">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ما حكم متابعة الإمام إذا زاد ركعة فى الصلاة؟


▣▣ السؤال الشائع : ما هو حكم متابعة الإمام إذا زاد ركعة في الصلاة؟ وهل تصح صلاة المأموم في هذه الحالة؟

✅ الجواب الشرعي : لا يجوز للمأمومين متابعة الإمام إذا زاد ركعة في الصلاة عن غير قصد، 

ويجب على المأمومين تنبيهه بالتسبيح؛ لعلّه يرجع عن هذه الزيادة، خصوصًا إذا كانت الزيادة ناتجة عن شك منه.

▣▣ ما الواجب على المأموم عند زيادة الإمام ركعة؟

✔ يجب على المأموم أن يسبّح للإمام إذا علم بالزيادة، فإن سبح به اثنان فأكثر لزمه الرجوع إن كانت زيادته عن شك وعليه سجود السهو بعد السلام.

✔ إن أصر الإمام على الاستمرار، فللمأموم أن يجلس وينتظره حتى يسلم معه (وهو الأفضل) أو يفارقه ويتم صلاته منفردًا.

▣▣ الحالات الثلاث لمتابعة الإمام عند زيادة الركعة :

1- من تيقن أن الإمام على صواب وتابعه : صلاته صحيحة.

2- من علم أن الإمام مخطئ وتابعه عمدًا وعالمًا بالحكم : صلاته باطلة.

3- من تابعه ناسيًا أو جاهلاً بالحال أو الحكم : صلاته صحيحة.

▣▣ رأي بعض الحنابلة :

✅ قال بعض الحنابلة : يجب متابعة الإمام في الزيادة، لاحتمال أنه نسي ركنًا، واستدلوا بفعل الصحابة حين تابعوا النبي ﷺ في الخامسة ولم يُؤمروا بالإعادة.

 لكن القول الصحيح من مذهب الحنابلة : هو تحريم المتابعة عند العلم بالزيادة، لأن المتابعة على ما ليس بمشروع لا تصح، والأصل حرمة تعمد الزيادة في الصلاة، ولا يجوز اتباع الإمام في الخطأ.

 وعليه : يجب على المأموم تنبيه الإمام، فإن لم يرجع، فله أن يجلس وينتظره حتى يسلم، أو يفارقه ويتم صلاته وحده.

✅ وأما متابعة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم في الخامسة فإنها تدل على أن من فعل ذلك جاهلا أو متأولا لم تبطل صلاته وكان معذورا بتأويله.

▣▣ أقوال العلماء في حكم متابعة الإمام إذا زاد ركعة؟:

 قال الإمام النووي رحمه الله في "المجموع" :

 فمتى سجد الإمام في آخر صلاته سجدتين لزم المأموم متابعته حملا له على أنه سها ،

بخلاف ما لو قام إلى ركعة خامسة فإنه لا يتابعه حملا له على أنه ترك ركنا من ركعة لأنه لو تحقق الحال هناك لم تجز متابعته لأن المأموم أتم صلاته يقيناً. انتهى.

★ قال ابنُ تَيميَّة رحمه الله :

وقدِ اتَّفقوا كلُّهم على أنَّ الإمام لو سلَّم خطأً لم تبطُل صلاةُ المأموم إذا لم يتابعْه،

ولو صلَّى خمسًا لم تبطُل صلاة المأموم إذا لم يتابعْه؛ فدلَّ ذلك على أنَّ ما فعله الإمامُ خطأً لا يلزم فيه بطلانُ صلاة المأموم. انتهى من ((مجموع الفتاوى)) (23/378).

★ وجاء في "الروض المربع" :

وإن سبح به ثقتان أي نبهاه بتسبيح أو غيره ويلزمهم تنبيهه لزمه الرجوع إليهما سواء سبحا به إلى زيادة أو نقصان ،

وسواء غلب على ظنه صوابهما أو خطؤهما والمرأة كالرجل ـ 

فإن أصر على عدم الرجوع ولم يجزم بصواب نفسه بطلت صلاته لأنه ترك الواجب عمداً،

وإن جزم بصواب نفسه لم يلزمه الرجوع إليهم لأن قولهما إنما يفيد الظن واليقين مقدم عليهانتهى.

★ قال العلامة الصنعاني رحمه الله في "سبل السلام" :

 ظاهر الحديث أنهم تابعوه صلى الله عليه وسلم على الزيادة، ففيه دليل على أن متابعة المؤتم للإمام فيما ظنه واجبا لا يفسد صلاته، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالإعادة، 

وهذا في حق أصحابه في مثل هذه الصورة، لتجويزهم التغيير في عصر النبوة،

فأما لو اتفق الآن قيام الإمام إلى الخامسة سبح له من خلفه، فإن لم يقعد انتظروه قعودا حتى يتشهدوا بتشهده، ويسلموا بتسليمه. انتهى.

★ قال الامام ابن باز رحمه الله :

إذا علم المأموم أن الإمام قد زاد ركعة لا يقوم معه يجلس ينبهه، يقول :

سبحان الله، سبحان الله وعلى الإمام أن يرجع إذا سبحوا به اثنان فأكثر عليه أن يرجع ويجلس ويقرأ التحيات ويسجد للسهو ثم يسلم ،

فإن أبى ولم يرجع لا يتابعونه يجلسون وينتظرونه فالزيادة التي يزيدها الإمام سهواً تعتبر خطأ وزيادة في الصلاة الشرعية.

 فمن عرفها وعلم أنها خطأ لا يتابعه بل يجلس ولا يتابعه في الخامسة في الظهر والعصر والعشاء ولا في الرابعة في المغرب، ولا في الثالثة في الفجر والجمعة بل يجلس.

أما من لم يعرف أنها زائدة فإنه يتابعه عملاً بالحديث : إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا ركع فاركعوا..الحديث. هذا يتابعه الجاهل الذي ما درى عن الزيادة يتابعه لأن الأصل وجوب المتابعة.

أما الذي عرف أنها زيادة فقد عرف أنها خطأ فلا يتابعه في الخطأ بل يجلس ولا يتابعه في الخطأ ولا أعلم في هذا خلافاً بين أهل العلم.

أما الإمام الذي أصر ولم يرجع فهو بين أمرين:

1- إن كان يعتقد صحة ما فعل وأنه المصيب وأن الذين نبهوه أخطئوا فقد أصاب وأحسن ولا بأس عليه إذا كان يعتقد أنه مصيب فيكمل صلاته على نيته وعلى اعتقاده وصلاته صحيحة.

والذين اعتقدوا أنه زائد صلاتهم صحيحة أيضاً ولا حرج على الجميع كل مأخوذ باعتقاده وما علم أنه الصحيح في نفسه.

2- أما إن كان هو ليس عنده ضبط ولكنه أصر من دون ضبط فقد غلط ولا يجوز له ذلك لأنه أصر على الخطأ ،

وهو قد نبهه اثنان فأكثر من المأمومين على أنها خطأ وليس عنده ضبط يكون خطأ، فيكون عمله غير صحيح، 

وتكون الزيادة هذه مبطلة لصلاته؛ لأنه تعمد زيادة ركعة غير مشروعة ، فيكون زاد في الصلاة عمداً ما ليس منها، فتبطل الصلاة بذلك.

3- وإذا كان استمر ولم يرجع فالأفضل لهم ينتظرونه هذا الأفضل وإن سلموا أجزأ صحت لأنهم معذورون بالانفراد،
 
لكن إذا انتظروه يكون أحسن لأنه قد يكون معذوراً قد يكون يعتقد صواب نفسه فيكون معذوراً فإذا انتظروه وسلموا معه يكون أحسنانتهى من (فتاوى نور على الدرب).


والله اعلم

وللفائدة..



هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات