">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع ال

11 دليلاً على عدم كفر تارك الصلاة كسلاً


تاركو الصلاة تهاونًا أو كسلاً يُعدون من مرتكبي الكبائر فى الإسلام عند جمهور العلماء ، 

إلا أن بعض العلماء يرون أن ترك الصلاة تهاونا أو كسلا، كفر مخرج من الملة.

** ولكن الرأي الغالب لفقهاء أهل السنة والجماعة وهو الصحيح إن شاء الله: 

أن تارك الصلاة تهاونًا أو كسلاً فاسقٌ مرتكبٌ لكبيرة من أعظم الكبائر يستحق عليها القتل من قبل الحاكم المسلم ، 

ولكنه ليس بكافر طالما لم يُنكر فرضية الصلاة.

** وأما لو خير تارك الصلاة كسلا ًفى الدنيا من قبل الحاكم المسلم بين القتل والتوبة بالرجوع إلى المحافظة على الصلاة ،

فاختار القتل عليها فقتل فهو في هذه الحالة يموت كافراً على الصحيح، ولا يدفن في مقابر المسلمين ،

لأنه يمتنع أن يعرض السيف على أحد ممن ترك الصلاة فيختار الموت على الصلاة وفي قلبه مثقال ذرة من إسلام .

** حكمه بعد الموت :

 فإن مات الشخص تاركًا للصلاة كسلاً على ذلك قبل أن يُستتاب فهو من أهل الكبائر، 

وكان في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، وهذا هو قول جمهور الفقهاء.

** بعض الأدلة من الكتاب والسنة :

** الدليل الأول: نصوص تدل على أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، وعلى أن من قال : لا إله إلا الله، دخل الجنة؛ منها:

 1 - قال تعالى : ( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ). سورة هود : 106-107.

* فعن ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن أيضا : أن الاستثناء عائد على العصاة من أهل التوحيد ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين من الملائكة والنبيين والمؤمنين حين يشفعون في أصحاب الكبائر، 

ثم تأتي رحمة أرحم الراحمين فتخرج من النار من لم يعمل خيرا قط وقال يوما من الدهر : لا إله إلا الله. 

كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله - بمضمون ذلك من حديث أنس ، وجابر ، وأبي سعيد  وأبي هريرة ، 

وغيرهم من الصحابة ولا يبقى بعد ذلك في النار إلا من وجب عليه الخلود فيها ولا محيد له عنها. وهذا الذي عليه كثير من العلماء قديما وحديثا في تفسير هذه الآية الكريمة. ينظر: (تفسير ابن كثير).

2 - قال تعالى في الحديث القدسي : " ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة ثم لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة ". (أخرجه مسلم (2687)).

* فمن جاء مع التوحيد بقراب الأرض خطايا لقيه الله بقرابها مغفرة ، لكن هذا مع مشيئة الله -عز وجل- 

فإن شاء غفر له، وإن شاء أخذه بذنوبه، ثم كان عاقبته أن لا يخلد في النار، بل يخرج منها، ثم يدخل الجنةيُنظر: ((جامع العلوم والحكم)) (2/ 417).

3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه-أن النبي  : (أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة). أخرجه مسلم (27) مطولا.

4 - قال : « كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد، فلما احتضر قال لأهله: انظروا إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمما ، ثم اطحنوه، ثم اذروه في يوم راح . 

فلما مات فعلوا ذلك به، فإذا هو في قبضة الله، فقال الله عز وجل: يا ابن آدم، ما حملك على ما فعلت؟ 

قال : أي رب من مخافتك. قال : فغفر له بها، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد ». (( السلسلة الصحيحة-رقم : 3048 )) و(تخريج المسند لشعيب-رقم : (8040 )).

* قوله :"لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد". أي : لم يأت بشيء من أعمال الجوارح- كالصلاة وغيرها. ينظر: ("مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" 8/ 178).

* دل الحديث على : أن الموحد لا يخلد في النار مهما كان فعله مخالفاً لما يستلزمه الإيمان ويوجبه من الأعمال؛ كالصلاة ونحوها من الأركان العملية.

** الدليل الثاني: نصوص فيها التصريح بعدم دخول الموحد النار أو خلوده فيها إن دخلها، مع تصريحها بارتكابه الكبائر؛ منها:

5 - حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي  أنه قال :(أتاني جبريل عليه السلام فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق)أخرجه البخاري (1237)، ومسلم (94) مطولا.

* دل الحديث على أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار، وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها، وختم لهم بالخلود في الجنة. ينظر: ((شرح مسلم)) (2/97).

6 - قال ﷺ : خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن ولم يضيع منهم شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة( صحيح الترغيب رقم: 370).

* ففى الحديث : وكل أمر التارك إلى مشيئته تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له فهو داخل تحت المشيئة ، والكافر لا يدخل تحت المشيئة، فانتبه .

قال صلى الله عليه وسلم : مَن قال : لا إلهَ إلا اللهُ ؛ نَفَعتْه يومًا من دهرِه ، يُصيبُه قبلَ ذلكَ ما أصابَه(صحيح الترغيب-رقم : 1525).

والمعنى : أن من قالها بلسانه، واعتقد بقلبه أنه لا معبود بحق إلا الله؛ وقرنها بالإقرار أن محمدا رسول الله، فإنها تنفعه يوم القيامة؛ حيث تنجيه من الخلود في النار. ينظر : (الدررالسنية-الموسوعة الحديثية).

قال رسول الله ﷺ : إن الله سيُخَلِّصُ رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سِجلًّا ، كل سجل مثل مد البصر 

ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟يقول : لا يا رب ، فيقول : أفلك عذر ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول : بلى ، إن لك عندنا حسنة ، وإنه لا ظلم عليك اليوم ، 

فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فيقول : احضر وزنك فيقول يا رب ، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ 

فقال : فإنك لا تظلم ، قال : فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، ولا يثقل مع اسم الله شيء. (صحيح الترمذي-رقم: (2639)).

* وهذا حال من قالها بإخلاص وصدق ، كما قالها هذا الشخص، وليس تقليدا أو عادة

وإلا؛ فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم كانوا يقولون : لا إله إلا الله، ولم يترجح قولهم على سيئاتهم، كما ترجح قول صاحب البطاقة.

** الدليل الثالث: نصوص صريحة مُحكمة في خروج من دخل النار من الموحدين بالشفاعة وبغيرها، فلو كان مرتكب الكبائر كافرا لما خرج من النار، منها:

9 - قال رسول الله ﷺ : " لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجّل كل نبي دعوته وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، 

فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً ". أخرجه مسلم في "صحيحه". 

10 -  عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي  قال : حتى إذا خلص المؤمنون من النار ،... فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم. فتحرم صورهم على النار ، فيخرجون خلقا كثيرا ...

فيقول : ارجعوا ، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ...

ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه. فيخرجون خلقا كثيرا...

ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه . فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها خيرا ...

فيقول الله عز وجل : شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، وشفع المؤمنون ، ولم يبق إلا أرحم الراحمين ،

فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط ، قد عادوا حمما ، 

فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة ، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ، 

فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة ، هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قَدَّمُوهُ. (رواه مسلم  (رقم/183)).

* دل الحديث على : أن المؤمنين كما شفعهم الله في إخوانهم المصلين والصائمين وغيرهم في المرة الأولى، فأخرجوهم من النار بالعلامة، 

فلما شُفِّعوا في المرات الأخرى، وأخرجوا بشراً كثيراً؛ لم يكن فيهم مصلون بداهة، وإنما فيهم من الخير كل حسب إيمانه،

وهذا ظاهر جداً لا يخفى على أحد إن شاء الله تعالى،

وهذا يدل على أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيرا قط بجوارحهم. ينظر: ( كتاب : التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار- لابن رجب).

وعلى ذلك؛ فالحديث دليل قاطع على أن تارك الصلاة- إذا مات مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله- لا يخلد في النار مع المشركين،

وأنه داخل تحت مشيئة الله تعالى في قوله : { إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء }. (النساء:٤٨). 

11 - ويشهد لهذا : حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في الشفاعة وفيه يقول رسول الله ﷺ :... فأنطلق فأستأذن على ربي، فيؤذن لي،...

فيقال : انطلق، فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة ، أو شعيرة من إيمان، فأخرجه منها، فأنطلق فأفعل،... 

فيقال لي : انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها، فأنطلق فأفعل،... 

فيقال لي : انطلق فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل.

إلى أن قال : .. فأقول : يا رب، ائذن لي فيمن قال : لا إله إلا الله، قال : ليس ذاك لك، أو قال : ليس ذاك إليك، ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي وجبريائي، لأخرجن من قال : لا إله إلا الله.

إذن حديث أنس يفيد أن الشفاعة تتناول أصنافاً:

الصنف الأول : من كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان.

الثاني : من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.

الثالث : من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان.

 فهذه الأصناف الثلاثة من أمة محمد أدخلوا النار بذنوبهم، وأخرجهم الله من النار بشفاعة رسول الله --.

الرابع : صنف يشفع فيهم النبي -ﷺ- وهم من قال : "لا إله إلا الله"، فيقول الله له : " ليس ذاك لك ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي وجبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا الله ".

والصنف الرابع الأخير : أُخرجوا بعزة الله وكبريائه وعظمته وجبريائه ورحمته، وهذا يَدُلُّ على عَظَمة وأهمِّيَّة فضل التَّوحيد، 

ويُحمَلُ هذا على مَن قال تلك الكلمة وأهمَل العمل بمُقتَضاها، 

فيَخرُجُ المُنافِق لوُجود التَّصميم منه على الكُفرِ؛ بدليلِ ما جاءَ في روايةٍ في الصَّحيحَينِ : «إلَّا مَن حبَسَه القرآنُ»، أي : وَجَبَ عليه الخُلودُ. انتهى.

* إذن كل هذه الأحاديث السابقة تدل على أن الشفاعة تتناول كل موحد لم يشرك بالله شيئاً.

* أن مجرد قول الشهادة في الدنيا بإخلاص ينجي صاحبها من الخلود في النار، ولذلك طلبها النبي  من عمه وهو يحتضر- كما عند البخاري.

* لولا هذه الأحاديث العظيمة، وقول الله : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، لكفرنا تارك الصلاة كسلا ًالكفر الأكبر الذي يخرج صاحبه من الإسلام.

** الخلاصة

الصلاة هي أحد أعظم أركان الإسلام وأهمها وترك الصلاة من أعظم الذنوب التي توعد الله مرتكبها بعقوبات شديدة في الآخرة، 

فقد ذكر الله في القرآن الكريم جزاء الذين يستهينون بالصلاة، حيث قال تعالى: "فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ". [سورة الماعون: 4-5].

 لذا، ينبغي لكل مسلم أن يعِي عواقب ترك الصلاة، ويبادر بالتوبة والعودة إلى الله عز وجل، 

مع السعي الدائم للمحافظة على هذا الركن العظيم، لأنها مفتاح الفوز بالجنة والنجاة من النار.




والله اعلم

* شارك الموضوع ليستفيد غيرك، أو قم بالتعليق إذا أعجبك


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق