التسبيح بعد الصلاة من أهم الأذكار التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى،
إلا أن البعض يعاني من مشكلة السرعة في أدائه مما يؤدي إلى عدم استحضار المعنى أو نطق الأذكار بشكل صحيح.
* في هذا الموضوع، سنتحدث عن الأسباب والحلول لهذه المشكلة مع ذكر الأحاديث النبوية المتعلقة بهذا الذكر العظيم.
▣▣ أهمية التسبيح بعد الصلاة بتأنٍ.
التسبيح بعد الصلاة هو سنة نبوية مؤكدة، وله فضل عظيم في مغفرة الذنوب وزيادة الأجر.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ: من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين،
ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غُفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر. (رواه مسلم).
* لكن الإسراع المبالغ فيه في التسبيح قد يفقد المسلم هذه الفضائل، بل وقد يؤدي إلى إهمال النطق الصحيح أو استحضار القلب أثناء الذكر.
▣▣ طريقة معالجة سرعة التسبيح بعد الصلاة:
إذا كنت تعاني من السرعة في التسبيح، يمكنك اتباع الحل التالي لضبط الإيقاع وتجنب الأخطاء في الذكر:
** دمج الأذكار في صيغة واحدة : بدلاً من قول "سبحان الله" ثلاثًا وثلاثين مرة، ثم "الحمد لله" ثلاثًا وثلاثين مرة، ثم "الله أكبر" ثلاثًا وثلاثين مرة، يمكنك جمعها في صيغة واحدة كالتالي:
قل : "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" خمسًا وعشرين مرة.
* فهذه الطريقة تساعدك على التأني لأنك بحاجة إلى نطق الجملة كاملة في كل مرة.
- وقد ورد هذا الذكر عن النبي ﷺ في حديث زيد بن ثابت: أمروا أن يسبحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، ويحمدوا ثلاثا وثلاثين، ويكبروا أربعا وثلاثين.
فأتي رجل من الأنصار في منامه، فقيل : أمركم رسول الله ﷺ أن تسبحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمدوا ثلاثا وثلاثين، وتكبروا أربعا وثلاثين؟ قال : نعم،
قال : فاجعلوها خمسا وعشرين، واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح أتى النبي ﷺ فذكر ذلك له، فقال : اجعلوها كذلك. (صحيح النسائي-رقم : (1349 )).
▣▣ فوائد هذه الطريقة :
* تمنع السرعة المفرطة : لأن نطق الجملة كاملة يتطلب وقتًا أكثر.
* تُعين على استحضار القلب : إذ أن الجمع بين التسبيح والتحميد والتكبير يجعل المسلم أكثر وعيًا بما يقول.
* تطابق السنة النبوية : هذه الصيغة واردة عن النبي ﷺ وهي طريقة ميسرة لمن يعاني من الإسراع.
▣▣ التحذير من التسبيح السريع وغير المترابط.
- قال العلامة الألباني رحمه الله :
أرى كثيراً من الناس... حينما يريدون العمل بهذا الحديث : ( من سبح الله دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثاً وثلاثين،
ثم قال تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، غُفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر).
ترى بعضهم لا يكاد يبين بلسانه عن تسبيح الله وتحميده وتكبيره، فماذا تسمع؟
[ سبحاناللسبحاناللسبحانالله ...](!).. هذه ماذا نسميها؟ ((سبسبة))(!)
ثم : [ الحمدله الحمدله الحمدله.. .](!) فهذا ليس تسبيحاً وليس تحميداً؛
بلحظات..بثواني انتهى من المئة(!) هذه المئة من جاء بها، ما أجرها؟ غفر الله له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر.
ولو كان الإتيان بها بمثل هذه ((البسبسة)) ؟ حاشا لله.. إنما يجب أن يتأنى؛ فيقول :
"سبحان الله" ، "سبحان الله" ، "سبحان الله"
... "الحمد لله" ، "الحمد لله" ، "الحمد لله"، إلى آخره.
لا أريد بما يأتي من كلامي التالي أن أصد الناس عن التسبيح ثلاثاً وثلاثين وما جاء في بقية الحديث ،
لا أريد بما يأتي من كلامي التالي أن أصد الناس عن التسبيح ثلاثاً وثلاثين وما جاء في بقية الحديث ،
وإنما أريد أن أقرِّب إليهم ما هو أفضل لهم شرعاً وأيسر لهم عملاً .
... فبدل ما يعد الإنسان مئة وحدة، رح يعد إيش؟ خمسة وعشرين وحدة، وبالخمسة وعشرين وحدة رح يضطر أنه يتباطأ في العدّ،
ما بيقدر أنه يسارع هالمسارعة هذه -التي نستنكرها أشدّ الاستنكار-
فهو مهما استعجل بسبحان الله، لأنَّه هناك بعد منها الحمد لله - مهما استعجل ما رح تطلع منه إلا أكمل.. ينظر: (سلسلة الهدى والنور الشريط رقم 190 الدقيقة (21))و[تمام المنة ص «٢٢٧»].
▣▣ ختامًا :
إذا كنت ممن يعاني من سرعة التسبيح، فجرب طريقة دمج الأذكار، والأهم أن تكون حاضر القلب ومستشعرًا لعظمة الذكر.
والله اعلم
* شارك الموضوع ليستفيد غيرك، أو قم بالتعليق إذا أعجبك
تعليقات
إرسال تعليق