">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع الجمع ب

دخول الرجل بزوجة الآخر عن طريق الخطأ: ما الحكم؟


مسألة دخول الرجل بزوجة الآخر عن طريق الخطأ من المسائل الفقهية الدقيقة التي ناقشها العلماء بتفصيل.

 وقد وردت فتوى من اللجنة الدائمة للإفتاء حول حادثة مشابهة:

السؤال:

تزوج أخوان اثنان بأختين في ليلة واحدة، ثم تبين في الصباح أن كل منهما دخل بغير زوجته، أي بزوجة الآخر عن طريق الخطأ.

فما الحكم الشرعي في هذا الوضع، وكم تكون مدة العدة لكل منهما؟

الجواب :

إذا كان الواقع كما ذكر :

أولا : يجب أن يفرق بين كل منهما وبين موطوءته فورا حينما يتبين أنها غير زوجته، وأن تستبرئ بحيضة .

ثانيا : الأصل أن تعود كل منهما إلى من عقد له عليها بعد الاستبراء،

ومن تبين حملها لحق الولد بالواطئ لأنه وطء شبهة يعتقد حله، لا وطء زنا .

ثالثا : إذا رضي كل من الأخوين بموطوءته ورضيت به،

طلق كل منهما زوجته وتزوجها الآخر دون عدة ولا استبراء،

لأن الماء ماؤه ولو حملت فالولد لاحق به على كل حال. ينظر: (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (19/290-291)).

▣▣ حكم مشابه من الشيخ ابن باز رحمه الله:

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

لو أن رجلاً متزوج وخرج من منزله ذات يوم، فجاءت امرأة ضيفة على أهله، ولم يكن هو على علم بها، 

وعاد إلى البيت في وقت متأخر من الليل فأراد أن يجامع أهله فأخطأ وجامع هذه الضيفة وأنجبت منه طفلاً، 

فهل هذا الطفل ممكن أن يرث هذا الرجل أم لا، أفيدوني أفادكم الله؟

الجواب : 

إذا كان الواقع صحيحاً وأنه شبهة، وأنه غلط، فإن الولد يكون ولده يلحق بالشبهة،

مثل : لو عقد على امرأة فأدخل عليه غيرها وظن أنها الزوجة، فجامعها فإن ولدها يلحق به؛ لأنه وطء بشبهة.

أما إن كان كاذباً وأنه جامعها ويعلم أنها غير امرأته، هذا زنا والولد لا يلحق به؛ لأنه زنا، 

أما إذا كان غلط وجامعها يحسب أنها زوجته؛ لأسباب لظلمة، أو لأسباب أخرى، 

والله يعلم ما في القلوب ولا يخفى عليه خافية سبحانه وتعالى،

إذا كان عن شبهة فإن الولد يلحقه، وعليها هي الاستبراء،

 فليس لها أن تتزوج إلا بعد الاستبراء .....،

لكن ما دام حملت منه فإن عدتها وضع الحمل، متى وضعت الحمل خرجت من عدتها. نعم.

المقدم : بارك الله فيكم، ألا ينبغي التحرز من جانب المسلمين والحذر من مثل هذه الأمور؟

الشيخ : 

لا شك أن هذا يجب التحرز منه وهذا من النوادر، من أندر النوادر؛ 

لأن الغالب أن الرجل يعرف زوجته ولا تشتبه عليه، فهذا من أندر النوادر. نعم. ينظر: ( نور على الدرب).

▣▣ نصائح وقائية :

على المسلمين اتخاذ الحيطة والحذر في مثل هذه المواقف لتجنب الوقوع في الخطأ.
 
* الحفاظ على خصوصية الأزواج، والالتزام بأدب الضيافة، والوضوح في العلاقات كلها أمور تسهم في الوقاية من الالتباس.

▣▣ الخلاصة :

دخول الرجل بزوجة الآخر عن طريق الخطأ يدخل في باب وطء الشبهة، وله أحكام خاصة تختلف عن الزنا. 

يجب التفريق الفوري بين الطرفين، واستبراء الرحم. 

بعد ذلك، تعود المرأة إلى زوجها الحقيقي أو يتم عقد جديد إذا اتفق الطرفان على الاستمرار مع الطرف الآخر.


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات