القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الفرق بين أسماء الله عز وجل وصفاته


أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به مثل :  القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير فإن هذه الأسماء دلَّت على ذات الله وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر . 

أما الصفات فهي نعوت الكمـال القائمة بالذات كالعلم والحكمة والسمع والبصر فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد ويقال : الاسم متضمن للصفة والصفة مستلزمة للاسم .

أما ما يُميِّز الاسم عن الصفة والصفة عن الإسم أمور، منها :
 
أولاً :

 (أن الأسماء يشتق منها صفات، أما الصفات؛ فلا يشتق منها أسماء، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم، صفات الرحمة والقدرة والعظمة، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر)

فأسماؤه سبحانه وتعالى أوصاف كما قال ابن القيم في (النونية) :

أسماؤُهُ أوْصافُ مَدْحٍ كُلُّها مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمَعان

ثانياً :

 (أن الاسم لا يُشتق من أفعال الله؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب، أما صفاته؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل : باب الصفات أوسع من باب الأسماء).

ثالثاً :

 أن أسماء الله عَزَّ وجَلَّ وصفاته تشترك في الاستعاذة بها والحلف بها، لكن تختلـف في التعــبد والدعاء، فيتعبد الله بأسمائـه، فنقول : عبدالكريم، وعبد الرحـمن، وعبد العزيز لكن لا يُتعبد بصفاته؛ فلا نقول : عبد الكرم، وعبد الرحمـة، وعبد العزة؛

 كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه، فنقول : يا رحيم! ارحمنا، ويا كريم! أكرمنا، ويا لطيف! ألطف بنا، لكن لا ندعو صفاته فنقول : يا رحمة الله! ارحمينا، أو : يا كرم الله! أو: يا لطف الله !.

 ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف فالرحمة ليست هي الله، بل هي صفةٌ لله، وكذلك العزة، وغيرها؛ فهذه صفات لله، وليســـت هي الله، ولا يجوز  التعبد إلا لله، ولا يجوز دعاء إلا الله؛ لقولـه تعالى : يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا. [النور: 55]، وقوله تعالى : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. [غافر:60] وغيرها من الآيات .انتهى

انظر: ((فتاوى الشيخ ابن عثيمين)) (1/26- ترتيب أشرف عبد المقصود).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

كل أسماء الله سبحانه مشتملة على صفات له سبحانه تليق به وتناسب كماله، ولا يشبهه فيها شيء، فأسماؤه سبحانه أعلام عليه ونعوت له عز وجل، ومنها : الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن.. إلى غير ذلك من أسمائه سبحانه الواردة في كتابه الكريم وفي سنة رسوله الأمين، فالواجب إثباتها له سبحانه على الوجه اللائق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وهذا هو معنى قول أئمة السلف كمالك والثوري والأوزاعي وغيرهم: أمروها كما جاءت بلا كيف.

والمعنى أن الواجب إثباتها لله سبحانه على الوجه اللائق به سبحانه، أما كيفيتها فلا يعلمها إلا الله سبحانه، ولما سئل مالك رحمه الله عن قوله تعالى : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. [طه:5] كيف استوى؟ أجاب رحمه الله بقوله : الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، يعني بذلك رحمه الله : السؤال عن الكيفية، وقد روي هذا المعنى عن شيخه ربيعة بن أبي عبدالرحمن، وعن أم سلمة رضي الله عنها، وهو قول أئمة السلف جميعا، كما نقله عنهم غير واحد من أهل العلم، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في: "العقيدة الواسطية" وفي : "الحموية" و"التدمرية" وفي غيرها من كتبه رحمه الله. هكذا نقله عنهم العلامة ابن القيم رحمه الله في كتبه المشهورة، ونقله عنهم قبل ذلك أبو الحسن الأشعري رحمه الله .اه

(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (6/ 277)).

وسئل أيضا رحمه الله :

هل يجوز دعاء الصفة من صفات الله؟

فأجاب :

ما يجوز دعاء الصفة إنما يتوسل بها اللهم إني أسألك بمحبتك أعوذ بالله برضاه من سخطه وبعفوه من عقوبته .

أما أن تُسأل : لا تُسأل

 ما قال : يا عين الله افعل بنا، يا يد الله ارزقنا، أو يا كلام الله انصرنا، لا، قال : يا الله يا رحمن يا رحيم، يسأل باسمه جل وعلا، الصفات لا تُسأل بإجماع المسلمين، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله، وإنما يُتوسل بها، ويُستعاذ بها، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، برحمتك أستغيث يا ربي، وما أشبه ذلك .اه


 أسماء الله وصفاته توقيفيّة

فلا يجوز لنا أن نطلق على الله تعالى اسماً أو صفةً إلاّ إذا ورد نصٌ من الشارع بذلك .

قال ابن القيم رحمه الله :

 ما يُطلقُ عليه سبحانه في باب الأسماء والصفات لابد أن يكون توقيفياً فلا نطلق عليه اسماً ولا نصفه بصفة إذا لم يرد ذلك بكتابٍ أو سُنّة.

 أمّا في باب الإخبار فلا يجب أن يكون توقيفياً كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه وقال : هذا فصل الخطاب .انتهى.

"بدائع الفوائد"(1/ 62)


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات