الذهاب إلى الكهنة والعرافين من الأمور المحرمة في الإسلام، وقد حذر النبي ﷺ من خطورتها، بل وربطها بالكفر في بعض الحالات.
▣ في هذا المنشور نستعرض الأدلة الشرعية وأقوال الفقهاء حول هذه المسألة الخطيرة.
▣▣ حكم الذهاب إلى الكهنة والعرافين في الإسلام؟
1- تحريم الذهاب إلى العرافين وتصديقهم.
قال النبي ﷺ : "من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ". (صحيح الجامع - 5939).
▣ وهذا يدل على : أن من سأل الكاهن أو العراف معتقداً صدقه وأنه يعلم الغيب، فإنه يكفر،
لأن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، كما قال في القرآن : ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾. (النمل: 65).
2- عدم قبول الصلاة لمن يسأل العرافين.
أما من ذهب إلى العراف أو الكاهن ولم يصدقه، فقد ورد وعيد شديد بحقه،
حيث قال النبي ﷺ: "مَن أتَى عرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لم تُقْبَلْ له صلاةٌ أربعينَ ليلةً". (رواه مسلم).
▣ وهذا يعني : أن من يسأل الكهنة والعرافين حتى لو لم يصدقهم، فإنه يُحرم من ثواب صلاته لمدة أربعين يومًا، رغم أن الصلاة لا تسقط عنه.
▣▣ ما حكم وسائل الكهانة الحديثة؟
لا يشترط لتحقق قوله ﷺ : (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ) أن يكون الذهاب إليه بشكل مباشر، بل يشمل النهي أي وسيلة تُمكّن من الوصول إليه وسؤاله.
** ففي زمننا الحالي، أصبحت الكهانة والعرافة تنتشر بطرق مختلفة، وكل هذه الطرق محرمة شرعًا، مثل :
▣ قراءة الكف والفنجان.
▣ الأبراج الفلكية والتنبؤات.
▣ التنجيم والضرب بالحصى.
▣ استشارة الروحانيين عبر الإنترنت.
▣▣ أقوال الفقهاء فى ذلك :
- قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
الكهان لهم أصحاب من شياطين الجن، ويسمى الرئي، يعني:
الصاحب من الجن الذي يخبره عن بعض الغيبيات، وعن بعض ما يقع في البلدان وهذا معروف في الجاهلية وفي الإسلام،
فيقول لصاحبه من السحرة والكهنة، وقع كذا في بلد كذا وليلة كذا؛ لأن الجن يتناقلون الأخبار فيما بينهم والشياطين منهم.
كذلك بسرعة هائلة من سائر الدنيا؛ فلهذا قد يغتر بهم من يسمع صدقهم في بعض المسائل...
فالواجب عدم إتيانهم، وعدم سؤالهم، وعدم تصديقهم،
ولو قدر أنهم صدقوا في بعض الشيء؛ لأن الرسول ﷺ نهى عن إتيانهم وسؤالهم، ونهى عن تصديقهم،
وهذا هو الواجب على الجميع، وأن يسلكوا في علاج المرضى ما شرع الله من القراءة والدواء المباح مما يعرفه الأطباء،
هذه هي الأسباب والوسائل الشرعية، وفيها غنية إن شاء الله عما حرمه الله. ينظر: (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 3/447).
- وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :
مجرد قراءة القرآن والأحاديث لا يعرف به مكان المفقود ولا يسترجع به،
ومن ذهب إلى من يدعي معرفة مكان المفقود بمجرد قراءة القرآن والأحاديث،
فهو ملتجئ إلى كاهن دجال ولو ادعى أنه صالح متمسك بالدين،
وقد يتظاهرون بقراءة القرآن والحديث الشريف للتضليل والتلبيس، وهم في الباطن من الكهنة والعرافين. ينظر: (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء- الفتوى رقم (٦٩١٤)).
▣▣ الخلاصة :
* باب التوبة مفتوح، فمن وقع في هذه المعصية فعليه أن يتوب توبة نصوحًا،
وذلك بالإقلاع عن الذنب، والندم، والعزم على عدم العودة إليه.
* لذلك، بادر اليوم بالتوبة والرجوع إلى الله، فالله غفور رحيم ويقبل التائبين.
* شارك هذا المنشور لتوعية الآخرين بخطورة اللجوء إلى العرافين والدجالين!.
والله اعلم
✍ هل لديك أي استفسار حول هذا الموضوع؟ شاركنا في التعليقات!.
وللفائدة:
تعليقات
إرسال تعليق