القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

طرق تأثير الشيطان على الإنسان


من طرق تأثير الشيطان على الإنسان شغل المسلم بالعمل المفضول عن العمل الفاضل ليحرمه كثرة الثواب ولا يتوصل إلى دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله .

 فالإشتغال بالأعمال المفضولة عن الفاضلة مدخل من مداخل الشيطان على المسلم فمثلاً : أن يقوم الرجل أو المرأة طوال الليل يتعبدون لله ويسهرون لأجل ذلك ويعانون المشقة والتعب وقبل الفجر ينامون عن صلاة الفريضة الواجبة فاشتغلوا بالمفضول عن الفاضل.

قال الله تعالى : 

( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )[ التوبة:19]

فالجهاد والإيمان باللّه أفضل من سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام بدرجات كثيرة، لأن الإيمان أصل الدين، وبه تقبل الأعمال، وتزكو الخصال‏.‏

وأما الجهاد في سبيل اللّه فهو ذروة سنام الدين، الذي به يحفظ الدين الإسلامي ويتسع، وينصر الحق ويخذل الباطل‏.‏

وأما عمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج، فهي وإن كانت أعمالا صالحة، فهي متوقفة على الإيمان، وليس فيها من المصالح ما في الإيمان والجهاد . انتهى من تفسير السعدي.

فقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ستًّا من خطوات الشيطان لإغواء الإنسان وإضلاله وهي :

1- الكفر بالله.

2- أن يُوقعك في البدعة.

3- أن يوقعك في كبائر الذنوب.

4- أن يوقعك في صغائر الذنوب.

5- التوسُّع في المباحات.

6- أن يُشغلك بالمفضول عن الفاضل، وكلما عجز عن الكبرى نقلك إلى ما دونها . انتهى من [مدارج السالكين (1 /235) بتصرُّف].

وقال أيضا رحمه الله :

ولا يمكن حصر أجناس شره فضلا عن آحادها إذ كل شر في العالم فهو السبب فيه ولكن ينحصر شره في ستة أجناس لا يزال بابن آدم حتى ينال منه واحدا منها أو أكثر وقال بعد أن ذكر خمسة أجناس ومراتب لتدرج الشيطان في الإضلال

 قال في الخامسة : فإن أعجزه العبد من هذه المرتبة ( وهي اشغاله بالمباحات ) وكان حافظا لوقته شحيحا به يعلم مقدار أنفاسه وانقطاعهاوما يقابلها من النعيم والعذاب. نقله إلى المرتبة السادسة :

وهو أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليزيح عنه الفضيلة ويفوته ثواب العمل الفاضل فيأمره بفعل الخير المفضول ويحضه عليه ويحسنه له إذا تضمن ترك ما هو أفضل وأعلى منه، وقلَّ من يتنبه لهذا من الناس فإنه إذا رأى فيه داعيا قويا ومحركا إلى نوع من الطاعة لا يشك أنه طاعة وقربة فإنه لا يكاد يقول إن هذا الداعي من الشيطان فإن الشيطان لا يأمر بخير، ويرى أن هذا خير فيقول هذا الداعي من الله وهو معذور، ولم يصل علمه إلى أن الشيطان يأمر بسبعين بابا من أبواب الخير، إما ليتوصل بها إلى باب واحد من الشر، وإما ليفوت بها خيرا أعظم من تلك السبعين بابا وأجل وأفضل، وهذا لا يتوصل إلى معرفته إلا بنور من الله يقذفه في قلب العبد يكون سببه تجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وشدة عنايته بمراتب الأعمال عند الله وأحبها إليه وأرضاها له وأنفعها للعبد وأعمها نصيحة لله تعالى ولرسوله ولكتابه ولعباده المؤمنين خاصتهم وعامتهم ولا يعرف ذلك إلا من كان من ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم ونوابه في الأمة وخلفائه في الأرض،وأكثر الخلق محجوبون عن ذلك، فلا يخطر بقلوبهم،والله يمن بفضله على من يشاء من عباده .اهـ (بدائع الفوائد لابن القيم)

وقال أيضا رحمه الله فى تفسيره لآية : ﴿ ٱلَّذِی یُوَسۡوِسُ فِی صُدُورِ ٱلنَّاسِ ﴾. [الناس ٥] :

فإذا أعجزه العبد من هذه المراتب الست وأعيي عليه : سلط عليه حزبه من الإنس والجن بأنواع الأذى والتكفير والتضليل والتبديع، والتحذير منه، وقصد إخماله وإطفاءه ليشوش عليه قلبه ويشغل بحربه فكره، وليمنع الناس من الانتفاع به فيبقى سعيه في تسليط المبطلين من شياطين الإنس والجن عليه، لا يفتر ولا يني .

 فحينئذ يلبس المؤمن لأمة الحرب، ولا يضعها عنه إلى الموت، ومتى وضعها أسر أو أصيب، فلا يزال في جهاد حتى يلقى الله .

فتأمل هذا الفصل وتدبر موقعه، وعظيم منفعته، واجعله ميزانك تزن به الناس، وتزن به الأعمال فإنه يطلعك على حقائق الوجود ومراتب الخلق والله المستعان، وعليه التكلان.
ولو لم يكن في هذا التعليق إلا هذا الفصل لكان نافعا لمن تدبره ووعاه . انتهى من (مصباح التفاسير القرآنية الجامع لتفسير ابن قيم الجوزية)

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

ما مداخل الشيطان الثلاثة؟ وما أدلتها؟

فأجاب :

من القرآن، إذا تأمَّلتَ :

الغضب : معلوم أنَّه من أسباب الشيطان، ولما غضب موسى ألقى الألواح، وفيها كلام الرب .

والغفلة : مثل ما قال الله جل وعلا : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ. [الأعراف:179]، وقال تعالى : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ. [الزخرف:36] يعني : ومَن يغفل.

وأمَّا الشهوة : فأدلتها كثيرة -نسأل الله العافية- قال جل وعلا في كتابه الكريم : إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ. [النجم:23]، وقال تعالى : فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ (الشهوات) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ[القصص:50]، نسأل الله العافية، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى*فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى. [النازعات:40، 41] . انتهى من (فتاوى الدروس)

وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :

الطرق التي يدخل فيها الشيطان على الإنسان كثيرة :

منها : أن يأتيه من جهة شهوة فرجه، فيغريه بالزنا، ويسول له من الخلوة بالنساء الأجنبيات، والنظر إليهن، ومخالطتهن، وسماع غنائهن، ونحو ذلك، ولا يزال يفتنه حتى يقع في الفاحشة .

ومنها : أن يأتيه من جهة شهوة بطنه، فيغريه بأكل الحرام، وشرب الخمر ولناول المخدرات ... ونحو ذلك .

ومنها : أن يأتيه من جهة غريزة حب التملك، والميل إلى الغنى والثراء، فيغريه بالتوسع في أسباب الكسب، حلاله وحرامه، فلا يبالي بأكل أموال الناس بالباطل؛ من ربا وسرقة وغصب واختلاس وغش ونحو ذلك.

ومنها : أن يأتيه من جهة غريزة حب التسلط والتعالي والتعاظم؛ فيستكبر، ويتجبر على الناس، ويحقرهم، ويسخر منهم ... إلى غير ذلك من المداخل الكثيرة . 

وارجع في ذلك إلى كتاب (تلبيس إبليس) تأليف : أبي الفرج ابن الجوزي . وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء- الفتوى رقم (٩٢٩٧))


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات