">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

دخل على زوجته فوجدها تزني.. ما التصرف الصحيح؟


▣▣ الدخول على الزوجة حال ارتكابها الزنا.

من المؤسف أن يجد الرجل زوجته – أو مطلقته الرجعية – تزني، والشرع الحكيم وضع أحكامًا واضحة للتعامل مع هذا الموقف الخطير.

1- في حال وجود أربعة شهود:

● إذا دخل الرجل على زوجته – أو مطلقته الرجعية – فوجدها تزني (والعياذ بالله)، وكان معه أربعة شهود عدول يشهدون على الواقعة،

فليأخذهم إلى القضاء الشرعي لإقامة دعوى الزنا، وإقامة الحد على الزانية والزاني.

2- في حال عدم وجود أربعة شهود:

 إذا لم يستطع إحضار الشهود، فقد جعل الله له مخرجًا وهو اللعان، حيث يلاعنها أمام القاضي ، إذا رماها بالزنا ، ولم تعترف هي به.

 فقد شرع الله اللعان لحفظ الأنساب، ودفع التهم الباطلة عن الأزواج، ولدَرْءِ حدِّ القَذْف.

✅ قال الله تعالى في سورة النور: " والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين * 

والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين * ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين * والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ".

▣▣ صيغة اللعان بين الزوجين :

◄ أن يقول الزوج أربع مرات : أشهد بالله إني لصادق فيما رميتها به من الزنا، ويقول في الخامسة : لعنة الله علي إن كنت كاذبا فيما رميتها به من الزنا.

◄ وأن تقول الزوجة أربع مرات : أشهد بالله إنه لكاذب فيما رماني به من الزنا، وتقول في الخامسة : غضب الله علي إن كان صادقا فيما رماني به من الزنا.

▣▣ النتائج المترتبة عن اللعان:

✔ تحصل الفرقة الأبدية بين الزوجين.

✔ يسقط الحد عن الطرفين.

✔ إذا امتنعت الزوجة عن اللعان، يقام عليها حد الزنا.

▣▣ أقوال العلماء في حكم اللعان :

 قال العلامة ابنُ رشد الجَدُّ رحمه الله :

الأصلُ في اللِّعانِ : كِتابُ اللهِ تعالى وسُنَّةُ نبيه صلَّى الله عليه وسلَّم وإجماعُ الأمَّةِ. ينظر: ((المقدمات الممهدات)) (1/629).

 قال الإمام ابنُ عبدِ البَرِّ رحمه الله :

قال الشافعيُّونَ وأبو حنيفةَ وأصحابُهما، والثوريُّ، والأوزاعيُّ، وأبو عُبيد، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وداود : إذا قال الرجُلُ لامرأتِه : يا زانيةُ، وجَبَ اللِّعانُ إنْ لم يأتِ بأربعةِ شُهَداءَ،

وسواءٌ عندهم قال لها : يا زانيةُ، أو رأيتُكِ تزنِينَ، أو زَنَيتِ. وهو قَولُ جُمهورِ العُلَماءِ. ينظر: ((الاستذكار)) (6/90).

★ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

هذه الآية الكريمة فيها فرج للأزواج وزيادة مخرج إذا قذف أحدهم زوجته وتعسر عليه إقامة البينة أن يلاعنها كما أمر الله عز وجل،

وهو أن يحضرها إلى الإمام [ القاضي ] فيدعي عليها بما رماها به فيحلفه الحاكم أربع شهادات بالله في مقابلة أربعة شهداء ( إنه لمن الصادقين )

أي : فيما رماها به من الزنا ( والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين )

 فإذا قال ذلك بانت منه بنفس هذا اللعان عند الشافعي وطائفة كثيرة من العلماء وحرمت عليه أبدا ويعطيها مهرها ويتوجه عليها حد الزنا. 

ولا يدرأ عنها العذاب إلا أن تلاعن فتشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين أي : فيما رماها به ( والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ) ولهذا قال : ( ويدرأ عنها العذاب ).

يعني : الحد ( أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين )،

فخصها بالغضب كما أن الغالب أن الرجل لا يتجشم فضيحة أهله ورميها بالزنا إلا وهو صادق معذور وهي تعلم صدقه فيما رماها به،

ولهذا كانت الخامسة في حقها أن غضب الله عليها والمغضوب عليه هو الذي يعلم الحق ثم يحيد عنه. ينظر: ("تفسير ابن كثير" (6/14) ).

▣▣ ماذا لو قتل الزوج زوجته الزانية؟

قد يفقد بعض الأزواج السيطرة إذا رأى الخيانة بعينه فيُقدم على القتل. فما الحكم الشرعي؟

1- إذا قتل الزوج زوجته الزانية والزاني، فلا إثم عليه فيما بينه وبين الله، لحديث النبي ﷺ: "أتعجبون من غيرة سعد؟! لأنا أغير منه، والله أغير مني". (متفق عليه).

2- لكن من ناحية القضاء والقصاص :

● إذا لم يأت بأربعة شهود تثبت الواقعة، فيُسلم إلى أولياء الدم، ولهم حق المطالبة بالقصاص أو العفو.

● أما إذا أتى بالشهود أو عفا أولياء الدم، سقط عنه القصاص.

✅ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " من وجد مع امرأته رجلًا فقتلهما، فإن لم يأت بأربعة شهداء فليُعط برمته ". أي: يُسلَّم لأولياء الدم.

▣▣ خلاصة الحكم :

◄ من رأى زوجته تزني فعليه أن يأتي بالشهود الأربعة إلى القضاء.

◄ إن لم يجد شهودًا، فله أن يلاعنها كما جاء في سورة النور.

◄ إن قتلها، فالأمر عند الله معفوّ، لكن عند القضاء يلزمه حكم الدماء والقصاص.

◄ الإسلام جعل اللعان وسيلة شرعية لحماية الزوج من الحرج، وحفظ الأنساب، ودفع حد القذف عنه.


والله اعلم

اقرأ أيضا :


أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات