✅ يعتقد الكثير من المسلمين أن النبي محمد ﷺ وُلد في الثاني عشر من ربيع الأول، ولذلك يقيم بعضهم الاحتفالات في هذا اليوم من كل عام.
✅ لكن هل هذا التاريخ ثابت بالأدلة الشرعية والتاريخية؟
▣▣ متى وُلد النبي محمد ﷺ؟
✔ اتفق العلماء أن النبي ﷺ وُلد في عام الفيل، الموافق لسنة 571 ميلادية.
✔ كما أجمعوا أنه وُلد في يوم الاثنين.
◄ أما تحديد اليوم من شهر ربيع الأول، ففيه خلاف بين العلماء.
▣▣ القول المشهور: 12 ربيع الأول.
▪️ انتشر بين الناس أن ولادة النبي ﷺ كانت في 12 ربيع الأول.
◄ لكن هذا القول ليس له سند صحيح، وإنما هو مجرد رواية ضعيفة وردت بين عدة أقوال أخرى.
▣▣ القول الراجح : 8 ربيع الأول.
✔ رجّح عدد من العلماء المحققين أن ولادة النبي ﷺ كانت في الثامن من ربيع الأول، ومن أبرز من قال بذلك:
- الإمام مالك. الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم. - ابن عبد البر. - ابن حزم. - محمد بن موسى الخوارزمي. - الحافظ ابن دحية. - الإمام الألباني في "صحيح السيرة النبوية".
◄ وقد اعتمدوا في ذلك على روايات صحيحة مسندة وموثوقة.
▣▣ أدلة القول بثماني ربيع الأول :
أ - أنّ هذا الّذي نقله الإمام مالك، وعُقَيل، ويونس بن يزيد ـ وهم من هم ؟ـ عن الزّهري، عن محمّد بن جبير بن مطعم وهو تابعيٌّ جليل،
ولذلك أكثرُ أهل الحديث على ترجيحه، ونقل ابن عبدالبر عن أصحاب التاريخ أنهم صحَّحوه. ينظر: [ "صحيح السّيرة النّبوية " للشّيخ الألباني رحمه الله (ص 13)].
ب - أنّ هذا القول رجَّحه جمع من أهل العلم المحقّقين، منهم : ابن حزم، والحافظ محمد بن موسى الخوارزمي، والحافظ ابن دحية في كتابه " التنوير في مولد البشير "
– وبه قال أكثر أهل الحديث ومَن لديه دراية بهذا الشأن. ينظر: (المواهب اللدنية (1/ 141)).
ج - نقل ابن عبد البر في «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» (1/31) عن العالم الطبيعي سائنس دان – والمؤرِّخ الفلكي أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي المتوفى بعد (232هـ)، أنه قال :
كان قدوم الفيل مكة وأصحابه لثلاث عشرة ليلة خلت – والصواب : بقيت - من المحرم يوم الأحد، وكان أول المحرم تلك السنة يوم الجمعة،
وولد رسول الله ﷺ بعد ذلك بخمسين يومًا، يوم الاثنين لثمان خلت من ربيع الأول، وذلك يوم عشرين من نيسان. اهـ باختصار.
- قال السهيلي - رحمه الله : " وأهل الحساب يقولون : وافَق مولدُه من الشهور الشمسية نَيْسان، فكانت لعشرين مضت منه ". ينظر : (السيرة- لابن هشام).
▣▣ أقوال العلماء فى ذلك :
★ قال الإمام ابن حزم رحمه الله- في " جوامع السّيرة " (ص 7) :
وُلد ليوم الاثنين، لثمان بقين من ربيع الأول، ونبيّ يوم الاثنين لأيام خلت من ربيع الأول، وهاجر يوم الاثنين، لأيام خلت لربيع.
ومات ﷺ يوم الاثنين لثمان خلون لربيع الأول؛ وقد قيل غير ذلك. انتهى باختصار.
★ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
ثم الجمهورُ على أن ذلك كان في شهر ربيعٍ الأول... وقيل لثمان خلون منه حكاه الحميدى عن ابن حزم ، ورواه مالك وعقيل ويونس بن يزيد وغيرهم عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم،
ونقل ابن عبد البر عن أصحاب التاريخ أنهم صححوه ، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي ، ورجحه الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتابه " التنوير في مولد البشر النذير ". ينظر: (" السيرة النبوية " ( 1 / 199 )).
★ وقال الإمام الألباني رحمه الله :
وفي شهره أقوال ذكرها ابن كثير في الأصل (يعني البداية والنهاية)، وكلُّها معلَّقة بدون أسانيد- يمكن النظر فيها ووزنها بميزان علم مصطلح الحديث؛
إلّا قول من قال : إنَّه في الثَّامن من ربيع الأوَّل. فإنَّه رواه مالك وغيره بالسَّند الصَّحيح عن محمَّد بن جُبير بن مطعم وهو تابعي جليل،
ولعلَّه لذلك صحَّح هـٰذا القول أصحاب التَّاريخ واعتمدوه، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي، ورجَّحه أبو الخطاب بن دحية، والجمهور على أنه في الثاني عشر منه " . ينظر: [ صحيح السيرة النبوية (ص13)].
▣▣ اتفاق العلماء على عام ميلاد النبي ﷺ.
رغم الخلاف حول اليوم المحدد من ربيع الأول، إلا أن العلماء اتفقوا جميعًا على أمرين:
✔ أن النبي محمد ﷺ وُلد يوم الاثنين.
✔ أنه وُلد في عام الفيل، الموافق لسنة 571م.
✅ أدلة ذلك :
1- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: « ولد النبي ﷺ عام الفيل ». [السلسلة الصحيحة (3152)].
2- عن أبي الحويرث قال : سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقباث بن أشيم : يا قباث، أنت أكبر أم رسول الله ﷺ؟ قال :
رسول الله ﷺ أكبر مني، وأنا أسن منه، ولد رسول الله - ﷺ - عام الفيل، ووقفت بي أمي على روث الفيل محيلا أعقله. ينظر: [ دلائل النبوة- للبيهقي ].
3- عن محمد بن جبير بن مطعم قال : ولد رسول الله ﷺ عام الفيل وكانت عكاظ بعد الفيل بخمس عشرة سنة،
وبني البيت على رأس خمس وعشرين سنة من الفيل، وتنبأ رسول الله - ﷺ - على رأس أربعين من الفيل. ينظر: [ دلائل النبوة- للبيهقي ].
★ قال ابن إسحاق رحمه الله :
وكان مولده - ﷺ - عام الفيل، وهذا هو المشهور عند الجمهور،
وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي : وهو الذي لا يشك فيه أحد من علمائنا، وقال خليفة بن خياط : والمجمع عليه أنه - ﷺ - ولد عام الفيل. ينظر: [ السيرة النبوية، ابن كثير ].
▣▣ يوم وفاة النبي ﷺ.
✔ اتفق أهل العلم على أن وفاة النبي ﷺ وقعت يوم الاثنين من السنة الحادية عشرة للهجرة.
✔ وأما تحديد اليوم من شهر ربيع الأول فقد وُجد فيه خلاف، غير أن جمهور العلماء ذهبوا إلى أنها كانت في اليوم الثاني عشر منه. ينظر: [السيرة النبوية؛ لابن كثير 4/509].
▣▣ أسئلة شائعة (FAQ):
هل صحيح أن النبي ﷺ وُلد في 12 ربيع الأول؟
◄ لا، لم يثبت ذلك بسند صحيح، وإنما الراجح أنه وُلد في 8 ربيع الأول.
لماذا يعتقد الناس أن يوم 12 ربيع الأول هو يوم المولد؟
◄ لأنه وافق يوم وفاة النبي ﷺ، فاختلط الأمر على كثير من الناس.
هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي؟
◄ لم يثبت عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة الاحتفال بالمولد، بل هو بدعة لا أصل لها.
▣▣ الخلاصة :
▪️ النبي ﷺ وُلد يوم الاثنين عام الفيل (571م).
▪️ القول الأصح: 8 ربيع الأول، وليس 12 .
▪️ جمهور العلماء يرون أن وفاته كانت في 12 ربيع الأول ، لذلك فإن الاحتفال بمولده في هذا اليوم بدعة محدثة.
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق