تعتبر الصلاة عمود الدين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد دقق الإسلام في أحكامها وشرائطها، حتى تكون عبادة خالصة لله تعالى.
** ومن بين الأسئلة التي تثار حول أحكام الصلاة، سؤال حول جواز تكرار سورة معينة في ركعتين متتاليتين.
والجواب: يجوز تكرار سورة معينة في الركعتين بعد الفاتحة فى صلاة الفرض أو فى النفل ،
بأن يقرأها في الركعة الأولى ثم يقرأها بعينها في الركعة الثانية.
ولكن الأفضل ألا يفعل ذلك على سبيل الدوام
** وذلك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث قرأ : {إِذَا زُلْزِلَتِ} في الركعتين جميعا كررها.
والأصل في أفعاله صلى الله عليه وسلم في العبادات التشريع، وأنه لو كان ناسياً فى تكرارها لنبه عليه.
ودليل ذلك :
1 - حديث أنس عند البخاري- في قصة الأنصاري : إذ أنه يقرأ بـ (قل هو الله أحد) في كل ركعة.
2 - ما رواه رجل من جهينة : " أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم "يقرأ في الصبح إذا زلزلت الأرض في الركعتين كلتيهما " فلا أدري أنسي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدا. (صحيح سنن أبي داود (816)).
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -في العدة في شرح العمدة (2/769) :
فأما تكرار الآية أو السورة الواحدة في الركعتين، فلا يكره في الفرض ولا في النفل،
لما روى أبو داود عن رجل من جهينة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} في الركعتين كليهما.انتهى.
- قال العظيم آبادي رحمه الله - في عون المعبود شرح سنن أبي داود (3/29):
" (أم قرأ ذلك عمدا؟) تردد الصحابي في أن إعادة النبي صلى الله عليه وسلم للسورة،
هل كان ناسيانا لكون المعتاد من قراءته أن يقرأ في الركعة الثانية غير ما قرأ به في الأولى، فلا يكون مشروعا لأمته،
أو فعله عمدا لبيان الجواز، فتكون الإعادة مترددة بين المشروعية وعدمها؟
وإذا دار بين أن يكون مشروعا أو غير مشروع ، فحمل فعله صلى الله عليه وسلم على المشروعية أولى ؛ لأن الأصل في أفعاله التشريع ، والنسيان على خلاف الأصل.
ونظيره ذكره الأصوليون فيما إذا تردد فعله صلى الله عليه وسلم بين أن يكون جبليا أو لبيان الشرعة والأكثر على التأسي، ذكره الشوكاني".انتهى.
- قال الشيخ الألباني رحمه الله - في المشكاة (ص 273) :
" ثم إن الظاهر لدينا أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك عمدا، لا نسيانا، بل تشريعا وتعليما ". انتهى.
- سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
ما الحكم في جهر الإمام بقراءة سورةٍ واحدةٍ في ركعتين متتاليتين في فرضٍ واحدٍ؟
الجواب :
إذا قرأ الإمامُ سورةً واحدةً في ركعتين بعد الفاتحة ما نعلم فيه شيئًا،
قد رواه أبو داود بإسنادٍ لا بأس به عن النبيِّ ﷺ : أنه قرأ "إذا زلزلت" في الركعتين جميعًا،
فلا بأس أن يقرأ سورةً في الركعتين، مثل : "إذا زلزلت" و"الشمس وضحاها" يُكررها في الركعتين، أو غير ذلك، أو آيةً يُكررها، أو آيات، لا نعلم في ذلك بأسًا،
فقد وقع منه هذا وهذا عليه الصلاة والسلام، لكن إذا قرأ في الغالب آيةً أخرى أو سورةً يكون أفضل؛ حتى تكون الفائدةُ أكثر، ولو كرر فلا بأس. انتهى من (فتاوى الدروس).
اقرأ أيضا : هل يجوز قراءة أكثر من سورة في الركعة الواحدة؟
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق