القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

هل معرفة أخبار الطقس من التنجيم


معرفة أخبار الطقس لا تدخل فى التنجيم أو إدعاء علم الغيب وإنما هو توقع مبني على التجارب والملاحظات المتواصلة والإختبارات المتكررة .

أما إذا كان التنبأ رجما بالغيب دون الإعتماد والإستناد على الوسائل العلمية فهذا رجم بالغيب يحرم على المسلم أن يتحدث به .

ودليل ذلك :

قال الله تعالى : هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب.[يونس:5]فهذه الآية أصل في علم المواقيت والحساب ومنازل القمر والتاريخ.

قال ابن رشد : 

ليس قول الرجل : الشمس تكسف غدا، والقمر يكسف ليلة كذا، من جهة النظر في النجوم وعلم الحساب، بمنزلة قوله من هذا الوجه: فلان يقدم غدا، في جميع الوجوه... 

فليس في معرفة وقت كون الكسوف بما ذكرناه من جهة النجوم وطريق الحساب ادعاء علم غيب، ولا ضلالة وكفر على وجه من الوجوه، لكنه يكره الاشتغال به؛ لأنه مما لا يعني .انتهى من ((البيان والتحصيل)) (17/405-406).

وقال ابن تيمية عن علم الحساب :

هو معرفة أقدار الأفلاك والكواكب وصفاتها ومقادير حركاتها، وما يتبع ذلك؛ فهذا في الأصل علم صحيح لا ريب فيه، كمعرفة الأرض وصفتها ونحو ذلك . انتهى من ((مجموع الفتاوى)) (35/ 181-182).

سئل الشيخ الألباني رحمه الله :

السائل : يتحدث الناس كثيرا في هذه الأيام عن توقعات الطقس أو ما سيحدث بعد أسبوع أو أسبوعين فما حكم التحدث بهذه الأمور وإلى أي حد يمكن أن يصل الإنسان في هذه التوقعات؟

فأجاب : 

التحدث إذا كان بناء على وسائل علمية خلقها الله عز وجل ويسّرها للبشر فلا مانع من ذلك مع التحفظ بأنه قد ... هذا المتنبئ. 

أما إذا كان التنبأ رجما بالغيب دون الإعتماد والإستناد على الوسائل العلمية التي أشرت إليها آنفا فهذا رجم بالغيب يحرم على المسلم أن يتحدث به.

 ونحن نعلم كلنا الآن لا شك أن درجة الحرارة وحركة النبض في كل واحد منا يختلف من شخص إلى آخر لكن هذا الطبيب مجرد ما يحط الماسورةة الناعمة اللطيفة بين اللسان وما تحت اللسان يكتشف حرارة هذا الإنسان أنها مرتفعة أو منخفضة هذا لا يتنبأ ولا يشارك رب العالمين في علمه بالغيب وإنما يستعمل هذه الوسيلة اللطيفة التي بقدرة الله عز وجل وفضله مكن الإنسان من ابتكار هذه الآلة اللطيفة لاكتشاف درجة الحرارة في هذا المريض أو هذا السليم، 

كذلك مثلا جهاز النبض يضعه فيعرف درجة ارتفاع الضغط أو انخفاضه أو اعتداله أو ما شابه ذلك فهه كلها وسائل يتوصل بها العارف بها إلى نتيجة مجهولة عند الآخرين فهذا لا يتنبأ نبوءة رجما بالغيب وإنما يستعمل هذه الوسائل لكن وقع مرارا وتكرارا أن هذه الوسيلة قد تخون المستعمل لها وإن كان هذا فعلا نادرة والنادر لا حكم له.

 والموضوع الآن هل يجوز هذا أو لا يجوز؟ 

طبعا يجوز أي استعمال هذه الآلة اللطيفة لاكتشاف درجة الحرارة أو حركة النبض لكن ليس كذلك فيما أنا لو قلت الآن وأنا الشيخ الكبير ما شاء الله ومتصدر هذا المكان أنت درجة حرارتك معتدلة هذا رجم بالغيب لا يجوز أن أقول أو نبضك مرتفع أو نازل لكن هذا عكس الأول هذا المثال الثاني هو رجم بالغيب لا يجوز، الأول ليس رجما بالغيب وإنما هو استعمال الوسيلة الشرعية الكونية وهكذا الموازين الأخرى الدقيقة منها معرفة الجو العام وتحركات الريح والهواء ونحو ذلك هذا ليس رجما بالغيب.

وأهم من ذلك كله ما صار معلوما لدى جميع الناس اليوم باعتبار تيسر القراءة والكتابة وهذا كما صح في بعض الأحاديث ( من أشراط الساعة تقارب الطرق وانتشار القلم ) أي محو الأمية كما يقولون اليوم فأصبح أي إنسان إلا ما ندر فيقرأ في الجريدة فإذا ذاك المتنبئ الفلكي يقول في شهر كذا في يوم كذا ستنكسف الشمس أو ينخسف القمر هذا ليس رجم بالغيب هذا استعمال عمليات حسابية ربنا عز وجل أشار إليها في القرآن الكريم.

 لكن لو واحد ادعى وهذا مع الأسف موجود قديما وحديثا من بعض الضالين المنتمين لبعض الطرق الصوفية أن زيدا من الناس أو الشيخ فلان بيعمل هيك يقرأ ما في اللوح المحفوظ هذا هو الرجم بالغيب وهذا هو الكفر المنافي لقوله تعالى (( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا لله )) تبارك وتعالى لعلي أجبتك عن سؤالك..... انتهى من (سلسلة الهدى والنور-(1023))

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

الأرصاد لها دلائل، إذا قالوا فيها : إن شاء الله أو بإذن الله، وهم على طريقة متبعة يعرفونها، ما تكون من دعوى علم الغيب، إذا كان على طريقة يعرفونها من الأهوية التي تسوق، والسحاب وأشباه ذلك .. 

ولا يجوز الجزم بهذا، بل يقول : بإذن الله، أو إن شاء الله، أو بمشيئة الله، وأما الجزم بهذا لا، لا يجزم بها، لا يجزم بهذا إلا من رأى .اه

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله : 

وليس من الكهانة في شيء من يخبر عن أمور تدرك بالحساب فإن الأمور التي تدرك بالحساب ليست من الكهانة في شيء كما لو أخبر عن كسوف الشمس أو خسوف القمر فهذا ليس من الكهانة لأنه يدرك بالحساب وكما لو أخبر أن الشمس تغرب في 20 من برج الميزان مثلا في الساعة كذا و كذا  فهذا ليس من علم الغيب لأنه من الأمور التي تدرك بالحساب .

 فكل شيء يدرك بالحساب فإن الإخبار عنه ولو كان مستقبلا لا يعتبر من علم الغيب ، ولا من الكهانة .

وهل من الكهانة ما يخبر به الآن من أحوال الطقس في خلال أربع وعشرين ساعة أو ما أشبه ذلك ؟

الجواب : 

لا ؛ لأنه أيضا يستند إلى أمور حسية وهي تكيف الجو لأن الجو يتكيف على صفة معينة
 تعرف بالموازين الدقيقة عندهم فيكون صالحا لأن يمطر ، أو لا يمطر ، ونظير ذلك في العلم البدائي إذا رأينا تجمع الغيوم والرعد والبرق وثقل السحاب ، نقول : يوشك أن ينزل المطر .

فالمهم أن ما استند إلى شيء محسوس فليس من علم الغيب وإن كان بعض العامة يظنون أن هذه الأمور من علم الغيب ويقولون : إن التصديق بها تصديق بالكهانة . انتهى من (((القول المفيد)) لابن عثيمين (1/531)).

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة : 

" قد يعرف وقت خسوف القمر وكسوف الشمس عن طريق حساب سير الكواكب    ويعرف به كذلك كون ذلك كليا أو جزئيا ولا غرابة في ذلك لأنه ليس من الأمور الغيبية بالنسبة لكل أحد بل غيبي بالنسبة لمن لا يعرف علم حساب سير الكواكب وليس بغيبي بالنسبة لمن يعرف ذلك العلم ولا ينافي ذلك كون الكسوف أو الخسوف آية من آيات الله تعالى التي يخوف بها عباده ليرجعوا إلى ربهم ويستقيموا على طاعته ". انتهى من (مجموع فتاوى اللجنة الدائمة - المجلد الرابع عشر (العقيدة)).

وجاء فيها أيضاً :

" معرفة الطقس أو توقع هبوب رياح أو عواصف أو توقع نشوء سحاب أو نزول مطر في جهة  مبني على معرفة سنن الله الكونية، 

فقد يحصل ظن لا علم لمن كان لديه خبرة بهذه السنن عن طريق نظريات علمية أو تجارب عادية عامة فيتوقع ذلك ويخبر به عن ظن لا علم فيصيب تارة ويخطئ أخرى" انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة".


والله اعلم


اقرأ أيضا..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات