">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع ال

هل حقاً قراءة القرآن بأحكام التجويد واجبة؟


للإجابة على هذا السؤال، لا بد من التفرقة بين الواجب في القراءة والمستحب، وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا الموضوع.

▣ الواجب في قراءة القرآن الكريم.

هناك أمور أساسية يجب مراعاتها أثناء قراءة القرآن الكريم، وما عدا ذلك فغير واجب، وهي:

1- النطق السليم للحروف : الحروف يجب أن تُنطق من مخارجها الصحيحة، فلا يجوز استبدال حرف بآخر (مثل قراءة "التاء" بدلًا من "الطاء").

2- تصحيح الحركات النحوية : يجب الالتزام بحركات الإعراب، مثل رفع المرفوع ونصب المنصوب وجر المجرور. 

لأن الخطأ في الحركات قد يؤدي إلى تغيير المعنى، وهو ما يجب اجتنابه.

إذن الواجب منه ما أقام الحروف، وضبط شكلها، أي : لم يكن فيه لحن جلي يغير مبنى الكلام ويفسد معناه.

▣ المستحب في قراءة القرآن الكريم.

مثل : (الإظهار والإدغام والمدود والغنات وترقيق الحروف وتفخيمها ونحو ذلك).

فعدم الاتيان به لا يخل بالقراءة ولا يأثم عليه القارئ، وإنما نأتي به لتحسين التلاوة وإبراز جماليات القرآن الكريم.

* أما أنها فرض عين أثناء القراءة فهو قول ضعيف يردده البعض وليس عليه دليل.

 الخلاصة: يستحب قراءة القرآن الكريم بأحكام التجويد المعروفة ولا يجب ، 

إذ أنها تدخل في باب تحسين النطق بالألفاظ وتزيين التلاوة، وليس من ضروريات الالتزام الشرعي.

* وما كان الأخذ به مستحبًا من هذه الأحكام فلا يتصور أن يكون فرض عين، يترتب العقاب على قارئه لما فيه من حرج عظيم،

ولا يجوز إلزام الناس به ولا الإنكار عليهم إذا لم يأتوا به.

* كما لا يصح الحكم بوجوب أي أمر تعبدي يُقصد به التقرب إلى الله تعالى دون دليل صريح صحيح يُبرئ الذمة ويقطع الشك.

▣ أدلة على عدم وجوب التجويد.

العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال العلماء تدل على أن التجويد ليس واجبًا، بل هو مستحب، منها:

1- قوله تعالى : وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ "[القمر: 17].
 
* قال الضحاك عن ابن عباس : لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل. ينظر: (" تفسير ابن كثير" (7/ 478)) .

2 - قال النبيِّ ﷺ: (الماهر بالقرآن مع السّفرةِ الكرام البررَةِ، والَّذي يَقْرَاُ القُرآنَ ويَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَليهِ شاقٌّ؛ لَهُ أجْرَانِ). أخرجه البخاري.

* دل هذا الحديث على : عدم وجوب أحكام التجويد لأن الرّسول ﷺ سمى من يقرأ القرآن وهو متعتع فيه قارئًا للقرآن وأنّ له أجرين،

ومعلوم أن الذي يُتعتع فيه بسبب ضعف حفظه وصعوبة القراءة لا بد أن يقع في اللحن الخفي كما هو مشاهد ومعلوم،

فدلّ ذلك علىٰ أن الخلل لا يخرجه من كونه قارئًا،

فإذا صحّ أنه قارئ فلا يكون ما وقع فيه مخلاًّ بقراءة القرآن في الجملة. ينظر: (كتاب شرح رياض الصالحين - تعليق على قراءة الشيخ محمد إلياس).

3 - ما جاء فيمن زعم أن قراءة القرآن لا تصح بغير التجويد- عن جابر بن عبد الله ، قال :

" خرج علينا رسول الله  ونحن نقرأ القرآن ، وفينا الأعرابي والأعجمي،

فقال : اقرءوا فكل حسن ، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح ، يتعجلونه ولا يتأجلونه ". (صحيح أبي داود رقم: (830 )).

* فقول رسول الله  " فكل حسن " مع أن فيهم أعاجم: لهو كاف في اثبات المراد ، إذ يبعد جدا أن يقرأ الأعاجم العربية كالعرب،

فضلا عن القراءة بأحكام التجويد التي أصلا لم تكن تدرس آنذاك، ففي الحديث تَيسيرُ الله تعالى القرآن لعباده.

4 - ما جاء فى ذم المتكلفين في القراءة، المتعمقين في إخراج الحروف -عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :

( أقرأ الناس لهذا القرآن المنافق لا يذر منه ألفاً ولا واواً يلفه بلسانه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها ). رواه عبد الرزاق، ورجاله كلهم ثقات.

▣ أقوال العلماء حول وجوب التجويد.

أكابر العلماء من مختلف المذاهب أكدوا أن أحكام التجويد مستحبة وليست واجبة.

- جاء في "الدقائق المحكمة شرح المقدمة الجزية"- لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله -عند قوله:

والأخذ بالتجويـد حتـم لازمُ ... من لم يجـوِّد القـرآن آثـمُ.

بأن يقرأه قراءة تخلّ بالمعنى أو بالإعراب، فهو آثم. اهـ.

* فذلك دليل بين : على أنه وهو من القراء لا يقول بأن التجويد واجب بحيث يأثم من لم يقرأ به .

وقد أشار الملا القاري رحمه الله -إلى رواية صحيحة عند شرح قول المصنف، فقال:

( من لم يجود القرآن آثم ) أي (من لم يصحح) كما في نسخة صحيحة بأن يقرأ قراءة مخلة بالمعنى والإعراب،

كما صرح به الشيخ زكريا – خلافا لما أخذه بعض الشراح منهم ابن المصنف على وجه العموم الشامل للحن الخفي،

فإنه لا يصح كما لا يخفى. ينظر: [كتاب المنح الفكرية- للقاري].

- وذكر الملا على القارئ أيضا- في شرح المقدمة- 

فرقا بين مخالفة أحكام التجويد في اللحن الجلي واللحن الخفي فذكر أنه يأثم في الجلي دون الخفي- فقال في شأن اللحن الخفي :

لا يتصور أن يكون فرض عين يترتب العقاب على فاعله كما فيه حرج عظيم... ينظر: [كتاب المنح الفكرية- للقاري].

قال ابن تيمية رحمه الله : 

ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن، إما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها،

والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك، فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه،

 وكذلك شغل النطق ب ( أأنذرتهم ) وضم الميم من ( عليهم ) ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت ". ينظر: ( الفتاوى ص50 مجلد 16).

قال العلامة ابن مفلح رحمه الله :

ويستحب ترتيل القراءة وإعرابها وتمكين حروف المد واللين من غير تكلف. ينظر: (الآداب الشرعية - مجلد 2 ص (437)).

- قال العلامة أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله : 

قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف، فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة،

وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب.

 قال : ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده والمراد تحقيق الحرف فحسب،

وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوةوكل هذه الوساوس من إبليس. ينظر: ("تلبيس إبليس" (ص126)).

- وقال الإمام ابن القيم رحمه الله :

قال الفضل بن زياد : إن رجلا قال لأبي عبدالله : فما أترك من قراءته- قال : الإدغام والكسر. ليس يعرف في لغة من لغات العرب،

وسأله عبدالله ابنه عنها فقال : أكره الكسر الشديد والإضجاع ،

وقال في موضع آخر : إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به،... ينظر: ( إغاثة اللهفان (1\160) ).

- وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله -عن الأحاديث السابقة، فيها فوائد :

- أنه كان ﷺ يأمر أصحابه أن يقرأ كل منهم بما تيسر عليه وسله على لسانه.

- تفيد أنه  كان يأمر أصحابه أن يقرأ كل منهم بما تيسر عليه وسَهُل على لسانه وأنه لم يكن يعلمهم التجويد ومخارج الحروف.

فالصحابة رضي الله عنهم لم ينقل عن أحد منهم أنه كان يعلم من يقرئه التجويد ومخارج الحروف ولو كان خيراً لسبقوا إليه!.

 ومن المعلوم ما فتح الله عليهم من أمصار العجم من فرس وروم وقبط وبربر وغيرهم وكانوا يعلمونهم القرآن بما يسهل على ألسنتهم،

ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يعلمونهم مخارج الحروف ولو كان التجويد لازماً ما أهملوا تعلمه وتعليمه .

كما فيها الرد على من زعم أن قراءة القرآن لا تجوز بغير التجويد، أو أن ترك التجويد يخل بالصلاة، 

وقد أخبرني بعض من أم في المسجد النبوي أن جماعة من المتكلفين أنكره عليه إذ لم يقرأ في الصلاة بالتجويد، 

وما علم أولئك المتكلفون الجاهلون أن النبي  أقر الأعرابي والعجمي والأحمر والأبيض والأسود على قراءتهم، وقال لهم : ( كل حسن )، 

وأنه  ذم المتكلفين الذين يقيمونه كما يقام القدح والسهم ويثقفونه ويتنطعون في قراءته، كما هو الغالب على كثير من أهل التجويد في هذه الأزمان. ينظر: (كتاب إتحاف الجماعة (2|122)).

قال الشيخ ابن باز رحمه الله : 

 أحكام التجويد مستحبة وليست واجبة، وإذا قرأ الإنسان القرآن بلغة العرب كفى والحمد لله، 

.. وإذا قرأه بالتجويد على إنسانٍ يعرف ذلك كان ذلك من باب الكمالات ومن باب الفضل، 

ومن باب العناية بإتقان القرآن وأن يقرأه على الوجه المرْضِيِّ، وإلا فليس بشرط وليس بواجب ولا دليل على ذلك..ينظر: (فتاوى نور على الدرب).

- وسئل أيضا رحمه الله - عن دعوى مُدرِّس للتجويد : أن التجويد العملي واجب على كل مسلم ومسلمة مستدلاً بقوله الله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلاً}،

فأجاب :

" لا أعلم دليلاً شرعياً يدل على وجوب الالتزام بأحكام التجويد، أما قوله الله تعالى : { ورتل القرآن ترتيلا }:

فهو يدل على شرعية التمهل بالقراءة وعدم العجلة، ويؤيده قول الله تعالى : { ورتلناه ترتيلا }. انتهى من فتوى: (بتاريخ 13/ 11/1415هـ).

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد، 

وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة وباب التحسين غير باب الإلزام .

 وقد ثبت في صحيح البخاري (66) عن أنس بن مالك رضي الله عنهما: أنه سئل كيف كانت قراءة النبي ؟

فقال : كانت مدًّا ثم قرأ "بسم الله الرحمن  الرحيم" يمدّ ببسم الله، ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم.

 والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده، والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي ،

ولو قيل بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم ،

ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى : طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك .

وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله عز وجل 

في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى وسنة رسوله  أو إجماع المسلمين. 

وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في جواب له : أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجبينظر: [ كتاب العلم- للعثيمين ].

- وسئل أيضا رحمه الله :

هل يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن دون الانضباط ببعض أحكام التجويد؟

الجواب :

نعم يجوز ذلك إذا لم يلحن فيه فإن لحن فيه فالواجب عليه تعديل اللحن،

 وأما التجويد فليس بواجب التجويد تحسين للفظ فقط وتحسين اللفظ بالقرآن لا شك أنه خير وأنه أتم في حسن القراءة. 

لكن الوجوب بحيث نقول من لم يقرأ القرآن بالتجويد فهو آثم قول لا دليل عليه بل الدليل على خلافه.

بل إن القرآن نزل على سبعة أحرف حتى كان كل من الناس يقرؤه بلغته إلا أنه بعد أن خيف النزاع والشقاق بين المسلمين ،

وحد المسلمون في القراءة على لغة قريش في زمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- 

وهذا من فضائله ومناقبه وحسن رعايته في خلافته أن جمع الناس على حرف واحد لئلا يحصل النزاع. 

والخلاصة أن القراءة بالتجويد ليست بواجبة،

وإنما الواجب إقامة الحركات والنطق بالحروف على ما هي عليه فلا يبدل الراء لاما مثلا ولا الذال زاياً وما أشبه ذلك هذا هو الممنوع. ينظر: (فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [334]).

- وقال الشيخ الراجحي حفظه الله :

الواجب هو إخراج الحروف من مخارجها، فإذا أتقن القرآن وقرأه ولم يسقط شيئاً من حروفه فهذا هو الواجب، 

وما زاد على ذلك فمستحب ومن باب التحسين وليس بواجب، 

وأما قول الجزري : والأخذ بالقرآن حتم لازم من لم يجود القرآن آثم. فهذا ليس بصحيح، وإنما هو مستحب. ينظر: (كتاب شرح سنن ابن ماجة - الراجحي).

- وقال الشيخ محمد بازمول حفظه اللّه :

..فإن قيل : ما الدّليل على أن تجنّب اللّحن الخفي ليس بواجب؟

فالجواب :

جاء في الحديث عن عائِشَةَ رضي اللّه عنها، عن النبيِّ ﷺ قال : ( مثل الذي يقرأُ القرآنَ وهو حافظٌ له مع السَّفَرَة الكرامِ البررةِ، ومثل الذي يقرأُ، وهو يتعاهَدُهُ، وهو عليه شديدٌ، فلَهُ أجرَانِ)، 

وفي رواية : (الماهر بالقرآن مع السّفرةِ الكرام البررَةِ، والَّذي يَقْرَاُ القُرآنَ ويَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَليهِ شاقٌّ؛ لَهُ أجْرَانِ). أخرجه البخاري في كتاب التفسير.

ووجه الدلالة : أن الرّسول ﷺ سمّىٰ من يقرأ القرآن وهو متعتع فيه قارئًا للقرآن، وأنّ له أجرين،

ومعلوم أن الذي يُتعتع فيه بسبب ضعف حفظه لا بد أن يقع في اللحن الخفي، 

كما هو مشاهد ومعلوم؛ فدلّ ذلك علىٰ أن الخلل لا يخرجه من كونه قارئًا، فإذا صحّ أنه قارئ فلا يكون ما وقع فيه مخلاًّ بقراءة القرآن في الجملة.

فاللّحن الظّاهر الذي يؤثر في المعنىٰ لا يجوز .

أما اللّحن الخفيُّ الذي لا يؤثِّر في المعنىٰ؛ فهذه تعتعةٌ، يقع فيها ولا بدّ القارئ،

في إخلال بالمدود، وعدم ضبط مخارج الحروف، والإخلال بأحكام النون والميم الساكنتين : كالإظهار والإدغام والإخفاء والإقلاب،

ونحو ذلك من الأمور الخفية التي لا تؤثر في المعنىٰ، ولا يختلُّ بها نظم الآية، ولا نظمُ الألفاظ، 

ولكن لم تُعطِ الحرف والكلمة حسنها وجمالها، مثل ما يقولون : إعطاء الكلام حقَّه ومستحقَّه؛

ولذلك فإطلاق القول بوجوب التجويد فيه نظر!. وإطلاق النظر بعدم وجوب التجويد فيه نظر!... ينظر: (شرح كتاب إتمام الدِراية لقرّاءِ النِّقايةِ (الصفحة ٥٢)).

** الخلاصة :

▣ الأحكام التي يوردها علماء التجويد في كتبهم لا يوجد دليل شرعي صحيح صريح على وجوب الالتزام بها جميعًا.

▣ ما يلزم الأخذ به هو الحد الأدنى الذي تُستقيم به القراءة وتصح، أي ما يحفظ الحروف ويمنع الإخلال بالمعنى.

▣ أما ما فوق ذلك فهو مستحب، ولا يجوز إلزام الناس به أو الإنكار على من تركه، ما دام ذلك لا يؤثر في صحة القراءة أو معناها.

▣ لذا، على كل مسلم تعلم القدر الذي يجنب الوقوع في اللحن الجلي عند قراءة الفاتحة، لأنها الحد الأدنى الواجب لحفظ الصلاة.


والله اعلم

* شارك الموضوع ليستفيد غيرك، أو قم بالتعليق إذا أعجبك

اقرأ أيضا:


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات