">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

هل الإستعاذة قبل القراءة واجبة أم مُستحبّة؟


الصحيح أن الإستعاذة قبل قراءة القرآن واجبة وليست مستحبة،

سواء كان ذلك فى الصلاة أو خارجها، لقوله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم }، والأمر هنا للوجوب، وهو قول جماعة من السلف.

ولمعرفة أدلة ذلك اضغط على هذا العنوان : ( 5 أحكام مُهمة للإستعاذة في الصلاة وخارجها ).

* وأما حُجة من قال بإستحباب الإستعاذة، بقولهم :

1- بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم الأعرابي الإستعاذة فى حديث المسيء صلاته في جملة أعمال الصلاة .

أُجيبَ عن ذلك : 

إن ذلك الخبر غير مشتمل على بيان جملة واجبات الصلاة فلم يلزم من عدم الاستعاذة فيه عدم وجوبها .

وقد أجاب الحنابلة عن الاستدلال على عدم وجوب بعض الواجبات بأنها لم تذكر في حديث المسيء صلاته. 

قال ابن القيم رحمه الله :

قوله : لم يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم المسيء في الصلاة ولو كانت فرضا لعلمها إياه،

 جوابه من وجوه :

أحدها : أن حديث المسيء هذا قد جعله المتأخرون مستندا لهم في نفي كل ما ينفون وجوبه وحملوه فوق طاقته وبالغوا في نفي ما اختلف في وجوبه به،

فمن نفى وجوب الفاتحة احتج به، ومن نفى وجوب التسليم احتج به، ومن نفى وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم احتج به،

ومن نفى وجوب أذكار الركوع والسجود وركني الاعتدال احتج به، ومن نفى وجوب تكبيرات الانتقالات احتج به،

وكل هذا تساهل واسترسال في الاستدلال؛

وإلا فعند التحقيق لا ينفي وجوب شيء من ذلك؛ بل غايته أن يكون قد سكت عن وجوبه ونفيه، فإيجابه بالأدلة الموجبة له لا يكون معارضا به.انتهى باختصار من (كتاب جلاء الأفهام).

2- قالوا : أن الأمر فى الآية للنّدب ، وصرفه عن الوجوب إجماع السّلف على سنّيّته.

أُجيبَ عن ذلك : 

بأنه ليس فى المسألة إجماع ، لأنه قال بوجوبها بعض السلف كعطاء وابن سيرين والثوري والأوزاعي وغيرهما؛

ولأن في الاستعاذة دفع شر الشيطان، وهو واجب، و« ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ».

قال ابن حزم في "المحلى" (2/279) :

وأما قول أبي حنيفة والشافعي أن التعوذ ليس فرضا فخطأ ، لأن الله تعالى يقول : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )،

ومن الخطأ أن يأمر الله تعالى بأمر ثم يقولَ قائل بغير برهان من قرآن ولا سنة : هذا الأمر ليس فرضا .

 لا سِيَّما أمره تعالى بالدعاء في أن يعيذنا من كيد الشيطان ، فهذا أمر مُتَيَقَّنٌ أنه فرض،

لأن اجتناب الشيطان والفرار منه وطلب النجاة منه لا يختلف اثنان في أنه فرض ، ثم وضع الله تعالى ذلك علينا عند قراءة القرآن.

- ثم بعد ذلك نقل الامام ابن حزم لجماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم قولهم الاستعاذة فى الصلاة، فقال : 

وروينا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال عمر بن الخطاب : يخفي الإمام أربعا -: التعوذ، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين، وربنا لك الحمد.

وعن أبي حمزة عن إبراهيم النخعي عن علقمة، والأسود، كلاهما عن عبد الله بن مسعود قال : يخفي الإمام ثلاثا -: الاستعاذة، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين

ومن طريق عبد الرزاق عن ابن جريج ، قلت لنافع مولى ابن عمر : هل تدري كيف كان ابن عمر يستعيذ؟ قال : كان يقول؛ اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم،.

وعن سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي قال خمس يخفين -: سبحانك اللهم وبحمدك، والتعوذ، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين، واللهم ربنا ولك الحمد .

وعن هشام بن حسان عن الحسن البصري : أنه كان يستعيذ في الصلاة مرة حين يستفتح صلاته حين يقرأ أم الكتاب يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم،

وكان ابن سيرين : يستعيذ في كل ركعة .

وعن معمر عن ابن طاوس عن أبيه : أنه كان يستعيذ قبل أن يقرأ أم القرآن.

ومن طريق معمر - عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين : أنه كان يتعوذ من الشيطان في الصلاة قبل أن يقرأ أم القرآن وبعد أن يقرأ أم القرآن. 

وعن ابن جريج عن عطاء قال : الاستعاذة واجبة لكل قراءة في الأرض في الصلاة وغيرها ويجزئ عنك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. 

قال ابن جريج : فقلت له : من أجل : {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}. [النحل: 98] قال : نعم

وبالتعوذ في الصلاة يقول سفيان الثوري والأوزاعي وداود وغيرهم .

قال علي : هؤلاء جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم لا نعلم لهم مخالفا منهم ". انتهى.


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات