يعد قنوت الفجر من المسائل الفقهية التي حظيت باهتمام كبير لدى المسلمين، وتنوعت الآراء حول حكمه.
** ومن بين العلماء الذين تناولوا هذه المسألة بعمق هو الشيخ الألباني رحمه الله، الذي قدم آراء واضحة ومفصلة حول حكم القنوت.
في هذا الموضوع سنتناول رأي الشيخ الألباني في حكم قنوت الفجر، مستندين إلى أقواله وفتاواه.
** إليك بعض الأجوبة للعلامة الألباني رحمه الله :
1 - إذا كان الإمام يقنت في صلاة الفجر بدون نازلة فما موقفنا منه ؟
الشيخ :
هذه مسألة أخرى ، لكن نحن نبين أنه لم يصح القنوت في الفجر على طول،
لكن إذا اقتدينا وراء إمام يرى القنوت في صلاة الفجر كما تقول مذهبه شافعي ، فنحن نتبعه .
السائل : يعني لا ننكر عليه .
الشيخ : لا ننكر عليه لا ،
السائل : يعني ما نطلب منه يدعو .
الشيخ : يعني مثلا بعد الصلاة أو قبل الصلاة فنحن نبحث معه ونبين له بأن هذا لم يثبت بالسنة ثم هو ربنا حسيبه فإن استجاب فبها ونعم ،
وإذا لم يستجب نصلي وراءه ولا نشق عصا المسلمين. انتهى.
2 - في قنوت النازلة يمكن أن يبدأ بقولنا : "اللهم اهدنا فيمن هديت".
الشيخ :
لا هذا خاص بالوتر.
السائل : أيوه
الشيخ : قنوت النّازلة يدعى بما يتناسب مع النّازلة.
السائل : نعم مباشرة
الشيخ : أي نعم .اه
3 - هل من السنة ختم دعاء القنوت بالصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ :
لا أنا الذي قلته شيئان :
الشيء الأول : اللي جاء ذكره صفة الصلاة تحت في الهامش, أنه الرسول عليه السلام لما علم الحسن بن علي بن أبي طالب دعاء القنوت : ( اللهم اهدني فيمن هديت ... ) إلى آخره,
زاد النسائي في رواية في آخر الحديث : - عليك الاصغاء الآن والاستماع - ( وصلى الله على محمد النبي الأمي ) ،
هذه الزيادة التي رواها النسائي في حديث القنوت الذي علمه الرسول للحسن زيادة غير صحيحة,
وبنيت على ذلك أنا تعليقي في صفة الصلاة, أنه لا يشرع الصلاة في القنوت لأن الحديث غير صحيح,
ونقلت كلاما للعز بن عبد السلام في هذا الصدد, ويصرح هو بأن الصلاة على الرسول في القنوت بدعة.
ثم جاءت الأيام وراحت الأيام, وقفنا على كتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للقاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي, المحدث المفسر الحافظ, وحققنا الكتاب وطبعناه ولله الحمد,
وإذا به يروي في آخر رسالته بإسناد قوي عن أبي معاذ الذي كان يؤم الناس في تراويح رمضان في عهد عمر رضي الله تعالى عنه, كان يختم القنوت بقوله :
" وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم " ونحن بفضل الله عز وجل كما عرفتم لا نتعصب لرأي أو لقول, إذا تبين خطأه فسرعان ما نرجع عنه,
فلما لخصت صفة الصلاة في الجزء الصغير المعروف, تلخيص صفة الصلاة, اهتبلتها فرصة وذكرت في القنوت هذه الصيغة, واعتمدت في ذلك ليس على حديث النسائي الضعيف,
وإنما على هذا الأثر الذي كان يعمل به جهرا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه .
السائل : يعني فهي ثابتة في كل القنوت؟
الشيخ : أي نعم في كل القنوت. انتهى.
4 - أحيانا نصلي وراء مثل هؤلاء الناس الذين يقنتون مداومة فترى أن بعض الإخوة لا يرفعون أيديهم ولايؤمنون وراءه فما حكم ذلك ؟
الشيخ :
هذا طبعا لايجوز لانه يخالف قوله عليه السلام كما نذكر دائما وأبدا ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه )،
فينبغي متابعة الإمام في مثل هذه المسائل الخلافية بين العلماء قديما فضلا عن ذلك حديثا،
فيتابع هذا الإمام ولو كان المتابع لا يرى شرعية في ذلك فيما لو صلى لنفسه هذا هو الجواب. انتهى.
5 - ماهي النازلة التي يدعى لها ؟
الشيخ :
النازلة هي التي لا عهد للمسلمين بها وليس من شأنهم أن يحيوا فيها، فاليوم أنت بتقول ما فارقتهم صحيح ما فارقتهم لكن ليس هذا المقصود بالنازلة ،
الآن نضرب مثالا واضح جدا ، ما رأيك لو أن إمام من أئمة المساجد وأرجوا أن لا نراه إذا قنت لمصيبة المسلمين بالأندلس بأسبانيا ، شو رأيك إذا قنت ؟
السائل : غير محله .
الشيخ :
لكن هذه مصيبة ملازمة ؟ ولذلك بارك الله فيك ، المقصود بالمصيبة التي نزلت والمسلمون يسعون لإزالتها،
إن كان مثلا هوجمت ديار المسلمين بالدعاة الباغين المعتدين يقنتون ويخرجون لطرد هذا الباغي ،
مش بس يقتصرون على الدعاء ، ما في مانع في مثلا مصيبة ليس لهم فيها وسيلة إلى اللجوء إلى الله عزوجل فيلجئون إليها ؛
لكن إذا صارت جزءا من حياتهم صارت طامة ثانية ، صارت أندلس ثانية؛
والعهد ليس ببعيد عنا مع الأسف الشديد يعني أنا الآن ما سمعت أحدا يقنت ضد اليهود يعني شو نحن رضينا ببقاء اليهود ،
ما رضينا طبعا لكن صارت أيش ؟ جزءا من حياتنا اعتدنا عليها ؛
ولذلك المقصود بالنازلة يعني النازلة الطازة الجديدة ، هذا هو المقصود فيه. انتهى كلامه رحمه الله.
ينظر : (سلسلة الهدى والنور - شريط : (229)) و(سلسلة الهدى والنور-(703)).
** ختاماً :
أقول لمن يقنت فى صلاة الفجر تبعاً أو تقليداً لأحد المشايخ :
لا يجب على أحدٍ من المسلمين تقليد شخص بعينه من العلماء في كل ما يقول،
ولا يجب على أحدٍ من المسلمين التزام مذهب شخص معين غير الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يوجبه ويخبر به،
بل كل أحدٍ من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اقرأ أيضا : بدعة قنوت الفجر للشيخ الألباني
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق