">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

 يُعدّ الزواج من أكثر القضايا التي يتساءل حولها الناس :

هل الزواج قسمة ونصيب أم اختيار؟ وهل ارتباط الرجل بالمرأة مكتوب ومقدر من عند الله، أم أن للإنسان دورًا في اختيار شريك حياته؟

▣▣ معنى أن "الزواج قسمة ونصيب":

✔ المقصود بأن الزواج "قسمة ونصيب" أو "مكتوب" : هو أن زواج فلان وفلانة أمر مقدر في علم الله سبحانه وتعالى،

فقد كتب الله كل شيء قبل وقوعه، لكنه لم يجبر الناس على الاختيار، بل ترك لهم حرية القرار.

 فالإنسان لا يعلم ما هو مكتوب إلا بعد وقوعه، ولهذا كان عليه أن يسعى ويبذل الأسباب، ثم يتوكل على الله.

▣▣ هل الزواج مكتوب في اللوح المحفوظ؟

✔ نعم، الزواج مثل الرزق والأجل وكل شيء في الحياة، مكتوب ومقدر قبل خلق السماوات والأرض،

لقول النبي ﷺ: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة". (رواه مسلم).

◄ فقد كتب الله عز وجل أقدار الخلائق في اللوح المحفوظ وهي واقعة وفق ما قضى الله عز وجل وقدر، وهي كتابة علم وإحاطة بما سيكون، وليست كتابة جبر وإكراه، 

فهذه الكتابة ليست جبرًا على العباد، وإنما هي علم الله بما سيكون، مع منح الإنسان إرادة واختيارًا في حياته.

▣▣ هل الإنسان يختار شريك حياته؟

✔ نعم، الإنسان حرية في الاختيار، فالرجل يبحث عن الزوجة الصالحة، والمرأة تختار الزوج الصالح، وكلاهما يستخدم عقله وإرادته في اتخاذ القرار،

فإن تم الزواج فهو بقدر الله، وإن لم يتم فهو أيضًا بقدر الله.

✅ قال النبي ﷺ: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض". [صحيح الترمذي-رقم : 1084].

◄ وهذا دليل على أن الاختيار مطلوب، وأن حسن أو سوء الاختيار مسؤولية الإنسان نفسه.

 فنحن نختار شريك حياتنا بإرادتنا، فإن وافق اختيارنا ما قدره الله تم الزواج، وإن لم يوافق افترقنا؛ لأنه ليس من رزقنا المكتوب.

▣▣ لماذا يلوم البعض النصيب بعد فشل الزواج؟

● كثير من الناس يبرر فشل زواجهم بعبارة "هذا نصيب"، بينما الحقيقة أن الاختيار الخاطئ أو الاستعجال في القرار هو السبب.

● فالإنسان مسؤول عن حسن الاختيار، فمن اختار شريك حياته بناءً على الدين والخلق وأحسن السعي، كان زواجه موفقًا بإذن الله،

أما من أهمل الأسباب واختار بطريقة خاطئة، فعليه أن يتحمل نتيجة قراره، ولا يلقي باللوم على "النصيب".

◄ ومع ذلك، لا ننكر أن ما قدره الله على الإنسان واقع لا مفر منه؛ فقد يخطب الرجل امرأة يظنها صالحة،

ثم مع مرور الزمن يظهر خلاف ذلك، فيكون هذا نصيبه الذي قدره الله، رغم أنه اجتهد وبذل الأسباب. ينظر: (سلسلة الهدى والنور-(134)).

▣▣ أقوال العلماء في مسألة الزواج قسمة ونصيب:

★ قال الشيخ الألباني رحمه الله :

كل شيء مكتوب قبل ما ينخلق الخلق ، كل شيء ، سواء كان هذا الشيء يفعله الإنسان باختياره أو يرغم عليه ارغاماً من غيره ، آه كل شيء مسجل في اللوح المحفوظ ولا بد.

.. هو يأخذها ما يأخذها هي تأخده ولا ما تاخده هذا راجع لاختيار كل من الرجل والمرأة ولذلك قال عليه السلام : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن في الأرض فتنة وفساد عريض ).

فكثير من الناس بيجيهم خاطب مسلم لكنه فقير ما بيرضوا يزوجوا بنتهم فيه هذا ما حدا أرغمه أنه ما يرضى بينما ولي بنت آخر بيجيه خاطب فاسق فاجر لكنه غني بيرضى فيه،

هذا كله مقدر لكن في شيء له اختيار في الإنسان... ينظر: (فتاوى عبر الهاتف والسيارة-(077)).

★ قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

كل الأشياء قسمة ونصيب، كلها بأمر الله، كلها بإذن الله، كلها مقدرة، قدر الله الزواج وقدر الأولاد وقدر كل شيء من أعمال العباد، 

يقول جل وعلا : إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ. [القمر:49] ويقول النبي ﷺ : إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء ،

كل شيء مقدر، ولكن لا يمنع من تعاطي الأسباب، أنت مأمور بالأسباب مأمور بأن تتزوج تلتمس الفتاة الصالحة، تلتمس الأسباب أسباب الرزق من زراعة من تجارة من نجارة حدادة خياطة غير ذلك،

أنت مأمور بالأسباب وكله بقدر،... أنت مأمور بتعاطي الأسباب النافعة، والحذر من الأسباب الضارة، أنت مأمور بهذا والله الموفق والهادي سبحانه وتعالى. ينظر: (فتاوى نور على الدرب).

★ قال الشيخ العثيمين رحمه الله:

وكما أن الرزق مكتوب مقدر بأسبابه، فكذلك الزواج مكتوب مقدر، وقد كتب لكل من الزوجين أن يكون زوج الآخر بعينه، والله -تعالى- لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. ينظر : (مجموع فتاوى العثيمين ٢\(٩٧)).

▣▣ الأسئلة الشائعة حول الزواج والقدر:

▪️ هل الزواج مكتوب أم باختيار الإنسان؟

الجواب : الزواج مكتوب في علم الله، لكن الإنسان يملك حرية السعي والاختيار.

▪️ هل فشل الزواج بسبب النصيب؟

الجواب : غالبًا فشل الزواج يرجع إلى سوء الاختيار، وليس النصيب فقط.

▪️ لماذا نسعى إذا كان كل شيء مقدر؟

الجواب : لأن السعي جزء من القدر، والإنسان مأمور بالأخذ بالأسباب.

▣▣ الخلاصة :

✔ الزواج قسمة ونصيب لأنه مقدر في علم الله.

✔ لكنه أيضًا اختيار شخصي لأن الإنسان مأمور بالسعي والأسباب.

✔ القدر لا يلغي مسؤولية الإنسان عن اختياراته.

✔ قال تعالى : ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾. [القمر: 49]. فاسعَ لاختيار الزوج أو الزوجة الصالحة، وتوكل على الله، فكل شيء بقدر.


والله اعلم

اقرأ أيضا :


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات