السُنة فى قراءة القرآن هى الوقوف على رؤوس الآيات وإن تعلقت الآيات بما بعدها، فهذا هو الثابت فى السنة الصحيحة،
كالوقف على قوله تعالى : ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ).[الماعون: 4]، والإبتداء بقوله تعالى : ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾.[الماعون:5].
* وأما وصل الآيات ببعضها فهذا خطأ شائع، وليس من السنة لأنه لم يرد عن النبي ﷺ.
* إذن الوقوف على رؤوس الآيات عند قراءة القرآن سُنة يثاب القارئ على فعلها، فلا يكن همُّ أحدكم آخر السورة.
*واعلم أخى المسلم أن آيات القرآن كلها توقيفية لا تعلم إلا من الشارع كمعرفة السورة لا مجال للقياس فيه.
ودليل ذلك :
عن أم سلمة، قالت : كان رسول الله ﷺ يقطع قراءته يقرأ : ( الحمد لله رب العالمين ) ثم يقف ( الرحمن الرحيم ) ثم يقف ). "صحيح أبي داود".
قال القاري رحمه الله : " (يقطع قراءته) أي : يقرأ بالوقف على رؤوس الايات ". انتهى من (مرقاة المفاتيح" (4/ 1503)).
وقال ابن الجزري رحمه الله :
عد بعضهم الوقف على رءوس الاي في ذلك سنة.
وقال أبو عمرو : وهو أحب إلي واختاره أيضا البيهقي في شعب الإيمان وغيره من العلماء .
وقالوا : الأفضل الوقوف على رءوس الايات وإن تعلقت بما بعدها.
قالوا : واتباع هدي رسول الله ﷺ وسُنته أولى ". انتهى من ( "النشر في القراءات العشر" (1/ 226)).
قال ابن تيمية رحمه الله :
وقوف القارئ على رءوس الايات سنة وإن كانت الاية الثانية متعلقة بالأولى تعلق الصفة بالموصوف أو غير ذلك. انتهى من (الفتاوى الكبرى" (5/ 334))
وقال ابن القيم رحمه الله :
كان صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته ويقف عند كل اية فيقول : ( الحمد لله رب العالمين ) ويقف ( الرحمن الرحيم ) ويقف ( مالك يوم الدين )
وذكر الزهري : " أن قراءة رسول الله ﷺ كانت اية اية " وهذا هو الأفضل الوقوف على رءوس الايات وإن تعلقت بما بعدها.
وذهب بعض القراء إلى تتبع الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها واتباع هدي النبي ﷺ وسُنته أولى،
وممن ذكر ذلك البيهقي في "شعب الإيمان" وغيره، ورجح الوقوف على رءوس الاي وإن تعلقت بما بعدها. انتهى من ("زاد المعاد" (1/ 326)).
وقال الإمام الألباني رحمه الله :
(( ثم يقرأ الفاتحة ويقطِّعها آية آية : {بسم اللهِ الرحمنِ الرحيم} ثم
يقف ثم يقول: {الحمد لله رب العالمين}،
ثم يقف، ثم يقول : {الرحمنِ
الرحيم}، ثم يقف، ثم يقول : {مالك يومِ الدِّين} وهكذا إلى آخر السورة،
وكذلك كانت قراءته كلها يقف على رؤوس الآي ولا يصلها بما بعدها )).
- وذكر رحمه الله في الحاشية قول الإمام أبي عمرو الداني في "المكتفى "(5/2) :
( وكان جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع على الآيات وإن تعلق بعضهن ببعض ).
ثم قال : ( وهذه سُنة أعرض عنها جمهور القراء في هذه الأزمان فضلًا عن غيرهم ). انتهى من ( "صفة الصلاة" (ص84)).
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
حقيقة أحرف الوقوف في القرآن وحكم التقيد بها كالجيم والطاء وغيرها تدل على وجوب الوقوف؟
فأجاب :
هذه الحروف لا أعرف من وضعها، يضعها بعض القراء للإشارة إلى أن هذا موقف جائز أو هذا لازم لبيان المعاني،
ولكن هذه لا يلتفت إليها ولا تلزم،
وإنما السنة الوقوف على رءوس الآيات، هذا كان النبي ﷺ يقف عند رءوس الآية، هذا هو الأفضل، وهذا هو الترتيل،
وأما هذه الحروف فلا يلزم التقيد بها، ولكن المؤمن إذا أراد أن يقف يتحرى الوقف المناسب الواضح،
الذي ليس له صلة بما قبله عند الحاجة إلى الوقف يقف على الآيات التي يحسن الوقوف عندها،
أما الآية المتصلة بما قبلها ينبغي أن يقرأها حتى يتضح المعنى، وأما بعض الآية لا يقطع الآية يكمل الآية. انتهى من (فتاوى نور على الدرب).
* تنبيه: إذا كانت الآية شديدة التعلق بما بعدها فيُمنع الوقوف عليها وإنهاء القراءة،
كمن يقرأ : (
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ) ثم ينهي القراءة ولا يقرأ الآية التي بعدها لأن كده أخليت بالمعنى،
ولكن إذا كنت مستمر بالقراءة فالسُنة الوقوف عليها والابتداء بما بعدها .
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق