">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع هل فتن

تعرف على أهم 5 أسباب شرعية لجلب الرزق وزيادته


الرزق هو أحد أهم اهتمامات الإنسان في حياته، وقد شرع الله تعالى لعباده أسباباً لجلب الرزق وتوسيعه.


** هذه الأسباب لا تقتصر على العمل والإجتهاد المادي فقط، بل تشمل أموراً شرعية وأخلاقية مرتبطة بطاعة الله والسير على منهجه.


** في هذا الموضوع، سنتناول الأسباب الشرعية لجلب الرزق مدعومة بالأدلة الشرعية وأقوال أهل العلم، وكيف يمكن لهذه الأسباب أن تغير حياتك للأفضل.


** الأسباب الشرعية الخمسة لجلب الرزق :


1- الإستغفار والإكثار منه

الإستغفار سبب مهم لتوسيع الرزق بالمال والولد، وإزالة الكربات، كما جاء في قول الله تعالى : ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ۝ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ۝ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾. (نوح: 10-12).

* وفي هذه الآية دليل على أن الاستغفار من أعظم أسباب المطر، وحصول أنواع الأرزاق، ولهذا قال : ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات : يعني بساتين. ويجعل لكم أنهارا جارية. 

قال عطاء : المعنى يكثر أموالكم وأولادكم. أعلمهم نوح عليه السلام أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة، الخصب والغنى في الدنيا. ينظر: (فتح القدير- للشوكاني).

- وقد ذكر الإمام القرطبي في تفسيره- فقال : شكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال له : استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقر فقال له : استغفر الله، 

وقال له آخر  : ادع الله أن يرزقني ولداً؛ فقال له : استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه؛ فقال له : استغفر الله، فقلنا له في ذلك؟. 

فقال :
 ما قلتُ من عندي شيئاً؛ إن الله تعالى يقول في سورة نوح :
 {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}. ينظر: 
(الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(18/302)).

2- المحافظة على الصلاة جالبة للرزق.

قال تعالى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصَّلاةِ وَاصْطَبرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }. (132-سورة طه).

* يعني : إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب. ينظر: ((تفسير ابن كثير)) (5/327).

وكان بكر بن عبد الله المزني إذا أصاب أهله خصاصة يقول : قوموا فصلوا، ثم يقول : بهذا أمر الله رسوله، ويتلو هذه الآية. ينظر: ((تفسير الثعلبي)) (6/267).

-  وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالى يقول : يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا، ولم أسد فقرك. ((صحيح سنن ابن ماجه)) (4107).

3- تقوى الله سبحانه وتعالى

التقوى من أعظم الأسباب الشرعية لجلب الرزق، وقد ربط الله في القرآن الكريم بين التقوى وتيسير الرزق، فقال سبحانه : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب. (الطلاق: 2-3).

* فالتقوى تعني الالتزام بطاعة الله واجتناب معاصيه، ومن آثارها أن يفتح الله لعبده أبواب الرزق من حيث لا يدري، كما أن التقوى تجلب البركة وتيسر الأمور.

* جعل سبحانه للتقوى فائدتين : أن يجعل له مخرجا، وأن يرزقه من حيث لا يحتسب، والمخرج هو موضع الخروج، وهو الخروج، 

وإنما يطلب الخروج من الضيق والشدة، وهذا هو الفرج والنصر والرزق؛ 

فبين أن فيها النصر والرزق، كما قال : أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف. [قريش: 4] ؛

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟! )) : بدعائهم وصلاتهم واستغفارهم. فهذا لجلب المنفعة، وهذا لدفع المضرة. ينظر: ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (16/55).

4- صلة الرحم

صلة الرحم من الأعمال التي وعد الله صاحبها بالرزق المديد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ. رواه البخارى.

- قال النووي رحمه الله : بسط الرزق : توسيعه وكثرته، وقيل : البركة فيه. ينظر: [شرح النووي (16/ 114)].

- وقال الحافظ ابن حجر : قال العلماء : معنى البسط في الرزق البركة فيه؛ لأن صلة أقاربه صدقة، والصدقة تربي المال وتزيد فيه فينمو بها ويزكو. ينظر: [ فتح الباري لابن حجر (4/ 302)].

5- الشكر والرضا،

 فقد قال سبحانه : لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ.(إبراهيم: 7). الآية نص في أن الشكر سبب المزيد. ينظر: ((تفسير القرطبي)) (9/343).

قال النبي صلى الله عليه وسلم : وارْضَ بما قسم اللهُ لكَ تَكُن من أَغْنَى الناس. (صحيح الجامع-رقم: (7833)).

* أي : بما أعطاك الله من رزق، ولا تأسف على ما فاتك، من الدنيا، فالكون يسير بحكمته سبحانه، " تكن من أغنى الناس "، أي : يملأ الله قلبك، ويديك غنى.

"فارض -يا عبد الله- بما قسم لك الله تكن أغنى الناس" وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافىً فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ". (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

* ولعل أمرا يكرهه الإنسان ويحزن لحدوثه وهو في الحقيقة محض الخير له، قال الله سبحانه : وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. {البقرة:216}.

** خاتمة :

 باتباع الأسباب الشرعية الخمسة لجلب الرزق، يمكن للإنسان أن يغير حياته إلى الأفضل. 

فلنبدأ من الآن بتطبيق هذه الأسباب، مع يقيننا بأن الرزق بيد الله وحده، وأن الالتزام بشرعه هو طريق الخير كله.



والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات