▣▣ الجهاد مشروع بالكتاب والسنة والإجماع.
▪️ الجهاد مشروع بالكتاب والسنة والإجماع، وقد دلت النصوص الكثيرة على فضله، وأنه من أجل الطاعات وأعظم القربات ومن ينكر مشروعيته يكفر، وهو مما يحفظ به الإسلام والمسلمون.
▣▣ الجهاد عبادة لها شروط وضوابط.
▪️ الجهاد عبادة من العبادات، وكل عبادة لا تصح إلا إذا وجدت شروطها وانتفت موانعها، أي وجدت العبادة بضوابطها المشروعة.
◄ ولهذا لابد من معرفة ضوابط الجهاد من أجل معرفة على من يجب ومتى يجب، ومتى يكون مشروعًا، ومتى لا يكون مشروعًا، ومعرفة مدى تطبيق هذه الضوابط على الواقع المعاصر.
▣▣ ما معنى الجهاد في الإسلام؟
للجهاد في الإسلام معنيان :
★ معنى عام : يشمل كل عمل يُبذل لإعلاء كلمة الإسلام، كالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودفع الشبهات والشهوات.
★ معنى خاص : يختص بقتال الكفار في سبيل الله.
▣▣ ما أنواع الجهاد في الإسلام؟
ينقسم الجهاد بمعناه العام إلى خمسة أنواع :
1- جهاد النفس : بالعلم، والعمل، والدعوة، والصبر على ذلك.
2- جهاد الشيطان، وهو على مرتبتين : جهاده بدفع ما يلقى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان، وجهاده لدفع ما يلقى العبد من الإرادات الفاسدة والشهوات.
3- جهاد الكفار، هو المراد بالجهاد عند إطلاق الفقهاء : بالمال، واللسان، والقلب، والنفس.
4- جهاد المنافقين : باللسان، والقلب، والمال، والنفس (واللسان أخصها).
5- جهاد أهل البدع والمنكرات : باليد، واللسان، والقلب. (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده...الحديث).
▣▣ الجهاد بمعناه الخاص نوعان:
✔ جهاد الطلب : أي مهاجمة الكفار في بلادهم، وهو فرض كفاية.
✔ جهاد الدفع : وهو دفع المعتدي إذا هجم على المسلمين، ويتعين على من وجد فيه الشروط.
▣▣ ما مراحل تشريع الجهاد في الإسلام؟
مرّ الجهاد الكفار والمشركين في الإسلام بأربع مراحل:
▪️ المرحلة الأولى : الكف عن القتــال وكان النبي ﷺ يدعوا إلى الإسلام من غير قتــال، وهذه هي أطول المراحل.
▪️ المرحلة الثانية : مرحلة الإذن بالقـتال من غير أمر به.
▪️ المرحلة الثالثة : مرحلة قــتال من قاتل ؟
▪️ المرحلة الرابعة : مرحلة قــتال المشركين كافة حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية.
◄ وهذه المراحل ليس شيء منها منسوخًا، وإنما تتنـزل على أحوال المسلمين قوة وضعفًا.
◄ وأن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب وإما باللسان وإما بالمال وإما باليد، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع حسب حاله وقدرته واستطاعته.
▣▣ متى يتعين الجهاد على الفرد المسلم؟
يتعين الجهاد بمعناه الخاص في ثلاثة مواضع :
أ- إذا حاصر العدو بلدًا تعيّن على أهل هذه البلاد المحاصرة مقــاتلته ودفعه.
ب- إذاحضرالمسلم القــتال تعين عليه وحرم عليه الانصراف.
ج- إذا استنفر الإمام قومًا لزمهم النفير.
▣▣ شروط وجوب الجهاد على المسلم.
✅ ذكر العلماء سبعة شروط يجب أن تتوفر في المسلم حتى يجب عليه الجهاد، وهى :
الإسلام، والعقل، والحرية، والذكورة، والبلوغ، والسلامة من الضرر، ووجود النفقة.(هذه في حق الشخص ليكون ممن يجب عليه الجهاد عند تحققه).
▣▣ ما ضوابط مشروعية الجهاد في الإسلام؟
يشترط حتى يكون الجهاد مشروعًا توفر شروط تتعلق بالمجاهد المسلم، وأخرى بمن يجوز قتاله من الكفار،
بحيث لو لم تتوفرهذه الشروط لكان الجهاد غير مشروع فضلاً عن أن يكون واجبًا أو مستحبًّا.
أولًا : شروط المجاهد المسلم.
✅ فيشترط في المجاهد المسلم ليكون الجهاد مشروعا خمسة شروط:
١-الإخلاص لله.
2- القوة والقدرة على القتــال.(أي وجود القوة التي يغلب على الظن أنها تكسر شوكة العدو
3- ألا يترتب على الجهاد مفسدة أعظم من مفسدة تركه.
4- أن يكون بإذن ولي الأمر المسلم.(الحاكم)
5- وجود قيادة شرعية تنظم الجهاد؛ أي : أن يكون الجهاد تحت راية شرعية وليست راية عمّية مجهولة،
ولا يتحقق ذلك إلا براية ولي الأمر أو من ينوب عنه (وهذا من اختصاص ولي الأمر وليس متروكا للأفراد والاحزاب والجماعات).
◄ وهذه الشروط الخمسة لابد من وجودها مجتمعة ووجودها وجود تلازم، فلو تخلف أحدها لم يصح الجهاد، ولم يشرع فضلا عن أن يكون واجبا أو مستحبا.
◄ وهذه الخمسة تشترط في جهاد الطلب وفي جهاد الدفع على حد سواء.
◄ ويستثنى في جهاد الدفع حالة واحدة وهي إذا داهم العدو بلدا ولم يعلم الإمام به، فيلزم أهل البلد دفعه بكل ممكن إن قدروا على ذلك.
ثانيًا : شروط تتعلق بمن يجوز قتاله من الكفار:
١- أن لا يكون معاهدًا (وهو من بينه وبين المسلمين صلح على ترك القــتال.
٢- ألا يكون ذميًا (والذمي هو الكافر الذي يقيم في ديار المسلمين).
٣- ألا يكون مستأمنًا.
٤- أن يكون من أهل القتــال فلا يكون امرأةً ولا صبيًا ولا شيخًا هرمًا، مالم يشاركوا فيه بقول أو فعل.
▣▣ ما أنواع المقاتَلين الذين يجوز قتالهم؟
✔ هم ثلاثة أقسام : أهل الحرب - من الكفار، والخوارج، والمحاربون.
◄ ويجب في ذلك كله توفر الشروط وانتفاء الموانع.
▣▣ ما المقصود من الجهاد المشروع؟
✔ الجهاد المشروع : هو الذي يراد به نصرة دين الإسلام وحفظه وإعلاء كلمة الله، ولو استلزم ذلك قتال من يحتاج إلى قتـاله من أهل الحـرب والخوارج والبغاة.
◄ إذ أن جهاد الأعداء وقتــالهم ليس مشروعًا لذاته وإنما لغيره، ولأن العلة في قتال الكفار ليس الكفر، بدليل :
★ جواز أخذ الجزية وترك قتال من دفعها وهو كافر.
★ النهي عن قتال من ليسوا من أهل القتـال كالنساء والصبيان.
★ جواز قتال الخوارج والبغاة، مع أنهم ليسوا كفارًا.
▣▣ هل الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة؟
✅ الجهاد ماض إلى قيام الساعة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، في حال قوة المسلمين وفي حال ضعفهم،
ففي حال قوتهم يكون بالسنان، وفي حال ضعفهم يكون بالحجة والبرهان باللسان أو بالقلب.
▣▣ من يحدد مشروعية الجهاد؟
◄ أن الذي يقدر المصالح والمفاسد ومن ذلك معرفة مشروعية الجهاد من عدمه هم العلماء.
◄ والذي بيده إبرام العهد والهدنة ويوكل إليه أمر الجهاد وإعلانه والمناداة به وتنظيمه هو ولي الأمر (الحاكم)،
ولا تنضبط هذه الأمور إلا بتعظيم ولاة الأمر في نفوس الرعية بمعرفة حقهم وطاعتهم في المعروف.
▣▣ هل يشترط إذن ولي الأمر في الجهاد؟
✔ أن أهل السنة والجماعة متفقون على أن أمر الجهاد موكول للإمام ومن اختصاصه وأنه لابد من إذنه في الجهاد، وأن يكون تحت رايته وقيادته،
ومن لا يرى ذلك فهو على رأي الخوارج.
▣▣ أهمية القوة والإستطاعة في الجهاد.
✅ أن القوه والقدرة على صد العدو شرط في جهاد الطلب والدفع، إذ أن جميع تكاليف الشرع منوطة باستطاعتها وبالقدرة عليها، فلا واجب مع العجز، ولا محرم مع الضرورة.
والله اعلم
✍️ كتب هذا البيان:
فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالسلام السحيمي – حفظه الله تعالى- الأستاذ بقسم الفقه بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق