">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع ا

ما حكم إلزام الوالدين لابنهما بالزواج بمن لا يحبها؟


إلزام الوالدين لابنهما بالزواج من فتاة لا يرغب فيها يعد موضوعًا حساسًا ومثيرًا للجدل.

* الشريعة الإسلامية وضعت ضوابط واضحة تحمي حقوق كل من الأبناء والآباء، 

خاصة فيما يتعلق بأمور الزواج، الذي يعتبر شراكة طويلة الأمد تتطلب القبول والرضا من الطرفين.

▣▣ الحكم الشرعي في إلزام الابن بالزواج بمن لا يريدها.

* لا يجوز شرعًا للوالدين إجبار الابن على الزواج من فتاة لا يرغب فيها، سواء كان السبب اختلافًا في الدين، الأخلاق، أو المظهر.
 
* فالزواج في الإسلام قائم على المودة والرحمة، كما ذكر الله تعالى :

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً". (الروم: 21).

* إجبار الأبناء على الزواج من شخصيات لا تتوافق مع رغباتهم أو قناعاتهم يؤدي غالبًا إلى مشكلات نفسية واجتماعية، 

وربما ينتهي بزواج غير ناجح، خاصة إذا كان الاختيار مبنيًا على اعتبارات اجتماعية أو تقليدية، مثل : "هي ابنة أخي"، أو "لأنها من قبيلتنا".

* فإن كان الابن مقتنعاً بصلاح الزوجة وأرادها، فمن حقه الزواج بها حتى لو اعترض والده، 

وذلك لأن طاعة الوالد لا تجب في الأمور التي لا تسبب ضرراً له، وفيها منفعة للابن.

* مع ذلك، يُنصح الابن في هذه المواقف أن يتعامل مع والده بحكمة ولطف، 

فعليه أن يحاول إقناع أبيه بهدوء، وأن يسعى لتوضيح وجهة نظره بحسن أسلوب ومراعاة لمشاعر والده.

▣▣ رأي العلماء في المسألة :

- جاء في "كشاف القناع" (5/8) :

ليس لأبويه إلزامه بنكاح من لا يريد نكاحها له، لعدم حصول الغرض بها، فلا يكون عاقا بمخالفتهما في ذلك، كأكل ما لا يريد أكله. انتهى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله :

وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد ، فإن امنتع فلا يكون عاقاً ، كأكل ما لا يريد. ينظر: (الإختيارات ( 344 )).

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

هل من بر الوالدين طاعتهم في الزواج من امرأة اختاروها لي، لا أرغب الاقتران بها؟

الجواب :

...لا يجوز لهما إلزامك بامرأة تكرهها، هذا لا يجوز لهما، والله -جل وعلا- أوجب عليهما الإنصاف والعدل، 

فليس لهما إجبارك على ما يضرك، وأنت أيضًا لا يلزمك طاعة الوالدين في غير المعروف : 

إنما الطاعة في المعروف وليس من المعروف أن تطيعهما في امرأة لا ترضاها، ولا تناسبك .

أما إذا كنت ترضاها وتناسبك، وأحبا أن تتزوجها؛ فهذا خير إلى خير؛ تطيعهما؛ لأنها مصلحة ظاهرة، 

أما امرأة لا ترضاها؛ إما لضعف دينها، وإما لعدم جمالها، وإما لأسباب أخرى تعلم من نفسك أنك لا ترغب فيها، 

وتخشى من أن تخسر بدون فائدة، فإنه لا يلزمك، ولا يجوز لهما إلزامك، 

ولكن تسترضيهما بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن؛ حتى يخضعا لقولك، وحتى يرضيا بالمرأة المناسبة، نسأل الله للجميع الهداية. ينظر: (فتاوى نور على الدرب).

▣▣ نصيحة للأهل :

* للآباء : تفهموا رغبات أبنائكم، ولا تضغطوا عليهم في اختيار شركاء حياتهم ،

لأن الزواج رحلة طويلة، ومن حق الأبناء اختيار من يشاركونهم هذه الرحلة.

▣▣ خاتمة :

إجبار الوالدين لابنهم على الزواج بمن لا يرغب فيها يعد تصرفًا غير جائز شرعًا. 

على كل طرف أن يتفهم حقوق الآخر، وأن تُبنى العلاقة الأسرية على الاحترام والتفاهم. 


والله اعلم


* شارك الموضوع ليستفيد غيرك، أو قم بالتعليق إذا أعجبك

اقرأ أيضا:


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات