">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حكم التحرك أثناء الصلاة لإتخاذ سترة؟


لا بأس من التحرك اليسير أثناء الصلاة للمسبوق والمنفرد لإتخاذ سترة كأن يأخذ يمينا أو يسارا أو يتقدم خطوة أو خطوتين فلا بأس في ذلك حتى لا يقطع أحد عليه صلاته .


فالحركة فى الصلاة إن كانت لحاجة فلا شيء فيها ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه صلى إلى جدار فاتخذه قبلة فجاءت بهمة تمر بين يديه فما زال يدارئها حتى لصق بطنه بالجدار ومرت من ورائه.(صحيح أبي داود رقم : (708))


قال النووي رحمه الله في (المجموع): 


فمختصر ما قال أصحابنا : 


أن الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيراً أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلاً لم يبطلها بلا خلاف ، هذا هو الضابط، 


وقال أصحابنا : والفعل القليل الذي لا يبطل الصلاة مكروه إلا في مواضع:


أحدها : أن يفعله ناسياً. 


الثاني : أن يفعله لحاجة مقصودة. 


الثالث : أن يكون مندوباً إليه كقتل الحية أو العقرب ونحوها، وكدفع المار بين يديه والصائل عليه . انتهى.


** وقد روى البخاري في صحيحه : أنَّ عمر رضي الله عنه رأى رجلًا يصلِّي بين أسطوانتين فأدناه إلى سارية فقال : صلِّ إليها . 


قال ابن حجر رحمه الله : أراد عمر بذلك أن تكون صلاته إلى سترة . اهـ.

وجاء في "المدونة" (1/202) :

وقال مالك : إذا كان الرجل خلف الإمام وقد فاته شيء من صلاته فسلم الإمام وسارية عن يمينه أو عن يساره فلا بأس أن يتأخر إلى السارية عن يمينه أو عن يساره إذا كان ذلك قريبا يستتر بها  

قال : وكذلك إذا كانت أمامه فيتقدم إليها ما لم يكن ذلك بعيدا ,

 قال : وكذلك إذا كان ذلك وراءه فلا بأس أن يتقهقر إذا كان ذلك قليلا 

قال : وإن كانت سارية بعيدة منه فليصل مكانه وليدرأ ما يمر بين يديه ما استطاع . انتهى

قال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله :

... هذه قضية تعود إلى هذا المسبوق وإلى تقديره ،

فإذا قدر بأنه إذا مشى خطوات حصل السترة ولا يعرض نفسه ليقال إنه لا يصلي لأنه مشى كثيرا والمشي الكثير هو الذي يبطل الصلاة ، ففي هذه الحالة يمشي هذه الخطوات وينتهي الأمر ؛ 

أما إذا كانت المسافة بعيدة وبعيدة جدا بحيث أنه يغلب على الظن أن هذا إذا بدو يمشي ما أحد يقول هذا يصلي فحينئذ عرض صلاته للبطلان ؛

 باختصار لا يطمعن أحد أن يأخذ تحديدات دقيقة في مسائل اجتهادية كهذه وإنما كما قال عليه السلام كمبدأ عام : "سددوا وقاربوا ".

 فالإنسان إذا كان يصلي هنا والجدار هنا فيأخذ يمين أو يأخذ يسار أو يمشي خطوتين ويتستر بمن يصلي أو جالس يذكر الله أو ما شابه ذلك ؛

 وإذا بدو يمشى لهناك كمان يمشي خطوتين ثلاثة وقف شوية وهو يقرأ ثم خطوتين ثلاثة ،

وهكذا بحيث أنه ما يقع في المحظور الذي صورناه آنفا بأنه يلا ماشي ماشي فإذا رآه الرائي قال هذا لا يصلي ، هذا المشي هو الذي يبطل الصلاة.

السائل : في حل ثان مثلا لو معه قلنسوة ممكن يضعها ؟

الشيخ : 

طبعا أنا أقول لك جوابا على سؤالك ممكن لكن لا يفيد شيئا ،

لأن السترة يجب أن تكون بارتفاع مؤخرة الرحل ، مؤخرة الرحل تكون شبر ، شبر ونصف شبرين إلا إذا كانت قلنسوة دراويش دراويش يعني ... - يضحك الشيخ رحمه الله - . انتهى باختصار من (سلسلة الهدى والنور - شريط : (273)).

وقال أيضا رحمه الله :

.... ونحن نعلم أنه قد ثبت في السنة: 

" أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يصلي ... جاءت شاة تسعى ، فساعاها الرسول - عليه السلام - حتى ألزقَ بطنه بجدار ، وجعلها تمرُّ خلفه " . 

فهذا بلا شك فيها بعض الحركات بعض الخطوات في سبيل منع هذه الشاة أن تمرَّ بين يديه ؛ مع أنها ليست من الأنواع الثلاثة التي تُبطل الصلاة ، 

فإذا كان في مكان ما يخشى أن يمرَّ شيء من هذه الأشياء الثلاثة فهنا يسعى الإنسان ... بالشرط السابق ، هذا ما عندي والله أعلم . انتهى باختصار من (رحلة النور - شريط : (28)).

وقال الشيخ عادل العزازى حفظه الله  :

قال عمر - رضي الله عنه -: المصلُّون أحقُّ بالسَّواري - أي : بالأعمدة - من المتحدِّثين إليها - يعني : ممن يستندون عليها للحديث - 

وقد رأى عمرُ رجُلاً يصلِّي بين أسطوانتين، فأدناه إلى ساريةٍ - أي : فقرَّبهُ إلى عمود - وقال له : صلِّ ها هنا ". رواه البخاري تعليقًا (1/577)، ووصله ابن أبي شيبة (3/37).

وعلى هذا فيجوزُ للإنسان أن يتحرَّكَ عن موضعِهِ مِن أجل الاقتراب من سُترَة ( إذا رأى نفسَه بعيدًا عن السُترَة )، وهذا لإصلاحِ الصَّلاة والمحافظةِ عليها، 

وذلك بأن يخطو خطوة أو خطوات،سواءٌ للأمامِ، أو للوراء، أو لأيِّ جهة، بشرطِ المحافظة على استقبالِهِ للقبلةِ، وعدم التُّحولِ عنها . اه  (تمام المنة في فقه الكتاب وصحيح السنة)

وللسترة فوائد منها :

1- أن اتخاذها هو سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - القولية والفعلية والتقريرية ، وإحياء السُّنة واتباعها هو الصراط المستقيم .

2- أنها تقي الصلاة المقطع إن كان المار مما يقطعها عند من يقول بذلك ويقيها النقص إن كان ينقصها .

3- أنها تحجب النظر عن الشخوص والروغان ، لأن صاحب السترة يضع نظره دون سترته غالبًا ، فينحصر تفكيره في معاني الصلاة .

4- يعطي المصلي المجال للمارين فلا يحوجهم إلى المرور أمامه ، أو الوقوف حتى ينتهي من صلاته .

5- أن السترة تكون وقاية للمار من إثم المرور الذي يناله بسبب تنقص صلاة المصلي . 


والله اعلم


اقرأ أيضا..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات