القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حكم قول " رب اغفر لى ولوالدى" بين السجدتين؟


قد أجاز بعض أهل العلم زيادة " رب اغفر لى ولوالدى " بين السجدتين لأن بين السجدتين محل دعاء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل الجلوس بينهما إلا أن الأفضل أن يقتصر المصلي على الدعاء المأثور بين السجدتين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن زاد فيه أو نقص فيه لم تبطل صلاته .

فقد جاء فى حديث حذيفة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين : " رب اغفر لي، رب اغفر لي ". صحيح النسائي

وجاء أيضا زيادة فى هذا الذكر عن ابن عباس أنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين : " اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، واجبرني، وعافني، وارزقني ". صحيح الترمذي

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" ثم يرفع من السجدة قائلا : الله أكبر ويجلس مفترشا يسراه ، ناصبا يمناه ويضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ، أو على الركبة ، باسط الأصابع على ركبته ، ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ، أو على ركبته اليسرى ، 

ويبسط أصابعه عليها ، هكذا السنة ويقول : رب اغفر لي , رب اغفر لي , رب اغفر لي كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوله

 ويستحب أن يقول مع هذا : اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني , لثبوت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ,

 وإذا قال زيادة فلا بأس كأن يقول : اللهم اغفر لي ولوالدي اللهم أدخلني الجنة وأنجني من النار اللهم أصلح قلبي وعملي ونحو ذلك , 

ولكن يكثر من الدعاء بالمغفرة فيما بين السجدتين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ". انتهى من ("فتاوى الشيخ ابن باز" (11/36)) .

قال أيضا رحمه الله :

إذا قال : " رب اغفر لي ولوالدي" أو " اللهم أجرني من النار" لا يضرُّه؛ لأنها محلُّ دعاءٍ، 

لكن يُكثر من قوله : رب اغفر لي، رب اغفر لي، رب اغفر لي، كما أكثر النبيُّ ﷺ، وجاء عنه ﷺ : اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه، دقه وجله، وجاء فيه : اللهم اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارزقني، وعافني، 

جاء فيه دعوات، لكن أفضلها وأهمها : رب اغفر لي، حتى قال بعضُ أهل العلم: إنها واجبة مرةً واحدةً، وما زاد فهو سنة، 

وقال جمهورُ أهل العلم : إنها كلها سنة غير واجبةٍ : رب اغفر لي، وارحمني أو: اغفر لي ولوالدي سنة، ولكن كونه يتحرى ربي اغفر لي؛ لأن النبيَّ كان يقولها ويُكثر منها هو الذي ينبغي.

والقول بأنها واجبةٌ قولٌ قويٌّ؛ لأنَّ النبي عليه السلام كان يقولها، ويقول : صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي، فإذا قالها مرةً كفته، والأفضل تكرارها ثلاثًا أو أكثر، مع قوله : اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، واجبرني، وارزقني، 

وإذا قال : " اللهم اغفر لي ولوالدي"، أو " اللهم اغفر لي وللمسلمين "، أو " اللهم أصلح ولاةَ أمرنا " ما نعلم فيها محذورًا؛ لأنها محلُّ دعاء، بين السجدتين محل دعاء، 

وكان النبيُّ يُطيلها عليه الصلاة والسلام، يُطيل ما بين السَّجدتين، لكن الإكثار من ربِّ اغفر لي في هذا المقام أفضل، والواجب مرة واحدة .انتهى من (فتاوى الدروس)

قال ابن القيم رحمه الله :

والجميعُ مشتركون في الحاجة بل في الضرورة إلى مغفرةِ الله وعفوِه ورحمتِه فكما يُحبُّ - أي المسلم - أن يَستغفرَ له أخوه المسلمُ كذلك هو أيضاً ينبغي أن يستغفرَ لأخيه المسلم فيصير هِجِّيراه :

[ ربِّ اغفر لي ولوالديَّ وللمسلمين والمسلمات وللمؤمنين والمؤمنات ] 

وقد كان بعضُ السلف يستحبُّ لكلِّ أحدٍ أن يُداوم على هذا الدعاء كلَّ يوم سبعين مرَّة فيجعل له منه وِرداً لا يُخلُّ به .

وسمعتُ شيخَنا - أي ابن تيمية يذكرُه وذكر فيه فضلاً عظيماً لا أحفظه وربَّما كان مِن جملة أوراده التي لا يُخلُّ بها،
 
وسمعتُه يقول إنَّ جعلَه بين السجدتين جائزٌ فإذا شهدَ العبدُ أنَّ إخوانه مصابون بمثل ما أُصيب به محتاجون إلى ما هو محتاجٌ إليه لَم يمتنع من مساعدتهم إلاَّ لفرطِ جهله بمغفرة الله وفضلِه وحقيقٌ بهذا أن لا يُساعَد فإنَّ الجزاءَ من جنس العمل ". انتهى من ("مفتاح دار السعادة" (1/298-299))

ومن السنن المهجورة إطالة الجلوس بين السجدتين

قال ابن القيم في - زاد المعاد 1 /239 : 
 
" وكان هديه صلى الله عليه وسلم إطالة هذا الركن بقدر السجود، وهذا الثابت عنه في جميع الأحاديث وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد بين السجدتين حتى نقول قد وهم ". رواه مسلم

وهذه السنة تركها أكثر الناس من بعد انقراض عصر الصحابة، ولهذا قال ثابت : " وكان أنس يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه يمكث بين السجدتين حتى نقول قد نسي ". متفق عليه.


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات