✅ يتساءل الكثير عن حكم قول : «الله موجود» وهل في العبارة محذور شرعي؟
هذه المسألة تُثار أحيانًا بسبب توهم أن كلمة "موجود" على وزن "مفعول" تستلزم وجود مُوجِد.
✅ في هذا المنشور الموثّق سنوضح حكم العبارة، ومعنى صفة الوجود لله تعالى، وأقوال كبار العلماء.
هل يصح قول "الله موجود"؟
● القول بأن الله موجود : لا خطأ فيه ولا محذور، فيجوز القول بأنه موجود ويُخبَرُ عنه بذلك في الكلام، لأنه وجود الله معلوم من الدين بالضرورة.
● "والوجود" صفة من صفاته بإجماع المسلمين، ولا ينازع في إثبات صفة الوجود لله تعالى أحد من المسلمين، ولذلك، يُذكر ويُوصف بها، ولكن ليس "الوجود" اسماً، بل صفة.
لماذا لا تنطبق عبارة "كل موجود لا بد له من مُوجِد" على الله؟
✔ لا تنطبق عبارة "كل موجود لا بد له من مُوجِد" على الله لأنها عبارة خاصة بالمخلوقات فقط، لأن كل مخلوق يحتاج إلى خالق يُوجده.
✔ لا تقال هذه العبارة فى حق الله، لأن الله سبحانه وتعالى هو واجب الوجود الذي لا يحتاج إلى سبب أو مُوجِد.
ما الفرق بين وجود الله ووجود المخلوقات؟
1- وجود الله : هو وجود واجب ذاتيٌّ لا يسبقه عدم ولا يلحقه عدم، فهو سبحانه : {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}.
2- أما وجود المخلوقات : فهو وجود حادث يحتاج إلى مُوجِد يوجده.
3- الخلط بين النوعين يؤدي إلى أخطاء عقدية : وذلك أن من ينفي عن الله صفة الوجود يلزمه – لزوماً باطلًا – نفي وجود الله نفسه، وهذا من أبطل الباطل.
أقوال العلماء في إثبات صفة الوجود لله تعالى.
★ قال شيخ الإسلام رحمه الله :
وهو سبحانه قديم واجب الوجود ، رب كل شيء ومليكه ، هو الخالق وما سواه مخلوق. ينظر: "بيان تلبيس الجهمية" (1/304).
★ وقال أيضاً رحمه الله :
فإن الله موجود حقيقةً ، والعبد موجود حقيقةً ، وليس هذا مثل هذا. ينظر: "مجموع الفتاوى" (5/198) .
★ وقال ابن القيم رحمه الله :
... ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيا؛ كالقديم، والشيء، والموجود... ينظر: ((بدائع الفوائد)) (1/285).
★ وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :
بماذا نرد على من يقولون إن كلمة الله موجود على وزن مفعول ؟
فأجاب :
هذا ليس فيه شيء، لأن موجود هذه في الصيغة فقط ، وليس موجود هنا بمعنى مُوجَد، لو كان بمعنى مُوجَد ما صح لأنه يقتضي أن يكون أحد خلقه،
أما من الموجود بمعنى أنه كائن فهذا ليس فيه شيء، ولا يدل على الحدوث بعد العدم إطلاقاً. نعم. انتهى.
https://www.youtube.com/watch?v=Z57EqvIUG-k
★ وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :
وجود الله معلوم من الدين بالضرورة، وهو صفة لله بإجماع المسلمين، بل صفة لله عند جميع العقلاء حتى المشركين لا ينازع في ذلك إلا ملحد دهري.
ولا يلزم من إثبات الوجود صفة لله أن يكون له مُوجِد ؛ لأن الوجود نوعان :
الأول: وجود ذاتي وهو ما كان وجوده ثابتاً له في نفسه لا مكسوباً له من غيره، وهذا هو وجود الله سبحانه وصفاته،
فإن وجوده لم يسبقه عدم ولا يلحقه عدم : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }. ([الحديد: 3])،
الثاني: وجود حادث وهو ما كان حادثاً بعد عدم، فهذا الذي لا بد له من مُوجِد يوجده وخالق يحدثه وهو الله سبحانه،
قال تعالى : " الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل * له مقاليد السماوات والأرض ". [الزمر: 62- 63]،
وقال تعالى : " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون ". [الطور: 35- 36].
وعلى هذا يوصف الله تعالى بأنه موجود ويخبر عنه بذلك في الكلام فيقال : الله موجود، وليس الوجود اسماً، بل صفة. ينظر: ((فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى)) (3/190).
الأسئلة الشائعة :
هل الوجود اسم من أسماء الله؟
الوجود صفة وليست اسمًا من أسماء الله الحسنى.
هل يدل لفظ "موجود" على أن الله مُحدَث؟
أجمع العلماء على أنه لا يدل على الحدوث، لأن كلمة موجود هنا بمعنى الكائن.
ما معنى أن الله "واجب الوجود"؟
أي أن وجوده ذاتي لا يحتاج فيه إلى مُوجِد.
الخلاصة :
– عبارة “الله موجود” صحيحة شرعًا ولغويًا، وهي من باب الإخبار، وليست اسمًا من أسمائه سبحانه.
– وجود الله وجود واجب ذاتي، بينما وجود المخلوقات حادث يحتاج إلى موجِد.
– أقوال العلماء متفقة على جواز إطلاق الوجود على الله من باب الخبر، لا من باب الأسماء التوقيفية.
والله اعلم

تعليقات
إرسال تعليق