ما هو يوم عاشوراء؟
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وله فضل عظيم في الإسلام، وقد مر صيامه بعدة مراحل في حياة النبي ﷺ، تعكس تطور التشريع وتوجيه الأمة.
✅ في هذا الموضوع، نستعرض مراحل صيام عاشوراء كما وردت في السنة النبوية، مع توضيح الأحكام والدروس المستفادة.
▣▣ للنبي ﷺ في صيام عاشوراء أربع مراحل :
1 - المرحلة الأولى : صيام النبي ﷺ لعاشوراء في مكة دون أمر الناس بصيامه.
◄ كان النبي ﷺ يصوم يوم عاشوراء قبل الهجرة، كما كانت قريش تصومه في الجاهلية.
- فعن عائشة رضي الله عنها- قالت : كانت عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي ﷺ يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه
فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه فترك صوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء أفطر. (رواه البخاري ومسلم).
- وفي رواية للبخاري : قال ﷺ: (من شاء فليصم ومن شاء أفطر).
2 - المرحلة الثانية : تأكيد صيام عاشوراء بعد الهجرة إلى المدينة.
✔ عندما قدم النبي ﷺ المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء تعظيمًا له،
فوافقهم النبي ﷺ وصامه وأمر بصيامه، وأكد على أهميته حتى كان يُصام من قبل الكبار والصغار.
◄ من المهم أن نعلم أن صوم يوم عاشوراء كان فريضة قبل نزول حكم صيام شهر رمضان، كما ورد في الصحيحين.
◄ واستمر النبي ﷺ والمسلمون يصومونه على أنه فرض، حتى السنة الثانية من الهجرة، حين نزل فرض صيام شهر رمضان.
- فقد روت الرُّبيِّعُ بنتُ مُعَوِّذٍ رضي الله عنها، فقالت : أرسل رسول الله ﷺ غداةَ عاشوراءَ إلى قُرى الأنصارِ التي حولَ المدينة:
«مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا؛ فَلْيُتِمَّ صَوْمَه، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا؛ فَلْيُتِمَّ بَقيَّةَ يَوْمِهِ».
قالت : فكنَّا بعد ذلك نَصُومه ونُصَوِّمُ صِبْيَاننا الصِّغَارَ منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللُّعبةَ من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إيَّاها حتَّى يكون عند الإفطار.([خرجه البخاري]).
3 - المرحلة الثالثة : التخيير في صيام يوم عاشوراء بعد فرض رمضان.
◄ بعد أن فُرض صيام شهر رمضان، أصبح صيام عاشوراء نافلة، لا فرضًا.
✅ لما رواه مسلم في صحيحه - أن النبي ﷺ قال : إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه .
- وفي رواية لمسلم أيضاً : (فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه ومن كره فليدعه).
4 - المرحلة الرابعة : نية النبي ﷺ مخالفة أهل الكتاب بصيام التاسع والعاشر.
◄ أن النبي ﷺ عزم في آخر عمره على ألا يصومه منفرداً بل يضم إليه يوم (التاسع) مخالفة لأهل الكتاب في صيامه.
✅ لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : حين صام رسول الله ﷺ عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله : إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى.
فقال رسول الله ﷺ : (فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع) قال : فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله ﷺ. انظر: (" لطائف المعارف 96-102").
◄ لكن النبي ﷺ تُوفي قبل أن يصوم التاسع، فدل الحديث على استحباب صيام يومي التاسع والعاشر من المحرم.
▣▣ خاتمة :
✔ يتضح من هذه المراحل الأربع أن صيام يوم عاشوراء له مكانة عظيمة في الإسلام،
وقد حرص النبي ﷺ عليه في مختلف أحواله، وأرشد الأمة إلى فضله، خاصة في تكفير ذنوب السنة الماضية.
والله اعلم
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق