✅ يبحث الكثير من المسلمين عن الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي لفهم مكانة كل منهما في الشريعة الإسلامية.
في هذا الموضوع سنوضح التعريف الدقيق للقرآن الكريم، والحديث القدسي، وأبرز الفروق بينهما كما ذكر العلماء.
▣▣ تعريف القرآن الكريم :
● القرآن الكريم هو كلام الله تعالى ، المنزل على عبده ورسوله محمد ﷺ بواسطة جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين،
المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب في المصحف، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس، والمعجز بأقصر سورة.
▣▣ تعريف الحديث القدسي :
● الحديث القدسي هو ما يرويه النبي ﷺ عن ربه عز وجل لفظاً ومعنًى، ولهذا يقول فيه: "قال الله تعالى..."، لكنه ليس قرآنًا، ولا يُتعبد بتلاوته، ولا يُتلى في الصلاة.
▣▣ أهم الفروق بين القرآن الكريم والحديث القدسي :
● ذكر العلماء فروقًا كثيرة بين القرآن الكريم والحديث القدسي، ومن أهمها :
1 - الإعجاز والتحدي : أن القرآن الكريم تحدى الله الناس أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور مثله، أو بسورة من مثله، أو بحديث مثله؛ فعجزوا،
أما الحديث القدسي فلم يقع به التحدي والإعجاز.
2 - طريقة النقل : أن القرآن الكريم منقول بطريق التواتر، فهو قطعي الثبوت كله؛ سوره وآياته، وجمله ومفرداته، وحروفه وحركاته وسكناته،
أما الحديث القدسي فأغلبه أحاديث آحاد ظني الثبوت.
3 - اللفظ والمعنى : أن القرآن الكريم من عند الله لفظا ومعنى،
أما الحديث القدسي فمعناه من الله باتفاق العلماء، أما لفظه فاختُلف فيه.
4 - النسبة : أن القرآن الكريم لا يُنسب إلا إلى الله تعالى،
أما الحديث القدسي فينسب إلى الله تعالى نسبة إنشاء، فيقال : قال الله تعالى، ويروى مضافا إلى الرسول الله ﷺ نسبة إخبار، فيقال : قال رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه.
5 - الأحكام الفقهية : أن القرآن الكريم -على قول الجمهور- لا يجوز قراءته للجنب حتى يغتسل، بخلاف الأحاديث القدسية.
6 - العبادة والثواب : أن القرآن الكريم متعبد بتلاوته من جهة أن الصلاة لا تصح إلا بتلاوته دون الحديث القدسي.
◄ ومن جهة أن ثواب تلاوة القرآن ثواب عظيم، والحديث القدسي ليس في تلاوته الثواب الوارد لتلاوة القرآن الكريم.
7 - النقل بالمعنى : أن القرآن لا تجوز قراءته بالمعنى بإجماع المسلمين،
وأما الأحاديث القدسية فعلى الخلاف في جواز نقل الحديث النبوي بالمعنى، والأكثرون على جوازه.
8 - نوع الوحي : أن القرآن الكريم لا يكون إلا بوحي جلي، وذلك بنزول جبريل عليه السلام على الرسول ﷺ يقظة،
فلم ينزل شيء من القرآن على الرسول ﷺ بالإلهام أو في المنام، أما الحديث القدسي فنزل بالوحي الجلي والخفي.
✅ أما ما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : ((بينا رسول الله ﷺ ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟!
قال : أُنزلت علي آنفا سورة. فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر)). الحديث؛
فهذه الإغفاءة ليست إغفاءة نوم، ولعلها الحال التي تأتيه عند الوحي؛ حيث يصيبه ﷺ ثقل في الجسم وتفصد العرق وشبه إغفاءة نوم. والله أعلم.
9 - التسمية : أن القرآن الكريم تسمى الجملة منه آية، والجملة من الآيات سورة، والأحاديث القدسية لا يسمى بعضها آية ولا سورة باتفاق.
10 - الكفر والجحود : أن القرآن الكريم يكفر من جحد شيئا منه، أما الحديث القدسي فلا يكفر من جحد غير المتواتر منه.
11 - الاستعاذة والبسملة : أن القرآن الكريم يُشرع الجمع بين الاستعاذة والبسملة عند تلاوته دون الحديث القدسي.
12 - الكتابة : أن القرآن الكريم يكتب برسم خاص هو رسم المصحف، دون الحديث القدسي.
13 - الحفظ : أن القرآن الكريم محفوظ من الله تعالى، كما قال سبحانه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. [الحجر: 9]، والأحاديث القدسية بخلاف ذلك.
▣▣ الخلاصة :
▪️ القرآن الكريم هو كلام الله المعجز المتعبد بتلاوته، والمحفوظ من التحريف.
▪️ بينما الحديث القدسي وحي بالمعنى أو باللفظ لكنه ليس قرآنًا، ولا يُتعبد بتلاوته، ولا تجري عليه أحكام القرآن الكريم في التلاوة أو الإعجاز أو الحفظ.
- المصادر: يُنظر: ((التعريفات)) للجرجاني (ص: 83)، ((مناهل العرفان)) للزرقاني (1/ 50)، ((النبأ العظيم)) لدراز (ص: 44)،
((مجموع فتاوى ابن باز)) (25/ 60)، ((الموقع الرسمي لابن باز - نور على الدرب))، ((القول المفيد)) لابن عثيمين (1/ 81)، ((دراسات في علوم القرآن)) للرومي (ص: 22).
والله اعلم
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق