القول بأن الله موجود : لا خطأ فيه ولا محذور، فيجوز القول بأنه موجود ويُخبَرُ عنه بذلك في الكلام،
لأنه وجود الله معلوم من الدين بالضرورة،
"والوجود" صفة من صفاته بإجماع المسلمين، ولا ينازع في إثبات صفة الوجود لله تعالى أحد من المسلمين،
ولذلك، يُذكر ويُوصف بها، ولكن ليس "الوجود" اسماً، بل صفة.
** وأما عبارة " كل موجود لابد له من واجد " هي صحيحة عندما نتحدث عن المخلوقات، لأن كل مخلوق يحتاج إلى خالق يُوجده،
ولكن هذه العبارة لا تنطبق على الله تعالى، لأن الله سبحانه وتعالى هو واجب الوجود الذي لا يحتاج إلى سبب أو مُوجِد.
** فليتنبه الذين ينفون عن الله تعالى صفة الوجود ، فإنه يلزم من ذلك نفي وجود الله تعالى .
- قال شيخ الإسلام رحمه الله :
وهو سبحانه قديم واجب الوجود ، رب كل شيء ومليكه ، هو الخالق وما سواه مخلوق. ينظر: "بيان تلبيس الجهمية" (1/304).
- وقال أيضاً رحمه الله :
فإن الله موجود حقيقةً ، والعبد موجود حقيقةً ، وليس هذا مثل هذا. ينظر: "مجموع الفتاوى" (5/198) .
- وقال ابن القيم رحمه الله :
تفرد الحق تعالى بالوجود أزلا وأبداً ، وأنه الأول الذي ليس قبله شيء ، والآخر الذي ليس بعده شيء ، ووجود كل ما سواه قائم به ، وأثر صنعه
، فوجوده هو الوجود الواجب الحق الثابت لنفسه أزلا وأبدا.....
فوجوده تعالى وجود ذاتي .... ليس مع الله موجود بذاته سواه ، وكل ما سواه فموجود بإيجاده سبحانه. ينظر: "مدارج السالكين" (3/34) .
- وقال أيضاً رحمه الله :
... ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيا؛ كالقديم، والشيء، والموجود... ينظر: ((بدائع الفوائد)) (1/285).
- وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :
بماذا نرد على من يقولون إن كلمة الله موجود على وزن مفعول ؟
فأجاب :
هذا ليس فيه شيء، لأن موجود هذه في الصيغة فقط ، وليس موجود هنا بمعنى مُوجَد،
لو كان بمعنى مُوجَد ما صح لأنه يقتضي أن يكون أحد خلقه،
أما من الموجود بمعنى أنه كائن فهذا ليس فيه شيء، ولا يدل على الحدوث بعد العدم إطلاقاً . نعم. انتهى.
https://www.youtube.com/watch?v=Z57EqvIUG-k
- وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :
وجود الله معلوم من الدين بالضرورة، وهو صفة لله بإجماع المسلمين، بل صفة لله عند جميع العقلاء حتى المشركين لا ينازع في ذلك إلا ملحد دهري.
ولا يلزم من إثبات الوجود صفة لله أن يكون له مُوجِد ؛ لأن الوجود نوعان :
الأول: وجود ذاتي وهو ما كان وجوده ثابتاً له في نفسه لا مكسوباً له من غيره، وهذا هو وجود الله سبحانه وصفاته،
فإن وجوده لم يسبقه عدم ولا يلحقه عدم : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }. ([الحديد: 3])،
الثاني: وجود حادث وهو ما كان حادثاً بعد عدم، فهذا الذي لا بد له من مُوجِد يوجده وخالق يحدثه وهو الله سبحانه،
قال تعالى : " الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل * له مقاليد السماوات والأرض ". [الزمر: 62- 63]،
وقال تعالى : " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون ". [الطور: 35- 36].
وعلى هذا يوصف الله تعالى بأنه موجود ويخبر عنه بذلك في الكلام فيقال : الله موجود، وليس الوجود اسماً، بل صفة. ينظر: ((فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى)) (3/190).
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق