ذهابك إلى الكهان والعرافين وأنت تعتقد أنهم يعلمون الغيب وتصدقهم فيما يخبرونك،
فأنت تكون بذلك كافرا والعياذ بالله، فبأي وجه تلقى الله إن مت على ذلك.
فلا يجوز الذهاب إلى الكهنة والعرافين والسحرة والمنجمين ونحوهم ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم،
ويجب على من ابُتلي بشيء من ذلك المبادرة بالتوبة إلى الله من ذلك.
- إذن : من سأل الكاهن أو العراف معتقداً صدقه وأنه يعلم الغيب، فإنه يكفر؛ لأنه خالف القرآن في قوله تعالى :( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ). (النمل/(65)) .
- وأما من أتى عرافاً أو كاهناً فسأله سؤالاً مجرد ولم يصدقه وهذا لا يجوز، فتكون عقوبته أنه لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ، فإن صدقه فقد كفر.
والعرَّاف: هو الذي يخبر عن الماضي، والكاهن: هو الذي يخبر عن الماضي والمستقبل.
- ويلتحق بالكاهن فى الحكم : الرمال والضرب بالحصى وقراءة الكف والفنجان وقراءة الحروف الأبجدية،
وقراءة الأبراج وقراءة الخطوط ونحو ذلك مما انتشر في هذا العصر من أنواع الكهانة .
ودليل ذلك :
1- قال صلى الله عليه وسلم : « من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ». "صحيح الجامع" (5939).
2- قال صلى الله عليه وسلم : « مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَه عن شيءٍ لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِين ليْلة ». رواه مسلم. هنا لم يصدقه.
** ولا يُشترط لتحقيق قوله ﷺ: ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ ) أن يأتي إليه حقيقة سواء في بيته أو دكانه أو مجلسه إذ المقصود النهي عن التوصل إليه بأي وسيلة لسؤاله .
فإذا سأله في الهاتف أو البريد أو موقع تواصل أو نحو ذلك من وسائل التواصل مع العراف،
بغرض معرفة أمر غائب عن صاحبه : فهو كإتيانه والذهاب إليه، فكل وسيلة تؤدي إلى هذا المحرم فهي محرمة .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
الكهان لهم أصحاب من شياطين الجن، ويسمى الرئي، يعني:
الصاحب من الجن الذي يخبره عن بعض الغيبيات، وعن بعض ما يقع في البلدان وهذا معروف في الجاهلية وفي الإسلام،
فيقول لصاحبه من السحرة والكهنة، وقع كذا في بلد كذا وليلة كذا؛ لأن الجن يتناقلون الأخبار فيما بينهم والشياطين منهم.
كذلك بسرعة هائلة من سائر الدنيا؛ فلهذا قد يغتر بهم من يسمع صدقهم في بعض المسائل .
وقد يسترقون السمع، فيسمعون بعض ما يقع في السماء بين الملائكة مما تكلم الله عز وجل به من أمور أهل الأرض، وما يحدث فيها،
فإذا سمعوا تلك الكلمة قروها في أذن أصحابهم من الكهنة والسحرة والمنجمين،
فيقولون سوف يقع كذا وكذا... إلى آخره، ولا يكتفي بهذا، بل يكذب معها الكذب الكثير حتى يروج بضاعته، ويأخذ أموال الناس بالباطل بسبب هذه الحوادث،
والناس بسبب هذا يصدقون الكهنة والمنجمين ويأتونهم، والمرضى يتعلقون بخيط العنكبوت، ويتشبثون بكل شيء بسبب ما قد سمعوا عنهم أنهم صدقوا في كذا وكذا .
فالواجب عدم إتيانهم، وعدم سؤالهم، وعدم تصديقهم، ولو قدر أنهم صدقوا في بعض الشيء؛ لأن الرسول ﷺ نهى عن إتيانهم وسؤالهم، ونهى عن تصديقهم،
وهذا هو الواجب على الجميع، وأن يسلكوا في علاج المرضى ما شرع الله من القراءة والدواء المباح مما يعرفه الأطباء،
هذه هي الأسباب والوسائل الشرعية، وفيها غنية إن شاء الله عما حرمه الله. انتهى من (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 3/447).
وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :
س : أحيانا نفقد بعض المال أو الذهب من المنزل ونعتقد أنه سرق ونذهب لأحد الأشخاص ويعرف بالمخبر نشرح له ذلك ويوعدنا خيرا وأحيانا تسترجع المفقود وأحيانا لا، فما حكم ذهابنا لهؤلاء الأشخاص؟
فأجابت :
لا يجوز ذهابكم إليه؛ لأنه كاهن، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن إتيان الكهان ونحوهم وسؤالهم وتصديقهم .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء- الفتوى رقم (٦٥٠٥)).
وجاء فيها أيضا :
حكم الذهاب إلى من يدعي معرفة مكان المفقود بمجرد قراءة القرآن والأحاديث ؟
فأجابت :
مجرد قراءة القرآن والأحاديث لا يعرف به مكان المفقود ولا يسترجع به، ومن ذهب إلى من يدعي معرفة مكان المفقود بمجرد قراءة القرآن والأحاديث، فهو ملتجئ إلى كاهن دجال ولو ادعى أنه صالح متمسك بالدين،
وقد يتظاهرون بقراءة القرآن والحديث الشريف للتضليل والتلبيس وهم في الباطن من الكهنة والعرافين .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء- الفتوى رقم (٦٩١٤)).
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق