">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع هل

شرح بسيط للعلاقة بين أقسام التوحيد الثلاثة


التوحيد في الإسلام هو جوهر العقيدة وأساس الدين، وينقسم إلى ثلاثة أقسام مترابطة :

توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

* هذه الأقسام تشكل أركان التوحيد الواجب على كل مسلم، ولا يكتمل التوحيد إلا بتحقيقها جميعًا.

▣ العلاقة بينها : هى علاقة تلازم وتضمن وشمول، بحيث لا يمكن الاستغناء ببعضها عن بعض، وأي خلل في قسم منها يعد خللًا في التوحيد كله.

 وإليك بيان ذلك :

1- توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية.

توحيد الربوبية يعني الإقرار بأن الله هو الخالق، المالك، المدبر لكل شيء في الكون، وهو أمر أقر به حتى المشركون،

كما ورد في القرآن الكريم: " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ". [لقمان: 25].

* لكن الإقرار بتوحيد الربوبية وحده لا يكفي، بل يلزم منه توحيد الألوهية، وهو إفراد الله بالعبادة،

فمن عرف أن الله هو الخالق والمدبر لكل شيء، وجب عليه أن يعبده وحده دون شريك.

2- توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية.

توحيد الألوهية يُعرف بأنه إفراد الله بالعبادة، وهو ما يتجسد في قوله تعالى:

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". [البقرة: 21].

* فالآية تقرن بين الدعوة إلى العبادة والإقرار بربوبية الله، 

فمن عبد الله وحده ولم يشرك به شيئًا، فقد أقر ضمنيًا بأن الله هو ربه ومالكه الذي لا شريك له في ربوبيته.

* من ثمرات توحيد الألوهية : إفراد الله بالعبادة، فمن حقق توحيد الألوهية لم يشركْ بالله أحداً.

فلا يصلي لغير الله، ولا يذبح لغير الله، ولا يرجو غير الله، 

ولا يتوكل على غير الله، ولا يطلب الرزق إلا من الله، ولا يدعو غير الله.

3- توحيد الأسماء والصفات شامل لتوحيد الربوبية والألوهية.

توحيد الأسماء والصفات يقوم على إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه الكريم 

أو على لسان نبيه ﷺ من الأسماء الحسنى والصفات العلى، بلا تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف.

* هذا القسم يشمل جوانب من توحيد الربوبية والألوهية، فمن أسماء الله وصفاته:

أسماء وصفات تدل على ربوبيته، مثل : الخالق، المالك، المدبر.

أسماء وصفات تدل على ألوهيته، مثل : الغفور، الرحيم، التواب.

وبذلك، يكون توحيد الأسماء والصفات جامعًا ومتكاملًا مع النوعين الآخرين. يُنظر: بدائع الفوائد (4/1544)، زاد المعاد (4/187).

▣▣ أهمية فهم العلاقة بين أقسام التوحيد.

* فهم العلاقة بين أقسام التوحيد يرسخ العقيدة الصحيحة، ويجعل المسلم على دراية بأن الإخلال بأي قسم منها يفسد التوحيد.

على سبيل المثال:

- الإقرار بربوبية الله مع عدم توحيده في العبادة هو حال المشركين الذين عبدوا مع الله آلهة أخرى.

- نفي صفات الله وأسمائه أو تشبيهها بصفات المخلوقين يُعتبر خللًا في توحيد الأسماء والصفات.

 الخلاصة :

توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات يشمل النوعين معًا.

المسلم مطالب بتحقيق هذه الأقسام جميعًا ليكون توحيده كاملًا كما أراده الله، ولينال رضا الله وجنته.


والله اعلم

* شارك الموضوع ليستفيد غيرك، أو قم بالتعليق إذا أعجبك

اقرأ أيضا:


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق