من لديه مشكلة الإسراع بالتسبيح بعد الصلاة مما ينتج عن ذلك نطق التسبيح بطريقة غير سليمة وحاول علاج ذلك ولكن لم يستطع لسبب ما فله أن يواظب على هذا الذكر " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " يقوله دفعة واحدة ويجمع بينهم خمساً وعشرين مرة .
وطريقة ذلك بأن يجمعها جميعا : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " مرة ثم يعيدهم إلى أن ينتهى من عد 25 مرة وبذلك لن يستطيع الإسراع فى التسبيح وسينطق الذكر بطريقة سليمة .
- فعنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ : أُمِرُوا أَنْ يُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلَّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيَحْمَدُوا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُكَبِّرُوا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ . فَأُتِيَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي مَنَامِهِ، فَقِيلَ : أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُوا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُوا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ؟ قَالَ : نَعَمْ، قَالَ : فَاجْعَلُوهَا خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَاجْعَلُوا فِيهَا التَّهْلِيلَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ : اجْعَلُوهَا كَذَلِكَ . (صحيح النسائي-رقم : (1349 ))
هذا، وقد وردت روايات متعددة في الذكر بعد الصلوات المفروضات، منها هذه الرواية، وفي روايات أخرى أن يكون كل واحد من التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثا وثلاثين فقط، دون تهليل، أو يكون تمام المئة بالتهليل مرة واحدة، أو يكون كل واحد من التسبيح والتحميد والتكبير عشر مرات، وورد غير ذلك من الأذكار .
قال العلامة الألباني رحمه الله :
أرى كثيراً من الناس الذين يظهر أنَّهم ملتزمين ليس فقط بالفرائض بل وبالنوافل وبالأمور المستحبة كالذكر بعد الصلاة - مثلاً والتسبيح والتحميد والتكبير ونحو ذلك
أرى بعضهم حينما يريد أن يعمل بقوله -عليه السلام-: (( من سبح الله دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثاً وثلاثين، ثم قال تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، غُفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر )). هذا حديثٌ صحيح، ورواه الإمام مسلم في صحيحه.
حينما يريدون العمل بهذا الحديث ترى بعضهم لا يكاد يبين بلسانه عن تسبيح الله وتحميده وتكبيره فماذا تسمع؟
[ سبحاناللسبحاناللسبحانالله ...](!)
رأيتم كما رأيت أنا أظن؟ لست وحدي -يعني- في هذه الدعوة.. هذه ماذا نسميها؟ ((سبسبة))(!)
ثم : [ الحمدلله الحمدلله الحمدلله.. .](!) فهذا ليس تسبيحاً وليس تحميداً؛
[الله أكبرالله أكبرالله أكبر.. .](!) بلحظات..بثواني انتهى من المئة(!) هذه المئة من جاء بها، ما أجرها؟ غفر الله له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر.
ولو كان الإتيان بها بمثل هذه ((البسبسة)) ؟ حاشا لله.. إنما يجب أن يتأنى؛ فيقول :
"سبحان الله" ، "سبحان الله" ، "سبحان الله"
... "الحمد لله" ، "الحمد لله" ، "الحمد لله"، إلى آخره.
لا أريد بما يأتي من كلامي التالي أن أصد الناس عن التسبيح ثلاثاً وثلاثين وما جاء في بقية الحديث وإنما أريد أن أقرِّب إليهم ما هو أفضل لهم شرعاً وأيسر لهم عملاً أفضل لهم شرعاً وأيسر لهم عملاً .
لا أريد بما يأتي من كلامي التالي أن أصد الناس عن التسبيح ثلاثاً وثلاثين وما جاء في بقية الحديث وإنما أريد أن أقرِّب إليهم ما هو أفضل لهم شرعاً وأيسر لهم عملاً أفضل لهم شرعاً وأيسر لهم عملاً .
وأظنُّكم ستسمعون هذا الحديث لأوَّل مرة أو على الأقل بعضكم وهو حديثٌ هامُ جداً، وهو حديث صحيح أيضاً أخرجه الإمام النَّسائي والحاكم وغيرهما عن صحابيين بسندين صحيحين :
أنَّ رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى في المنام شخصاً يسأله، مالذي علمكم الرسول -عليه السلام-؟ قال : علمنا سبحان الله وذكر العدد الذي سبق بيانه في الحديث السابق-، فقال ذلك الشخص للرائي في المنام، قال : إجعلوهن خمساً وعشرين، إجعلوهن خمساً وعشرين. يعني قولوا : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر،
فبدل ما يعد الإنسان مئة وحدة، رح يعد إيش؟ خمسة وعشرين وحدة، وبالخمسة وعشرين وحدة رح يضطر أنه يتباطأ في العدّ ما بيقدر أنه يسارع هالمسارعة هذه -التي نستنكرها أشدّ الاستنكار-
فهو مهما استعجل بسبحان الله، لأنَّه هناك بعد منها الحمد لله - مهما استعجل ما رح تطلع منه إلا أكمل.
مما لو قال : [سبحاناللسبحاناللسبحانالله ...]،
مثل هدول إللي بيذكروا الله : [لا إله لا الله، لا إله لا الله، لا إله لا الله..]
وبعدين بيسحبوها سحبة ما بتسمع منهم إلا : [اللهاللهاللهالله...إلى آخره]
فوقاية لهؤلاء المستعجلين بعد الصلاة في التسبيح والتحميد المذكور في الحديث الأول عليهم أن يجمعوا بين الأربعة ويقولها خمسة وعشرين مرَّة : [سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر] خمسة وعشرين مرَّة.
وهذا أفضل بدليل تمام الحديث ذلك الرائي رأى مناماً قد يكون هذا المنام أضغاث أحلامٍ وليس له تفسير لأننا لسنا نعلم بتأويل الأحلام لكن هذا الرجل الرائي للرؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فكان جوابه : " فافعلوا إذاً "، " فافعلوا إذاً ".
هنا يرد سؤالٌ فقهي : هل هذا نسخٌ للحديث الأول؟ ثلاث وثلاثون تسبيحة، ثلاث وثلاثون تحميدة، ثلاث وثلاثون تكبيرة.. آخرها تهليلة واحدة؟ لا، ليس نسخاً وإنما تفضيل.
فإذا جاء المُصلي بالثلاثة والثلاثينات هدول بعد الصلاة بتؤدة وروية ما في مانع منها، لكن الأفضل له أن يجمع الأربع في خمسة وعشرين مرة : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر "
هكذا خمسة وعشرين مرة بيكون أفضل له مما جاء في الحديث الأول ". انتهى من (سلسلة الهدى والنور الشريط رقم 190 الدقيقة (21))
وقال أيضا رحمه الله :
قوله : « وصح أيضا أن يسبح خمسا وعشرين ويحمد مثلها ويكبر مثلها ويقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مثلها ».
قلت : أخذ هذه الصفة من « زاد المعاد » ولم يعزها لأحد وهو يشير بذلك إلى حديث زيد بن ثابت قال : أمروا أن يسبحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ويحمدوا ثلاثا وثلاثين ويكبروا أربعا وثلاثين فأتي رجل من الأنصار في منامه فقيل له : أمركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تسبحوا ... ؟ الحديث. قال : نعم
قال : فاجعلوها خمسا وعشرين واجعلوا فيها التهليل فلما أصبح أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له قال : « اجعلوها كذلك ».
أخرجه النسائي ١/ ١٩٨ عنه وعن ابن عمر نحوه بسندين صحيحين، وصحح الأول الترمذي ٣٤١٠ وابن خزيمة ٧٥٢ والحاكم ١/ ٢٥٣ والذهبي.
فقوله : التهليل لا يتبادر منه إلا قوله : لا إله إلا الله فإنه المراد من اللغة كما في «لسان العرب» والزيادة عليه تحتاج إلى نص هنا وهو مفقود وهذا مما لم يتنبه له المعلق على «الزاد» فساق الحديث وخرجه وكفى.
فالظاهر أن المقصود من الحديث أن يقول : « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » خمسا وعشرين لا يضره بأيهن بدأ. والله أعلم. انتهى من [تمام المنة ص «٢٢٧»].
وسئلت اللجنة الدائمة :
س : أحيانا أشك حين التسبيح في أنني نقصت أو زدت عن ٣٥ مرة فهل هذا جائز؟
فأجابت :
إذا شككت في عدد التسبيح مثلا، فابن على الأقل فإذا شككت في أنك سبحت ثلاثين أو إحدى وثلاثين فاعتبرها ثلاثين، لأن الأصل العدم حتى يثبت أنك سبحت . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء-الفتوى رقم (٦٥٠٥)).
قال ابن تيمية رحمه الله :
فإن الناس في الذكر أربع طبقات :
(إحداها) الذكر بالقلب واللسان ، وهو المأمور به.
(الثاني) الذكر بالقلب فقط ، فإن كان مع عجز اللسان : فحسن ، وإن كان مع قدرته : فترك للأفضل.
(الثالث) الذكر باللسان فقط ، وهو كون لسانه رطبا بذكر الله، وفيه حكاية التي لم تجد الملائكة فيه خيرا إلا حركة لسانه بذكر الله. ويقول الله تعالى: ( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ) .
(الرابع) عدم الأمرين ، وهو حال الخاسرين ". انتهى من "مجموع الفتاوى" (10 / 566) .
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق