✅ تساءل كثير من المسلمين عن حكم الحلف بصفات الله مثل قول : وعزة الله، وعظمة الله، وكبريائه، وعلمه، وحياته.
✅ هذا الموضوع يقدّم الجواب المختصر المباشر مع الأدلة الشرعية وأقوال كبار العلماء.
حكم الحلف بصفات الله والاستعاذة بها؟
● يجوز الحلف بصفات الله تعالى والاستعاذة بها، ويُعد ذلك يمينًا منعقدًا؛ لأن صفات الله غير مخلوقة، فالحلف بصفاته كالحلف بالله سبحانه وتعالى.
✅ ومن أمثلة ذلك : وعزة الله – وعظمة الله – وجلاله – وكبريائه – وحياة الله – وعلم الله – وقدرته – وحقه – سمع الله – بصر الله – كلام الله.
✅ ويُلحق بها : الحلف بالمصحف إن قصد كلام الله، لأنه صفة من صفاته سبحانه.
الأدلة من السنة على جواز الاستعاذة والحلف بصفات الله:
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت : فقدت رسول الله ﷺ ليلة من الفراش فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان وهو يقول:
((اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك )). أخرجه مسلمٌ (486).
✔ وهذا استعاذة بصفات الله (رضاه، معافاته).
2- قول النبي ﷺ عند نزول قوله تعالى: قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم [الأنعام: 65] فقال: ((أعوذ بوجهك ). أخرجه البخاري (4628).
✔ وهذا دليل واضح على جواز الاستعاذة بصفة الله (الوجه).
3- عن النبي ﷺ: ((يبقى رجل بين الجنة والنار، فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار، لا وعزتك لا أسألك غيرها )). مسلم (182).
✔ وهذا نص صريح في الحلف بعزة الله.
أقوال أهل العلم في حكم الحلف بصفات الله:
★ قال ابن تيمية رحمه الله :
الحلف بصفات الله سبحانه كالحلف به، كما لو قال : وعزة الله، أو : لعمر الله، أو : والقرآن العظيم؛
فإنه قد ثبت جواز الحلف بهذه الصفات ونحوها عن النبي ﷺ والصحابة، ولأن الحلف بصفاته كالاستعاذة بها، وإن كانت الاستعاذة لا تكون إلا بالله وصفاته،
في مثل قول النبي ﷺ : ((أعوذ بوجهك ))، و((أعوذ بكلمات الله التامات ))، و((أعوذ برضاك من سخطك))، ونحو ذلك. وهذا أمر مقرر عند العلماء. ينظر: ((القواعد النورانية)) (ص: 334).
★ قال الكاساني الحنفي رحمه الله :
" إذا قال : ( وعزة الله ، وعظمة الله ، وجلاله ، وكبريائه ) يكون حالفا ؛ لأن هذه الصفات إذا ذكرت في العرف والعادة لا يراد بها إلا نفسها ،
فكان مراد الحالف بها الحلف بالله تعالى، وكذا الناس يتعارفون الحلف بهذه الصفات ، ولم يرد الشرع بالنهي عن الحلف بها ". ينظر: " بدائع الصنائع " (3/6).
★ وقال أبو العباس القرطبي رحمه الله :
" وقوله ﷺ : ( من كان حالفًا فليحلف بالله ) لا يُفهم منه قَصْرُ اليمين الجائزة على الحلف بهذا الاسم فقط ، بل حكم جميع أسماء الله تعالى حكم هذا الاسم.
فلو قال : والعزيز ، والعليم ، والقادر ، والسميع ، والبصير ؛ لكانت يمينًا جائزة. وهذا متفق عليه .
وكذلك الحكم في الحلف بصفات الله تعالى ؛ كقوله : وعزة الله ، وعلمه ، وقدرته ، وما أشبه ذلك مما يَتَمَحَّضُ فيه الصفة لله ،
ولا ينبغي أن يختلف في هذا النوع أنها أيمان كالقسم الأول ". ينظر:" المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم " (4/623).
★ ويقول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله :
" ( وينعقد ) اليمين ( بقوله : وعلم الله ، وقدرته ، وحقه ، وعظمته ، وسمعه ، وبصره ) ونحوها " ". ينظر: " أسنى المطالب شرح روض الطالب " (4/244).
★ قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
إذا حلف بالمصحف قصده القرآن كلام الله، فلا بأس؛ لأن القرآن كلام الله،
فإذا قال : وعزة الله، أو: كلام الله، أو: بالمصحف، وقصده القرآن؛ لأنه كله كلام الله عز وجل، فهذه يمين لا بأس بها، ولا حرج في ذلك، والحمد لله.
مثل لو قال : وعزة الله، وعلم الله، وكلام الله، لا بأس أن يحلف بصفة من صفات الله سبحانه، كما لو قال : والرحمن، والرحيم، والعليم، والعزيز، والحكيم،
وهكذا لو قال : وعزة الله، ورحمة الله، وعلم الله، وكلام الله- فلا بأس. يُنظر: ((فتاوى نور على الدرب)) (4/ 65).
★ ويقول الشيخ العثيمين رحمه الله :
القسم بقول الإنسان : " وحياة الله " لا بأس بها ؛ لأن القسم يكون بالله سبحانه وتعالى ، وبأي اسم من أسمائه ،
ويكون كذلك بصفاته : كالحياة ، والعلم ، والعزة ، والقدرة ، وما أشبه ذلك,
فيجوز أن يقول الحالف : وحياة الله ، وعلم الله ، وعزة الله ، وقدرة الله ، وما أشبه هذا مما يكون من صفات الله سبحانه وتعالى. ينظر: " مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين " (2/219-220).
الأسئلة الشائعة:
❓ هل الحلف بالمصحف يجوز؟
نعم، إذا قصد الحالف القرآن، لأنه كلام الله، وكلامه صفة من صفاته.
❓ هل تُعد صفات الله مستقلة عن ذاته؟
صفات الله قائمة بذاته، والحلف بها حلف بالله نفسه.
❓ هل يقع الحنث في اليمين إذا كانت بالصفات؟
نعم، لأنها يمين منعقدة كالحلف بالله تعالى.
الخلاصة:
◄ الحلف بصفات الله جائز، وينعقد به اليمين.
◄ الاستعاذة بصفات الله مشروعة وثابتة عن النبي ﷺ.
◄ صفات الله يُحلف بها لأنها من ذاته سبحانه.
والله اعلم
اقرأ أيضا:
.webp)
تعليقات
إرسال تعليق