▣▣ مكانة النبي ﷺ وبركته :
▪️ النبي محمد ﷺ هو أكرم الخلق وأبركهم، فقد أشرقت ببعثته شمس الإسلام، وانتقل الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
▪️ وكل ما يتعلق بالنبي ﷺ من ذاته، وهيئته، وآثاره، وسنته هو بركة خالصة من الله تعالى.
✅ وقد نقلت كتب السنة صورًا متعددة من تبرك الصحابة بالنبي ﷺ في حياته، وهي شواهد عظيمة على محبتهم وتعظيمهم له، نعرضها فيما يلي مع الأدلة الصحيحة.
▣▣ أولا : تبرك الصحابة رضي الله عنهم بأعضاء جسده ﷺ.
1- الإستشفاء بيده المباركة :
● عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي ﷺ كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده؛ رجاء بركتها.(صحيح البخاري 5016).
2- غمس يده في الماء للتبرك :
● عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله ﷺ إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها، فربما جاؤوه في الغداة الباردة، فيغمس يده فيها. (صحيح مسلم 2324).
3- مس وجوههم بيده الشريفة :
● عن أبي جحيفة رضي الله عنه - قال: ((خرج رسول الله ﷺ بالهاجرة إلى البطحاء، فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين ))،
وفيه: ((وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه، فيمسحون بها وجوههم))، قال: ((فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك )). (صحيح البخاري 3553).
▣▣ ثانيا : تبركهم بما انفصل منه ﷺ.
1- التبرك بشعر النبي ﷺ :
● عن أنس رضي الله عنه: ((أن رسول الله ﷺ أتى منى، فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر، ثم قال للحلاق: ((خذ))، وأشار إلى جانبه الأيمن، ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس )). أخرجه مسلم (1305).
✅ ثم أخذ النبي ﷺ يعطي هذا الشعر للناس؛ من أجل التبرك بشعر النبي ﷺ.
2- التبرك بريق النبي ﷺ :
● عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة ... قالت: (( فأتيت المدينة فنزلت بقباء، فولدته بقباء، ثم أتيت رسول الله ﷺ فوضعه في حجره،
ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله ﷺ ... ثم حنكه بالتمرة )). أخرجه البخاري (3909).
3- التبرك بعرق النبي ﷺ :
● عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ يدخل بيت أم سليم، فينام على فراشها وليست فيه، ..فقيل لها: هذا النبي ﷺ نام في بيتك على فراشك!
فجاءت وقد عرق، واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدتها، فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها، ففزع النبي ﷺ، فقال:
((ما تصنعين يا أم سليم؟)) فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا، قال: ((أصبت)). أخرجه البخاري (6281) مختصرًا.
▣▣ ثالثا : تبركهم بما لبسه أو لمسه أو فضل منه ﷺ.
1- التبرك بثياب النبي ﷺ :
● عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ((جاءت امرأة إلى النبي ﷺ ببردة .. فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه؟.. فرآها عليه رجل من الصحابة،
فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه! فاكسنيها، فقال: نعم، ..فقال الرجل: رجوت بركتها حين لبسها النبي ﷺ، لعلي أكفن فيها )). أخرجه البخاري (6036).
● وعن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها : أن الرسول ﷺ أعطى اللاتي يغسلن ابنته إزاره، وقال: ((أشعرنها إياه)). أخرجه البخاري (1253).
✅ ((أشعرنها إياه)): اجعلنه شعارا لها، وهو الثوب الذي يلي الجسد، سمي شعارا؛ لأنه يلي شعر الجسد، والحكمة في إشعارها به تبريكها به. يُنظر: ((شرح مسلم)) (7/3).
2- التبرك بمواضع أصابع النبي ﷺ :
● عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: أنه كان يصنع للنبي ﷺ طعاما، فإذا جيء به إليه سأل عن موضع أصابعه، فيتتبع موضع أصابعه. أخرجه مسلم (2053).
3- التبرك بماء وضوئه ﷺ :
● عن أبي جحيفة رضي الله عنه أنه قال: (خرج علينا رسول الله ﷺ بالهاجرة، فأتي بوضوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه، فيتمسحون به). أخرجه البخاري (187) واللَّفظُ له.
▣▣ التبرك خاص بالنبي ﷺ وحده، ولا يقاس عليه غيره.
✔ هنا لا بد من التنبيه إلى أن هذا التبرك خاص بالنبي ﷺ وحده؛ فلا يشرع التبرك بذوات أو آثار غيره ، فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يتبركوا بغيره من بعده، لا بالأولياء ولا بالصالحين.
✔ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى جعل فيما مسه النبي ﷺ من ذاته وآثاره بركةً وخيرًا لا تكون لغيره، فتبرك الصحابة بعرقه وريقه وما مسّه، وكانت لهم بركة ودواء بإذن الله.
✔ مع عظمة تلك الصور المباركة، يبقى التبرك الأسمى والأعظم برسول الله ﷺ في اتباع سنته، والاقتداء بهديه، والعمل بتعاليمه وأخلاقه؛
فهذا هو السبيل الحقيقي لنيل البركة في الدنيا والفوز في الآخرة.
والله اعلم
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق