">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ما هي أنواع وصيغ التسبيح بعد الصلوات؟


 قد جاءت السنة الصحيحة بما يُسن للمصلي قوله من التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات المكتوبات متمثلة فى أربعة أنواع وصيغ والأفضل للمصلي أن ينوع بين هذه الأذكار فيقول هذه أحيانا وهذه أحيانا ولا يشرع الجهر بالذكر عقب الصلاة .

 فالعبادات التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على أنواع يشرع فعلها على جميع تلك الأنواع لا يكره منها شيء.

وإليك أربع أنواع وصيغ للتسبيح  بعد الصلوات :

الصيغة الأولى :

أن يقول بعد كل صلاة : سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة ، والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة ، والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة ، ويقول تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، فيكون المجموع مائة .

ودليل ذلك : ما رواه مسلم (597) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ) .

وله أن يقولها مجموعة بعد كل صلاة : سبحان الله والحمد لله والله أكبر، سبحان الله والحمد لله والله أكبر، هكذا، حتى تبلغ من جميعهن ثلاثة وثلاثين.

ودليل ذلك : عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا : ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا، والنعيم المقيم؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون، قال : (( ألا أحدثكم إن أخذتم أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه، إلا من عمل مثله : تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين ))، فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا : نسبح ثلاثا وثلاثين، ونحمد ثلاثا وثلاثين، ونكبر أربعا وثلاثين، فرجعت إليه، فقال : تقول : (سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين ). رواه البخاري (843).

الصيغة الثانية :

أن يقول بعد كل صلاة : سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله : خمساً وعشرين مرة ، فيكون المجموع مائة .

أو أن يقول : سبحان الله خمسا وعشرين مرة ، والحمد لله خمسا وعشرين مرة ، والله أكبر خمسا وعشرين مرة ، ولا إله إلا الله خمسا وعشرين مرة .

ودليل ذلك : عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال : ( أمرنا أن نسبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، ونحمده ثلاثا وثلاثين، ونكبره أربعا وثلاثين، قال : فرأى رجل من الأنصار في المنام، فقال : أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمدوا الله ثلاثا وثلاثين، وتكبروا أربعا وثلاثين؟ قال : نعم، قال : فاجعلوا خمسا وعشرين، واجعلوا التهليل معهن، فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثه، فقال : افعلوا ). ((صحيح سنن الترمذي)) (3413)

الصيغة الثالثة :

أن يقول دبر كل صلاة : سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة ، والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة ، والله أكبر أربعا وثلاثين مرة .

ودليل ذلك : عن كعب بن عجرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( معقبات لا يخيب قائلهن (أو فاعلهن) دبر كل صلاة مكتوبة؛ ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة )). رواه مسلم (596).

الصيغة الرابعة :

أن يقول بعد كل صلاة : سبحان الله عشر مرات، والحمد لله عشر مرات، والله أكبر عشر مرات .

ودليل ذلك : عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : (( قالوا : يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم، قال : كيف ذاك؟ قالوا : صلوا كما صلينا، وجاهدوا كما جاهدنا، وأنفقوا من فضول أموالهم، وليست لنا أموال، قال : أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكم، وتسبقون من جاء بعدكم، ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله؟! تسبحون في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدون عشرا، وتكبرون عشرا )). رواه البخاري (6329)، ومسلم (595).

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

التسبيح المشروع بعد كل صلاة، أنواع، أنواع لكن أكملها :

 سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثة وثلاثين مرة، هذا أكمل الأنواع، ثم يختمها بقوله : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير بعد كل صلاة، 

سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثة وثلاثين مرة، هذه تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير . 

روى أبو هريرة عن النبي ﷺ أنه قال : من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، وقال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر . خرجه مسلم في صحيحه. 

فهذا يدل على فضل هذا الدعاء العظيم، وهذا الذكر العظيم بعد كل صلاة، وفيه هذا الخير العظيم.

وفي رواية عند مسلم -رحمه الله- بدل (لا إله إلا الله) التكبير أربعة وثلاثون، بدل (لا إله إلا الله) يكبر أربعًا وثلاثين، والتسبيح ثلاث وثلاثون، والتحميد ثلاث وثلاثون، الجميع مائة .

يسبح ثلاثًا وثلاثين، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويكبر أربعًا وثلاثين، هذه مائة أيضًا. هذا نوع آخر .

وفيه نوع ثالث : أنه يسبح ثلاثًا وثلاثين، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويكبر ثلاثًا وثلاثين، ولا يأتي بشيء زيادة على هذا، علم ذلك النبي ﷺ الفقراء، علمهم بهذا، عليه الصلاة والسلام .

وهناك نوع رابع : وهو أن يقول : ( سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ) خمسًا وعشرين مرة، يزيد فيها لا إله إلا الله. ( سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) خمسًا وعشرين مرة، الجميع مائة، كله طيب .

وإذا فعل هذا تارة، وهذا تارة كله طيب، لكن أفضلها أن يقول : سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثًا وثلاثين مرة، ثلاثًا وثلاثين مرة، ثم يختم المائة بقوله : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، نعم . انتهى من ( فتاوى نور على الدرب ).

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

التسبيح خلف الصلوات ورد على أربعة أنواع :

1 ـ سبحان الله عشراً ، والحمد لله عشراً ، والله أكبر عشراً .

2 ـ سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين ، فالجميع تسع وتسعون ، ويختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .

3 ـ سبحان الله ثلاثاً وثلاثين ، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين ، والله أكبر أربعاً وثلاثين .

4 ـ سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين مرة ، فالجميع مائة مرة ". انتهى من " شرح منظومة أصول الفقه وقواعده " (ص176-177) .

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

وهل الأفضل أن يجمع بين التسبيح والتحميد والتكبير في كل مرة، فيقولهن ثلاثا وثلاثين مرة، ثم يختم بالتهليل، أم الأفضل أن يفرد التسبيح والتحميد والتكبير على حدة؟

 قال أحمد - في رواية محمد بن ماهان، وسأله : هل يجمع بينهما، أو يفرد؟ قال : لا يضيق. 

قال أبو يعلى : وظاهر هذا : أنه مخير بين الإفراد والجمع. 

وقال أحمد - في رواية أبي داود -يقول هكذا : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا يقطعه. وهذا ترجيح منه للجمع، كما قاله أبو صالح، لكن ذكر التهليل فيه غرابة... 

وقال إسحاق : الأفضل أن يفرد كل واحد منها. وهو اختيار القاضي أبي يعلى من أصحابنا، قال : وهو ظاهر الأحاديث... 

قلت : هذا على رواية من روى التسبيح ثلاثا وثلاثين، والتحميد ثلاثا وثلاثين، والتكبير ثلاثا وثلاثين ظاهر، وأما رواية من روى (( تسبحون وتحمدون وتكبرون ثلاثا وثلاثين )) فمحتملة؛ ولذلك وقع الاختلاف في فهم المراد منها . انتهى من ((فتح الباري)) (5/249-250).


والله اعلم


اقرأ أيضا..



هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات