القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

هل الزواج مقدر ومكتوب أم هو اختيار شخصي؟


 يؤمن المسلمون بأن كل شيء في الحياة مقدر ومكتوب بما في ذلك الزواج ،

فهو مثل سائر الأشياء المقدرة التي قدرها الله وكتبها في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله الخلق ، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة . رواه مسلم. 

فقد كتب الله عز وجل أقدار الخلائق في اللوح المحفوظ وهي واقعة وفق ما قضى الله عز وجل وقدر، وهي كتابة علم وإحاطة بما سيكون وليست كتابة جبر وإكراه.

ولكن هذا لا ينفي أن للعبد إرادة واختياراً، فالرجل له الحرية والإختيار فى الزواج فيمن يريد من النساء وكذلك المرأة أيضا وكل شيء بقدر،

فإن سعى الرجل من الزواج من فلانة وتزوجها فهو مقدر ومكتوب وإن لم يتزوجها فهو أيضا مقدر ومكتوب ،

فالزواج راجع لاختيار كل من الرجل والمرأة ؛ ولذلك قال - عليه السلام - : " إذا جاءكم مَن ترضَون دينه وخلقه فزوِّجوه ، إلا تفعلوا تَكُنْ في الأرض فتنة وفساد عريض ". حسنه الشيخ الألباني.

فعلى العبد أن يجتهد في الأسباب المشروعة فى الزواج وغيره ويتوكل على الله فى ذلك كما يلتمس ذلك فى الرزق ،  لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : اعملوا فكل ميسر لما خلق له . متفق عليه.

فنحن نسعى ونبحث ونختار بإرادتنا من نريد الزواج به ، وهذه الإرادة إن وافقت ما قدّره الله تم الزواج ، وإلا ذهب كل واحد إلى حال سبيله؛ لأن هذا الزوج أو الزوجة ليست من رزقه الذي قدره الله.

إلا أنك تجد كثير من الناس يلقون اللوم على النصيب والمكتوب عندما تفشل علاقتهم الزوجية، بينما الحقيقة أن الأمر يعود إلى الإنسان وطريقة اختياره لشريك حياته، 

وهل سلك المنهج الصحيح في الاختيار أم لا؟!، أي أن الإنسان يمتلك حرية الاختيار ومن ثم عليه أن يتحمل نتائج اختياره كاملة دون إلقاء اللوم وسوء اختياره على النصيب والقدر.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

كل الأشياء قسمة ونصيب، كلها بأمر الله، كلها بإذن الله، كلها مقدرة، قدر الله الزواج وقدر الأولاد وقدر كل شيء من أعمال العباد، 

يقول جل وعلا : إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ. [القمر:49] ويقول النبي ﷺ : إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء ،

كل شيء مقدر، ولكن لا يمنع من تعاطي الأسباب، أنت مأمور بالأسباب مأمور بأن تتزوج تلتمس الفتاة الصالحة، تلتمس الأسباب أسباب الرزق من زراعة من تجارة من نجارة حدادة خياطة غير ذلك،

أنت مأمور بالأسباب وكله بقدر،

إذا زرعت الأرض فهو بقدر، إذا تزوجت فهو بقدر، إذا جاء لك ولد فهو بقدر، إذا كنت تستعمل النجارة فهو بقدر، الحدادة بقدر، كونك بناء عامل بقدر، كل شيء بقدر،

فعليك أن تعمل الأسباب وتحرص تجتهد في طلب الرزق وفي فعل الخيرات والله جل وعلا هو الموفق الهادي، تسأل ربك الإعانة والتوفيق،

فإذا صليت مع الجماعة فهو بقدر وإذا تعلمت القرآن وحفظته فهو بقدر، وإذا تعلمت العلم فهو بقدر، وإذا سلمت على فلان فهو بقدر،

وإذا رددت السلام عليه فهو بقدر، وإذا زرت أخاك في الله فهو بقدر، وإذا عدت المريض فهو بقدر وهكذا كل شيء بقدر،

لكن أنت مأمور بتعاطي الأسباب النافعة، والحذر من الأسباب الضارة، أنت مأمور بهذا والله الموفق والهادي سبحانه وتعالى . انتهى من (فتاوى نور على الدرب).

إذن معنى أن الزواج مقدر ومكتوب أو قسمة ونصيب هو أن زواج فلان وفلانة مقدر ومكتوب وسابق في علم الله عز وجل وقد كتبه الله قبل وقوعه،

ولم يجبر الناس على اختياره والناس لا يعلمون شيئا عن هذا المكتوب إلا بعد وقوعه ولم يخبر ربنا الناس بهذه الأمور وترك لهم الحرية الكاملة فيما يختارون .


والله اعلم


اقرأ أيضا..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى. اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات