القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

إذا زاد الإمام ركعة هل يحتسبها المسبوق له؟


إذا دخل المسبوق مع الإمام فى الركعة الثانية من الصلاة ونسي الإمام وأتى بركعة زائدة فإن هذه الركعة الزائدة تُحسب للمسبوق فالركعة زائدة في حق الإمام  وليست زائدة في حق المسبوق فهو كما لو أدرك الصلاة كاملة مع إمامه لذلك تحسب للمسبوق ويعتد بها .

قال العلامة السعدي رحمه الله في الفتاوى السعدية ص (167) :

"... ولهذا قال بعض الأصحاب : أن المسبوق يعتد بإدراكه واقتدائه بإمام زائد ركعة، وهذا القول هو الصواب، 

لأن القول بأنه لا يعتد بها يقتضي جواز أن يزيد في الصلاة ركعة متعمداً، وذلك مبطل للصلاة بإجماع العلماء، فيقتضي أن يصلي الفجر ثلاثاً، والمغرب أربعاً، والرباعية خمساً ". اه

وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :

إذا زاد الإمام ركعة واعتددت بها وأنا مسبوق هل صلاتي صحيحة؟ وما الحكم إذا لم أعتد بها وزادت ركعة؟

فأجاب : 

القول الصحيح أن صلاتك صحيحة لأنك صليتها تامة وزيادة الإمام لنفسه وهو معذور فيها لنسيانه.

 أما أنت فلو قمت وأتيت بركعة بعده لكنت قد زدت ركعة بلا عذر وهذا يبطل الصلاة .انتهى من (مجموع الفتاوى للعثيمين المجلد الرابع عشر -باب سجود السهو)

وقال أيضا رحمه الله في تعليقه على الكافي :

فإن قال قائل ما تقولون في المسبوق إذا زاد الإمام ركعة؟ يعني دخل مع الإمام في الركعة الثانية والإمام سها فصلى خمساً هل يلزمه أن يأتي بركعة أو لا يلزمه؟
 
فيه قولان للعلماء :

 فمنهم من قال يلزمه لأنه فاته ركعة ولا سيما إذا قلنا أن ما يقضيه هو أول صلاته فقد فاتته الركعة الأولى فيأتي بها 

وعلى هذا فيلغز في هذه المسألة ويقال رجل تعمد زيادة ركعة في صلاته فلم تبطل صلاته. 

ومنهم من قال لا يلزمه أن يأتي بالركعة بل لا يجوز أن يأتي بها وهذا القول هو الصحيح  فإن قال قائل إن النبي  ﷺ قال : ما فاتكم فأتموا ـ وهذا فاتته ركعة فيجب أن يتم.

قلنا : لكنه لم يقل ما فاتكم فأتموا أو زيدوا قال فأتموا ـ وهذا الذي أدرك الإمام فزاد ركعة هل يقال إن صلاته الآن ناقصة حتى تتم؟

 لا، هي تامة الآن فيكون قول الرسول : ما فاتكم فأتموا ـ يخرج ما إذا زاد الإمام ركعة لأن هذا أمر نادر والأحكام تبنى على الظواهر والكثير.

 فلا يكون في قوله : فأتموا ـ دليل على أنه يأتي بالركعة الزائدة عمداً بل فيه دليل على أنه لا يأتي بها لقوله : فأتموا ـ

 فيقال هذا لم ينقص عليه شيء الآن حتى يطالب بالإتمام . انتهى
 
وسئل أيضا رحمه الله :

إذا زاد الإمام ركعة خامسة متى يسجد للسهو وماذا يفعل المسبوق.؟

فأجاب :

أما المسبوق : إن كان السهو الذي سجد من أجله الإمام قبل أن يدخل معه هذا المسبوق، فلا سجود عليه، وإن كان السهو الذي سجد من أجله الإمام بعد أن دخل هذا المسبوق معه، فإنه إذا سلم من صلاته ـ أعني: المسبوق ـ سجد سجدتين

مثال ذلك حتى يتضح صار سبب السجود قبل أن يدخل معه مثل : أن يكون الإمام سجد ثلاث مرات في الركعة الأولى وجاء شخص ودخل معه في الركعة الثالثة فهنا الإمام سوف يسجد بعد السلام لأنه زيادة، هذا المسبوق الآن هل أدرك الزيادة أو دخل بعدها أسألك ؟

الطالب : بعدها .

الشيخ : 

بعدها لأن الزيادة في الركعة الأولى وهذا دخل معه في الثالثة، وعلى هذا فلا يسجد هذا المسبوق لا يسجد، 

أما لو كان الإمام سجد ثلاث مرات في الركعة الثالثة التي دخل معه فيها هذا المسبوق فإن المسبوق إذا أتم صلاته يسجد سجدتين . انتهى من (سلسلة لقاء الباب المفتوح-(052))

وسئل أيضا رحمه الله :

صليت مع أناس المغرب، فزاد الإمام ركعة، مع العلم أني قد فاتتني ركعة، وقد أصبحت صليت ثلاث ركعات فهل أصلي ركعة أخرى؟

الجواب :

هذه المسألة يعبر عنها أهل العلم في الركعة الزائدة هل يعتد بها المسبوق أو لا؟ وفيها خلاف بين العلماء، والقول الراجح : 

إن المسبوق يعتد بها، وأنها تحسب له، فمثلاً إذا دخلت مع الإمام في صلاة المغرب في الركعة الثانية، ونسي وزاد رابعة، فإنك تسلم معه؛ لأنك أنت صليت ثلاثة، ولا يمكن أن تقوم، فتصلي رابعة، وأنت تعتقد أنها رابعة، عالماً بأنها رابعة؛ لأنها زيادة في الصلاة عمداً وقصداً، 

فالإمام معذور بزيادة الرابعة؛ لأنه ناسي، أما أنت فالرابعة فإنك لست بمعذور،

 فإن قال قائل كما ذكرتموه خالص، قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ». 

قلنا : لا مخالفة؛ لأن قول النبي صلى الله عليه وسلم : « ما فاتكم فأتموا ». يدل على أن هذا الرجل لم تتم صلاته، وهو الآن قد تمت صلاته وصلى ثلاثاً، فأي شيء يتمه بعد أن أتم الركعات المطلوبة منه، 

إذن نقول : إن القول الراجح أن المأموم يعتد بالركعة الزائدة، فإذا دخل مع الإمام في الركعة الثانية، وزاد الإمام في صلاته، فإنه يسلم مع الإمام؛ لأن صلاته انتهت . انتهى من (فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [228]).


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات