كانت الصلاة فرضاً أو نفلاً ،

وبذلك قال جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ، وقال به الإمام مالك والشافعي وأحمد ، على خلاف بينهم : هل يسر بذلك أو يجهر به ،

 والصحيح من قولي العلماء ومذهب أحمد أنه يجهر بذلك ، ولكن بقدر ما يسمع نفسه ؛ لئلا يشوش على المصلين ،

ويدل لذلك عموم ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ..) الحديث أخرجه البخاري ، 

ويؤيد ذلك أيضاً ما رواه رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال : ( صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست ، فقلت : الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، مباركاً عليه ، كما يحب ربنا ويرضى) ...الى اخر الحديث) أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي ، وقال الترمذي : حديث حسن، 

والذي نقله الحافظ في التهذيب عن الترمذي أنه صححه ، وأخرجه البخاري في صحيحه إلا أنه لم يذكر أنه قال ذلك بعد أن عطس ، وإنما قاله بعد الرفع من الركوع ،

فيحمل على أن عطاسه وقع عند رفعه من الركوع ، فقال ذلك لأجل عطاسه ، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم ينكر عليه ، فدل ذلك على مشروعيته في الصلاة ، 

لكن من عطس في الصلاة ثم حمد الله ، فإنه لا يجوز لمن سمعه أن يشمته ؛ لأن التشميت من كلام الناس ، فلا يجوز في الصلاة ،..

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم". انتهى من ("فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/113)) .


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات