✅ أنواع الحركة في الصلاة وحكم كل منها.
الحركة في الصلاة من المسائل الفقهية التي يكثر السؤال عنها.
والأصل فيها أنها مكروهة إلا إذا كانت لحاجة، لكن العلماء قسموها إلى خمسة أنواع يختلف حكمها بحسب السبب والدافع لها.
✍️ تنبيه فقهي مهم : ضابط الحركة اليسيرة في الصلاة عند الشافعية والحنابلة يُرجع فيه إلى العرف والعادة؛ فما عُدَّ في العرف كثيرًا فهو كثير، وما عُدَّ في العرف يسيرًا فهو يسير. ينظر: ((المجموع)) للنووي (4/93).
✅ فيما يلي بيان أنواع الحركة في الصلاة مع الأمثلة والأدلة الشرعية:
1- الحركة الواجبة في الصلاة.
✔ تكون الحركة واجبة إذا توقفت عليها صحة الصلاة، سواء لفعل مأمور أو لترك محظور.
▣ مثال لفعل مأمور: إذا كان المصلي يصلي إلى غير القبلة ثم أخبره أحد أن القبلة في اتجاه آخر، وجب عليه أن يتحرك ليستقبل القبلة.
📖 الدليل : في الصحيحين- من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت، فقال إن رسول الله ﷺ قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكان وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة.
▣ مثال لترك محظور: إذا تذكر أن في ثوبه أو غترته نجاسة أو منديله الذي في جيبه فيه نجاسة، وجب أن يزيله فورًا.
📖 الدليل : أن النبي ﷺ أتاه جبريل وهو يصلي بالناس فأخبره أن في نعليه خبثاً فخلعها ﷺ وهو في صلاته واستمر فيه. ((صحيح أبي داود-رقم: 650)).
2- الحركة المستحبة في الصلاة.
✔ وهي التي يقصد بها تحصيل أمر مستحب في الصلاة، مثل:
▣ أن يتقدم الإنسان إلى فرجة في الصف الذي أمامه ليصل بها الصف.
▣ انتقال المأموم من يسار الإمام إلى يمينه.
▣ أن يصطف اثنان جماعة فيأتي ثالث فيحول المأموم إلى أن يصف معهم.
◄ هذه الحركات تزيد من كمال الصلاة وخشوعها، لذلك فهي مستحبة.
3- الحركة المحرمة في الصلاة.
✔ وهي الحركة الكثيرة والمتوالية بلا ضرورة، مثل :
▣ العبث الكثير المتكرر بالثوب أو الساعة أو النظر المتكرر إلى الهاتف.
▣ ولا يشترط عدد معين (مثل ثلاث حركات)، بل المرجع إلى ما يعد كثيرًا في العُرف.
◄ هذه الحركات تبطل الصلاة لأنها تذهب بالخشوع وتُخرج الصلاة عن حقيقتها ، وما يبطل الصلاة فإنه لا يحل فعله؛ لأنه من باب اتخاذ آيات الله هزواً.
4- الحركة المباحة في الصلاة.
✔ تنقسم إلى نوعين :
▣ الحركة الكثيرة للضرورة : مثل أن يقوم الإنسان في صلاته، فإذا بعدو يفجؤه يغير عليه، ففي هذه الحال له أن يهرب منه ولو كان يصلي ولو حصل بذلك حركة كثيرة،
ومثل : أن يهاجمه سبع أو حية أو نحو ذلك فيسعى في مدافعتها أو القضاء عليها بحركة كثيرة وهو في الصلاة فلا حرج عليه في ذلك، لأنها ضرورة،
✅ ودليله قوله تعالى: (( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا )) رجالاً يعني ماشين على أرجلكم، أو ركبانا على رواحلكم.
▣ الحركة اليسيرة للحاجة : مثل حكّ الجسد عند الحاجة أو شدّ الإزار إذا ارتخى أو دفع المارِّ بين يديه أو فتح الباب أو خلْع النعل أو إصلاح الرداء عليه أو الحمْل أو الوضع أو الإشارة، وما أشبهَ ذلك..
◄ لم تبطلْ صلاته لأنَّ العملَ القليلَ غير مُفسدٍ اتِّفاقًا.
5- الحركة المكروهة في الصلاة.
✔ وهي الحركة اليسيرة بلا حاجة، مثل :
▣ العبث بالقلم أو الثوب أو بالأنف أو باللحية.
▣ لمس الساعة أو الهاتف دون سبب.
▣ عود من الأرض يعبث به أو ما أشبه ذلك.
◄ هذه الحركات لا تبطل الصلاة لكنها منقصة لها، وتُعد مكروهة إلا أن يكون كثيراً متوالياً فإنه محرم مبطل للصلاة.
وبهذه الأقسام الخمسة يتبين لنا حكم الحركة في الصلاة، والله الموفق.
ينظر: (نور على الدرب-((123))لابن عثيمين).
▣▣ الخلاصة :
الحركة في الصلاة تنقسم إلى : واجبة، مستحبة، محرمة، مباحة، مكروهة.
الميزان في الحكم هو : الحاجة والضرورة ومدى تأثير الحركة على الخشوع.
على المسلم أن يحافظ على سكونه وخشوعه في صلاته، فهي صلة بينه وبين الله تعالى.
والله اعلم
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق