الأسماء: هى ما سمى الله بها نفسه ، جل وعلا-: كالعليم والحكيم والسميع والبصير.
والصفات: هى ما وصف الله بها نفسه ، جل وعلا-: من العلم والقدرة والسمع والبصر والرحمة والعفو. ونحو ذلك.
إذن
** أسماء الله : هى كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به، مثل : القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير،
فإن هذه الأسماء دلَّت على ذات الله وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر .
** أما الصفات : فهي نعوت الكمـال القائمة بالذات، كالعلم والحكمة والسمع والبصر،
فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، ويقال : الاسم متضمن للصفة والصفة مستلزمة للاسم .
** فأسماء الله كلها حسنى ، أي : بالغة في الحسن غايته لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه ؛ قال الله تعالى : ولله الأسماء الحسنى. [الأعراف: 180].
** فإن من أعظم ما يحصل به لذة العبادة تأمل الأسماء والصفات وتعبد الله بها ومراعاتها في كل عبادة،
فإذا تصدق العبد بالقليل مستشعرا أن الله شكور لا يضيع عمله بل يبارك له فيه،
ولو كان قليلا كان ذلك مدخلا على قلبه الفرح والسرور بربه ووجد في قلبه حلاوة عظيمة لعمله .
** أما ما يُميِّز (الفرق بينهما) الاسم عن الصفة والصفة عن الإسم أمور، منها :
أولاً: أن الأسماء يشتق منها صفات، أما الصفات؛ فلا يشتق منها أسماء،
فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم، صفات الرحمة والقدرة والعظمة، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر،
فأسماؤه سبحانه وتعالى أوصاف، كما قال ابن القيم في (النونية) :
أسماؤُهُ أوْصافُ مَدْحٍ كُلُّها مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمَعان.
ثانياً: أن الاسم لا يُشتق من أفعال الله؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب،
أما صفاته فتشتق من أفعاله، فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل : باب الصفات أوسع من باب الأسماء.
ثالثاً: أن أسماء الله عَزَّ وجَلَّ وصفاته تشترك في الإستعاذة بها والحلف بها، لكن تختلـف في التعــبد والدعاء،
فيتعبد الله بأسمائـه، فنقول : عبدالكريم، وعبد الرحـمن، وعبد العزيز ، لكن لا يُتعبد بصفاته ؛ فلا نقول : عبد الكرم، وعبد الرحمـة، وعبد العزة؛
كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه، فنقول : يا رحيم! ارحمنا، ويا كريم! أكرمنا، ويا لطيف! ألطف بنا،
لكن لا ندعو صفاته، فنقول : يا رحمة الله! ارحمينا، أو : يا كرم الله! أو : يا لطف الله !.
ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف فالرحمة ليست هي الله، بل هي صفةٌ لله، وكذلك العزة، وغيرها؛ فهذه صفات لله، وليســـت هي الله، ولا يجوز التعبد إلا لله، ولا يجوز دعاء إلا الله؛
لقولـه تعالى : يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا. [النور: 55]، وقوله تعالى : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. [غافر:60] وغيرها من الآيات. ينظر: ((فتاوى الشيخ ابن عثيمين)) (1/26- ترتيب أشرف عبد المقصود).
** أسماء الله وصفاته توقيفيّة
فلا يجوز لنا أن نطلق على الله تعالى اسماً أو صفةً إلاّ إذا ورد نصٌ من الشارع بذلك .
- قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
الواجب على جميع المسلمين هو الإيمان بأسمائه وصفاته الواردة في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة،
وإثباتها له سبحانه على الوجه اللائق بجلاله، من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، كما قال سبحانه : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. [الشورى: 11] ،..
وهي توقيفية لا يجوز إثبات شيء منها لله إلا بنص من القرآن، أو من السنة الصحيحة؛
لأنه سبحانه أعلم بنفسه، وأعلم بما يليق به، ورسوله صلى الله عليه وسلم هو أعلم به، وهو المبلغ عنه، ولا ينطق عن الهوى،
كما قال الله سبحانه : والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى* وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى. [النجم: 1-4]. ينظر: ((مجموع فتاوى ابن باز)) (8/ 44).
** العلم بأسماء الله وصفاته هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل.
- قال العلامة السعدي رحمه الله :
أصل التوحيد : إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى،
ومعرفة ما احتوت عليه من المعاني الجليلة، والمعارف الجميلة، والتعبد لله بها، ودعاؤه بها .
فكل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه، فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى؛
فمن دعاه لحصول رزق فليسأله باسمه الرزاق، ولحصول رحمة ومغفرة فباسمه الرحيم الرحمن البر الكريم العفو الغفور التواب، ونحو ذلك.
وأفضل من ذلك أن يدعوه بأسمائه وصفاته دعاء العبادة، وذلك باستحضار معاني الأسماء الحسنى،
وتحصيلها في القلوب؛ حتى تتأثر القلوب بآثارها ومقتضياتها، وتمتلئ بأجل المعارف.
فمثلا: أسماء العظمة والكبرياء والمجد والجلال والهيبة؛ تملأ القلب تعظيما لله وإجلالا له.
وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود؛ تملأ القلب محبة لله وشوقا له، وحمدا له وشكرا.
وأسماء العز والحكمة والعلم والقدرة؛ تملأ القلب خضوعا لله وخشوعا وانكسارا بين يديه.
وأسماء العلم والخبرة والإحاطة والمراقبة والمشاهدة؛ تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات، وحراسة للخواطر عن الأفكار الردية والإرادات الفاسدة.
وأسماء الغنى واللطف؛ تملأ القلب افتقارا واضطرارا إليه، والتفاتا إليه في كل وقت وفي كل حال.
فهذه المعارف التي تحصل للقلوب بسبب معرفة العبد بأسمائه وصفاته وتعبده بها لله؛ لا يحصل العبد في الدنيا أجل ولا أفضل ولا أكمل منها،
وهي أفضل العطايا من الله لعبده، وهي روح التوحيد وروحه،
ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخالص، والإيمان الكامل، الذي لا يحصل إلا للكمل من الموحدين. ينظر: ((القول السديد)) (ص: 160).
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق