تمر معظم النساء بمرحلة الحيض شهرياً، وقد تواجه بعضهن صعوبة في التمييز بين دم الحيض ودم الإستحاضة، خاصة المراهقات في بداية سن البلوغ.
** لذلك هذا التمييز مهم جداً لتحديد الأحكام الشرعية المتعلقة بالطهارة والصلاة والصيام.
في هذا الموضوع، سنتناول بالتفصيل الفرق بين دم الحيض والإستحاضة، وعلامات كل منهما، وكيفية التعامل مع كل حالة.
** إليكِ الفرق بين دم الحيض ودم الإستحاضة:
1- اللون : دم الحيض أسود، ودم الإستحاضة أحمر.
2- الرِّقَّة : دم الحيض ثخين، دم الإستحاضة رقيق.
3- الرائحة : دم الحيض منتن الرائحة، دم الإستحاضة غير منتن.
4- التجمد : دم الحيض لا يتجمد، دم الإستحاضة يتجمد إذا ظهر.
** تنبيه : أقل مدة للحيض هو يوم وليله، وأكثر مدة للحيض هو خمسةَ عشر يومًا عند جمهور أهل العلم،
فإن استمر نزول الدم أكثر من خمسة عشر يومًا فهي مستحاضة.
- قال العلامة العثيمين رحمه الله :
المستحاضة ثلاث حالات :
الحالة الأولى: المعتادة؛ أي : لها عادة فتعرف المدة والوقت التي كانت تحيص فيه،
فهذه المرأة تحتسب وقت حيضتِها التي كانت تحيضها، والباقي تعتبره استحاضة.
مثال ذلك : امرأة كان يأتيها الحيض ستة أيام من أول كل شهر ، ثم طرأت عليها الاستحاضة فصار الدم يأتيها باستمرار ،
فيكون حيضها ستة أيام من أول كل شهر ، وما عداها استحاضة , لحديث عائشة رضي الله عنها :
أن فاطمة بنت أبي حبيش قالت : يا رسول الله إني أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة ؟
قال : ( لا . إن ذلك عرق ، ولكن دعي الصلاة قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها ثم اغتسلي وصلي ). رواه البخاري،
وفي صحيح مسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم حبيبة : ( امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك ثم اغتسلي وصلي ).
فعلى هذا تجلس المستحاضة التي لها حيض معلوم قدر حيضها ثم تغتسل وتصلي ولا تبالي بالدم حينئذ.
الحالة الثانية: المميِّزة؛ أي : التي تميِّز وتفرِّق بين دم الحيض ودم الاستحاضة، فهذه المرأة تنظر في الدم النازل،
فإن كان دم حيض تركت الصلاة والصيام، وإن كان دم استحاضة اغتسلت وصلَّت.
مثال ذلك : امرأة رأت الدم في أول ما رأته واستمر عليها،
لكن تراه عشرة أيام أسود وباقي الشهر أحمر.
أو تراه عشرة أيام غليظاً وباقي الشهر رقيقاً .
أو تراه عشرة أيام له رائحة الحيض وباقي الشهر لا رائحة له,
فحيضها هو الأسود في المثال الأول ، والغليظ في المثال الثاني ، وذو الرائحة في المثال الثالث،
وما عدا ذلك فهو استحاضة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش :
( إذا كان دم الحيضة فإنه أسود يعرف ، فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة فإذا كان الآخر فتوضئي وصلي فإنما هو عرق ). رواه أبو داود والنسائي ، وصححه ابن حبان والحاكم.
وهذا الحديث وإن كان في سنده ومتنه نظر، فقد عمل به أهل العلم رحمهم الله ، وهو أولى من ردها إلى عادة غالب النساء .
الحالة الثالثة: المتحيِّرة؛ أي : ليس لها عادة، وليست تستطيع تمييز دم الحيض،
فهذه المرأة تعمل بحالة غالب النساء،
فيكون وقت حيضتها ستة أيام أو سبعة أيام من كل شهر، والباقي يكون استحاضة. انتهى من (رسالة في الدماء الطبيعية للنساء).
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق