▣▣ ما هو حكم أكل حلاوة المولد النبوي؟
انتشر بين المسلمين في كثير من البلاد شراء وتوزيع ما يُعرف بـ "حلاوة المولد" في يوم المولد النبوي. والسؤال : هل يجوز أكلها شرعًا؟
✅ الجواب : الاحتفال بالمولد النبوي يعد بدعة محرمة في شرع الله، فلا يجوز إقامته ولا الأكل مما يُعدّ من أجله.
✔ وإذا كان أصل الاحتفال ممنوعًا، فإن ما يتبعه من عادات ومظاهر مرتبطة به يأخذ نفس الحكم، لأن التابع يأخذ حكم المتبوع.
✔ ومن ذلك شراء أو تناول حلوى المولد في وقته، لما في ذلك من إعانة على إحياء هذه البدعة والترويج لها،
وهو من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله تعالى عنه بقوله : {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
◄ وعليه، ينبغي للمسلم أن يبتعد عن المشاركة في هذه المناسبة بأي صورة كانت، فلا يجلس مع أهله على موائدها، ولا يأكل من الحلويات التي تُوزَّع بسببها.
▣▣ هل يجوز أكل حلاوة المولد إذا لم يقصد الإحتفال؟
✅ الجواب : حتى وإن لم يقصد الشخص المشاركة في الاحتفال، فإن شراء أو أكل الحلويات في هذا الوقت يُعد ترويجًا للبدعة، لذلك نصح العلماء بالابتعاد عنها مطلقًا.
▣▣ حكم الأكل من الطعام الذي يُصنع في المولد؟
✅ الجواب : بيّن العلماء أن الطعام الذي يُصنع خصيصًا لأجل المولد النبوي لا يجوز الأكل منه، لأنه داخل في الإعانة على البدعة.
ويندرج في ذلك مشاركة الخبازين وصنّاع الحلويات والطباخين وتجار اللحوم والدواجن وغيرهم، إذ إن عملهم في هذه المناسبة يُعد تعاونًا على الإثم.
قال الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾. [المائدة: 2].
▣▣ هل احتفل النبي ﷺ أو الصحابة بالمولد أو صنعوا له طعامًا أو حلوى؟
✅ الجواب : لم يُعرف عن النبي ﷺ ولا عن أصحابه ولا عن السلف الصالح أنهم أقاموا ولائم أو احتفالات بمولد أحد، ولا صنعوا طعامًا أو حلوى لذلك.
◄ ولذلك فإن الاحتفال بالمولد أو إعداد الأطعمة والحلوى بهذه المناسبة يُعد من البدع المنكرة التي لا أصل لها في الإسلام.
▣▣ أقوال العلماء في حكم الإحتفال بالمولد وأكل حلاوته :
★ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- في كتابه ( إقتضاء الصراط المستقيم ) :
وكذلك أعياد الفرس مثل النيروز والمهرجان وأعياد اليهود أو غيرهم من أنواع الكفار أوالأعاجم والأعراب حكمها كلها على ما ذكرناه من قبل،
وكما لا يتشبه بهم في الأعياد فلا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك بل ينهى عن ذلك فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب إجابة دعوته.
.. وكذلك أيضا لا يهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد لا سيما إذا كان مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه.
ولا يبيع المسلم ما يستعين المسلمون به على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك لأن في ذلك إعانة على المنكرات. انتهى.
★ قال الشيخ العثيمين رحمه الله- معلقا على كلام شيخ الاسلام :
وهذا من السياسة أن يهجر الإنسان الذي يتشبه بالكفار ولا يقبل منه هدية ولا يقبل منه دعوة إذا كانت هذه الهدية والدعوة ليست من العادة الجارية فإنه لا يقبلها هجرا له ولئلا يتخذ هذا عيدا.. انتهى من (التعليق على اقتضاء الصراط المستقيم-(17)).
★ سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
عن صناعة الطعام يوم المولد النبوي وتوزيعه؟.
فأجاب :
هذا العمل الذي فعلته من إهداء الطعام، أو احتفال وغير ذلك في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول بالطعام، أو بالصلوات، أو بالتزاور كله بدعة لا أصل له،
يقول الرب سبحانه : قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ. (31) سورة آل عمران. ينظر: (فتاوى نور على الدرب).
★ وسئل أيضا رحمه الله :
ما حكم الذبائح التي تكون في المولد؟
فأجاب رحمه الله :
إن كان ذبحها لصاحب المولد فهذا شرك أكبر،
أما إن كان ذبحها للأكل فلا شيء في ذلك لكن ينبغي ألا يؤكل منها وأن لا يحضر المسلم إنكارا عليهم بالقول والفعل إلا أن يحضر لنصيحتهم بدون أن يشاركهم في أكل أو غيره. ينظر: ( "مجموع الفتاوى" (9/74)).
★ قال العلامة الفوزان حفظه الله :
إن من جملة ما أحدثه الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول وهم في هذا الاحتفال على أنواع :
* فمنهم من يجعله مجرد اجتماع تُقرأ فيه قصة المولد .
* ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك ويقدمه لمن حضر.
.. وهو بجميع أنواعه واختلاف أشكاله واختلاف مقاصد فاعليه لا شك ولا ريب أنه بدعة محرمة محدثة أحدثها الشيعة الفاطميون بعد القرون الثلاثة المفضلة لإفساد دين المسلمين.
.. والذي يليق بالمسلم إنما هو إحياء السنن وإماتة البدع وألا يقدم على عمل حتى يعلم حكم الله فيه. انتهى باختصار من (كتاب : حقوق النبي ﷺ بين الإجلال والإخلال ص (139)).
★ وسئل العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله :
هل يجوز أكل الطعام الذي يصنع للمولد النبوي؟
الجواب :
الواجب تنبيههم على أن يبتعدوا عن البدع ويتركوا الأمور المحرمة وعلى الإنسان أن لا يأكل من الطعام الذي صنع لأمور مبتدعة ولأمور محرمة. انتهى.
المصدر : https://www.youtube.com/watch?v=1T5wmOgOBHY
▣▣ الخلاصة :
▪️ الاحتفال بالمولد النبوي بدعة محرمة.
▪️ شراء أو أكل حلاوة المولد لا يجوز لأنه من باب الإعانة على البدعة.
▪️ إن المشاركة في هذه الأعياد المبتدعة، سواء بالجلوس على الموائد أو بالاحتفال، تعد إقرارًا بالبدعة وقبولًا لما نهى الله عنه.
▪️ إن علامة محبة الله ورسوله ﷺ تكون في طاعة أوامره واجتناب نواهيه، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾. [آل عمران].
والله اعلم
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق