">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

 من أكثر الأسئلة شيوعًا بين المخطوبين : هل تعود الشبكة والهدايا للخاطب بعد فسخ الخطوبة؟ أم تبقى للمخطوبة؟

فى هذا المنشور نوضح الحكم الشرعي بالتفصيل مع أقوال العلماء.

▣▣ حكم الشبكة والهدايا عند فسخ الخطوبة؟

الجواب : ما يُسمَّى بالشَّبْكةِ والهدايا فالمرجِعُ فيه إلى العُرفِ؛ وبناء على هذا ينبني الحكم:

أولاً : إذا اعتُبرت الشبكة والهدايا (كالموبايل والساعة) جزءًا من المهر عُرفًا أو اتفاقًا، فتأخذ حكم المهر.

✅ أي : إذا جرى العُرف أو تم الاتفاق بين الطرفين على أن الشبكة والهدايا تُعتبر جزءًا من المهر:

 فإنها تُرد كاملة للخاطب عند فسخ الخطوبة، سواء كان الفسخ منه أو من المخطوبة، لأن المهر لا تستحقه المخطوبة إلا بعقد الزواج.

 فالمخطوبة المعدول عن خطبتها ليست زوجة حتى تستحق شيئًا من المهر، فإن المرأة تستحق بالعقد نصف المهر، وتستحق بالدخول المهر كله.

ثانياً : أما إذا اعتُبرت الشبكة والهدايا (كالموبايل والساعة) هدية عُرفًا أو اتفاقًا، فتأخذ حكم الهدايا.

● الأصل أن الهدايا لا تُسترد شرعًا؛ لحديث النبي ﷺ : "العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه". (رواه البخاري).

لكن الشبكة والهدايا ليست هبة محضة، وإنما هي هدية يراد بها العوض، وهو الزواج، بمعنى أن الخطيب يعطي الشبكة أو الهدايا بهدف إتمام الزواج.

✅ فإذا لم يتم الزواج بسبب فسخ الخطوبة:

✔️ فإن كان الفسخ من المخطوبة → يجب عليها رد الشبكة والهدايا للخاطب.

✔️ وإن كان الفسخ من الخاطب → لا تُرد للمخطوبة، لأنه هو من تراجع عن إتمام الزواج.

● هذا هو رأي المالكية وابن تيمية : أن الهبة المسببة (التي تُعطى لغرض محدد مثل الزواج) يجوز الرجوع فيها إذا زال السبب، فهى ليست هبة محضة،

وإنما هي هبة يراد منها العوض ، وهو التزويج ، فإذا لم يزوجوه جاز له الرجوع في الهبة.

▣▣ أقوال العلماء حول الشبكة والهدايا بعد فسخ الخطوبة:

★ قال العلامة ابن عابدين رحمه الله :

وكذا يُسترَدُّ ما بعث هدية وهو قائم دون الهالك والمستهلك؛ لأنه في معنى الهبة. ينظر:[حاشية ابن عابدين: (3/ 153)].

★ جاء في "حاشية الصاوي على الشرح الصغير":

 وكذا لو أهدى أو أنفق لمخطوبة غير معتدة، ثم رجعت عنه -ليس له الرجوع- ولو كان الرجوع من جهتها إلا لعرف أو شرط.

وقيل : إن كان الرجوع من جهتها فله الرجوع عليها، لأنه في نظير شيء لم يتم. انتهى.

★ وقال ابن تيمية رحمه الله- معلِّقًا على قول الإمام أحمد الذي حكاه الأثرم:

وهذا المنصوص جارٍ على أصول المذهب الموافق لأصول الشريعة، وهو أن كل من أُهدِيَ له شيءٌ أو وُهب له شيء بسببٍ يثبُتُ بثبوته، ويزول بزواله. ينظر: [المستدرك على مجموع الفتاوى: (4/ 198)].

★ وقال العلامة المرداوي رحمه الله :

فإن كان دفع إليها بعض المهر، ولم يدخل بها يردُّوه، وإن كان أهدى هدية يردونها عليه، قال القاضي في الجامع:

لأن في هذه الحال يدل على أنه وهب بشرط بقاء العقد، فإذا زال، مَلَكَ الرجوع؛ كالهبة بشرط الثواب. ينظر: [الإنصاف: (8/ 296)].

★ قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

لك -يا أخي- الحق فيما قدمت؛ لأنك قدمته ليعطوك البنت، فإذا منعوا البنت وجب عليهم رد ما قدمت إليهم من قليل وكثير...

 إذا خطب الإنسان وقدم المهر والكساوي وغير ذلك ثم ردوه يلزمهم أن يعطوه كلما أخذوا منه، يلزمهم أن يردوا عليه كلما أخذوا منه من قليل أو كثير إلا إذا سمح عن شيء. ينظر: (فتاوى نور على الدرب).

▣▣ أسئلة شائعة حول الشبكة والهدايا بعد فسخ الخطوبة:

1- هل الشبكة من المهر أم هدية؟

الأمر يختلف حسب العُرف أو الاتفاق بين الطرفين.

2- هل يحق للخاطب استرداد الشبكة عند فسخ الخطوبة؟

نعم، إذا اعتُبرت جزءًا من المهر، أو إذا كان الفسخ من المخطوبة.

3- ماذا عن الهدايا الأخرى مثل الموبايل أو الساعة؟

تأخذ نفس الحكم : إن كانت جزءًا من المهر تُرد، وإن كانت هدية فالأمر يتوقف على سبب الفسخ.

▣▣ الخلاصة : لمن تكون الشبكة والهدايا بعد فسخ الخطوبة؟

🔹 إذا كانت الشبكة جزءًا من المهر → تُرد كاملة للخاطب.

🔹 إذا كانت هدية :

الفسخ من المخطوبة → تعيد الشبكة والخاطب يستحق استردادها.

الفسخ من الخاطب → لا تُرد للمخطوبة.


والله اعلم

اقرأ أيضا :


أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات