السنة عقد أي عد التسبيح بأصابع اليد اليمنى، فقط لأن اليمين جهة مباركة في مسماها واليمين للأشياء المكرمة والأشياء المحترمة،
والذكر لا شك أنه لائق باليمين فأهل اليمين هم أهل الجنة، كما جعل النبي صلى الله عليه وسلم الشمال للأمور المستقذرة التي فيها أذى .
** وأما عن الطريقة الصحيحة للتسبيح على اليد : فإنه لم ينقل إلينا حديث صحيح فى كيفية عد النبي ﷺ التسبيح على أصابع يده اليمنى،
فالعقد باليد اليمنى ليس له كيفية معينة، لأن الراوي اكتفى بالإخبار أنه عليه الصلاة والسلام كان يعقد أي يعد التسبيح بيمينه، فالأمر فيه سهل إن شاء الله.
* هل كان النبي ﷺ يعقد بكل أصبع تسبيحة واحدة أو ثلاث تسبيحات بكل مفصل تسبيحة فلم نعلم الكيفية،
ومادام لم يثبت فى هذا شيئا فالأمر فيه سعة، فليعقد المسلم بالأسلوب أو الطريقة التي يراها أسهل بالنسبة إليه .
** وأما عن التسبيح بالسبحة أو المسبحة، فهذا لا يجوز لأنه لا هدي بعد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو التسبيح باليد اليمنى .
ومما يدل على ذلك :
1- عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو قال : رأيتُ رسولَ اللَّهِ ﷺ يعقِدُ التَّسبيحَ. حسَّنه النووي في " الأذكار " ." الكلِم الطيب " ( 112 ).
- وفي زيادةٍ : بيمينِهِ. (1502 صحيح أبي داود)
قالَ العلاَّمةُ الألبانيُّ رحمه الله : أي : بيمينه، فالتَّسبيح باليدين معًا خلاف السُّنَّة، والعَجَب مِن أُناسٍ يأكُلون باليدِ اليُمنى فقط، ويُسبِّحون بهما!!. المصدر: " صحيح الكَلِم الطَّيِّب " لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، بقلم [العلاَّمة]/ محمَّد ناصر الدِّين الألبانيِّ، مكتبة المعارف، الرِّياض، ط8، 1407هـ/1987م، ص67، 68.
2- عَنْ يُسَيْرَةَ بِنتِ يَاسر رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ
وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ وَلَا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ. (صحيح الترمذي).
والمقصود بالعقد : هو العد .
فيحتمل أن المراد : العقد أي العد بنفس الأنامل (وهي الجزء في الأصبع الذي يكون في ظهرها الظفر) ،
والعقد بالمفاصل : أن يضع إبهامه في كل ذِكر على مفصل،
والعقد بالأصابع : أن يعقدها ثم يفتحها تطبيقاً وفتحاً .
- قال الشوكاني رحمه الله : والحديث الأول يدل على مشروعية عقد الأنامل بالتسبيح...
وقد علل رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك في حديث الباب بأن الأنامِلَ مسؤولات مستنطَقاتٌ، يعني أنهن يشهدنَ بذلك،
فكان عقدُهن بالتسبيحِ من هذه الحيثيَّة أولى من السبحة والحَصى. انتهى من ((نيل الأوطار)) (2/366).
- قال شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله : ( يعقدها بيده ) أي : بأصابعها ، أو بأناملها أو بعُقَدِها. انتهى من (" عون المعبود " ( 13 / 273 ) ).
- وجاء في " الموسوعة الفقهية " ( 21 / 258 ) : قال ابن علاَّن : يحتمل أن المراد : العقد بنفس الأنامل أو بجملة الأصابع.
قال : والعقد بالمفاصل : أن يضع إبهامه في كل ذِكر على مفصل . والعقد بالأصابع : أن يعقدها ثم يفتحها. انتهى.
- وجاء في " شرح المشكاة " : العقد هنا : بما يتعارفه الناس. انتهى.
- وقال الشيخ الألباني رحمه الله : العقد فيما علمت ليس له كيفية معينة؛
لأن الراوي اكتفى بالإخبار أنه عليه الصلاة والسلام كان يعقد التسبيح بيمينه، فالأمر فيه سهل إن شاء الله،
فكل مصل سواء كان ذكرًا أو أنثى فليعقد بالأسلوب أو الطريقة التي يراها أسهل بالنسبة إليه،
أنا مثلًا أعقد في كل إصبع ثلاث مفاصل فأعتبرها ثلاثة،
وممكن إنسان أن يعد واحد في إصبع والثانية اثنين وهكذا،
فما يتيسر للذاكر في العد فهو الذي يفعله؛ لأنه ليس لدينا سنة بكيفية معينة في هذا العقد. انتهى من «رحلة النور: ٢٩ ب/٠٠: ٢٨: ٥٧».
- وجاء في كتاب " التَّرجيح في مسائل الطَّهارة والصَّلاة " (ص 353-361- ط.دار الهجرة) لفضيلة الشَّيخ : د. محمَّد بن عُمر بازمول -حفظه الله-:
والمقصود أن التسبيح يعقد باليد اليمنى؛ هذه هي سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
ولا يشرع عقد اليد اليسرى بالتسبيح؛ فإنها إنما تستعمل فيما فيه أذى،
وإنما تشترك مع اليمنى فيما لا يمكن الاقتصار فيه على اليد اليمنى فقط، وهذا غير حاصل في عقد التسبيح باليد؛
إذ يمكن الاقتصار فيه على اليد اليمين فقط؛ فإنه ذكر الله تعالى، وهذا من الأمور الشريفة، ويمكن الاقتصار فيه على اليد اليمنى فقط، والله الموفق.انتهى.
** ويشهد لإقتصار التسبيح باليد اليمنى
- عن عائشة - رضي الله عنها : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحب التيامن في شأنه حتى في ترجله ونعله وطهوره.(صحيح ابن خزيمة - 1/122 رقم 244 ].
- وعنها - رضي الله عنها : كانت يَدُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليُمْنى لطُهورِهِ ولطَعامِهِ، وكانتِ اليُسْرى لخَلائِهِ، وما كان مِن أذًى . «صحيح أبي داود ٢٦» و(حسن بطرقه وشاهده- تخريج المسند لشعيب الارناؤوط رقم: (26284)).
قال الشيخ الألباني رحمه الله معقباً على هذا الحديث : فما يفعله كثير من الناس من التسبيح باليسرى أيضاً،
خلاف ما يفيده هذا الحديث من تخصيصها للخلاء والأذى، بل خلاف الحديث الصحيح الصريح « كان يعقد التسبيح بيمينه ». انتهى من (مشكاة المصابيح ١/ ١١٣).
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في كل شأنه إلا ما كان في الإستنجاء والخروج من المسجد والدخول إلى الخلاء وخلع النعل.
والله اعلم
اقرأ أيضا..
تعليقات
إرسال تعليق