القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

5 أحكام مُهمة للإستعاذة في الصلاة وخارجها


1- حكم الإستعاذة فى الصلاة وخارجها؟

الجواب : الإستعاذة واجبة عند قراءة القرآن سواء كان في الصلاة أو خارجها ويأثم القارئ بتركه،

لقوله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم }، والأمرُ للوجوب، وهو عامٌّ للاستعاذة للقراءة في الصلاة أو خارجها، فلم يفصل فى الآية بين حال الصَّلاة وغيرها.

ولأن في الاستعاذة دفع شر الشيطان، ودرء شره واجب، و«ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب».

ولما كانت الصلاة واجبة فالأصل أن جميع أفعال النبي صلى الله عليه وسلم المنقولة إلينا فى بيان كيفية الصلاة واجبة كذلك،

لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتمونى أصلى. ما لم تأت قرينة صارفة عن الوجوب .

وهو قول عطاء وابن سيرين والثوري والأوزاعي وابن حزم وداود وهو رواية عن الإمام أحمد واختار هذا القول الألباني رحمهم الله جميعا.

ودليل ذلك :

1- قال تعالى : فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. [النحل: 98].

احتج عطاء على وجوب الاستعاذة بوجوه :

الأول : أنه - عليه الصلاة والسلام- واظب عليه؛ فيكون واجبا- لقوله تعالى : {واتبعوه}، [الأعراف: 158].

الثاني : أن قوله تعالى : {فاستعذ} أمر؛ وهو للوجوب، ثم إنه يجب القول بوجوبه عند كل قراءة، لأنه تعالى قال:

{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}، [النحل: 98] وذكر الحكم عقيب الوصف المناسب يدل على التعليل، والحكم يتكرر بتكرر العلة.

الثالث : أنه تعالى أمر بالاستعاذة؛ لدفع شر الشيطان؛ وهو اجب، وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب. انتهى من (كتاب : الحاوي في تفسير القرآن الكريم - ( مفاتيح الغيب ) للرازي).

 واحتج الرازي لعطاء بظاهر الآية " فاستعذ " وهو أمر ظاهره الوجوب وبمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها،

ولأنها تدرأ شر الشيطان وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولان الاستعادة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب. انتهى من "تفسير ابن كثير".

2- عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك

ثم يقول لا إله إلا الله ثلاثا ثم يقول الله أكبر كبيرا ثلاثا أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ. («صحيح سنن أبي داود» (701)).

دلَّ ذلك على أنَّ الاستعاذة للقراءة في الصلاة واجبةٌ، لقوله عليه الصلاة والسلام : « صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي».

3- ما رواه الأسود بن يزيد قال : رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين يفتتح الصلاة، يقول : «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ ثُمَّ يَتَعَوَّذُ». (صحَّحه الألباني «الإرواء»: (٢/ ٤٨).).

4- روى عبد الرزاق (2574) بإسناد صحيح : عن ابن جريج، عن عطاء قال : «الاستعاذة واجبة لكل قراءة في الصلاة أو غيرها»، قلت له : من أجل : ﴿ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ﴾؟ قال : «نعم»،...».

قال ابن حزم في "المحلى" (2/279) :

وأما قول أبي حنيفة والشافعي أن التعوذ ليس فرضا فخطأ، لأن الله تعالى يقول : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )،

ومن الخطأ أن يأمر الله تعالى بأمر ثم يقولَ قائل بغير برهان من قرآن ولا سنة : هذا الأمر ليس فرضا .

 لا سِيَّما أمره تعالى بالدعاء في أن يعيذنا من كيد الشيطان ، فهذا أمر مُتَيَقَّنٌ أنه فرض،

لأن اجتناب الشيطان والفرار منه وطلب النجاة منه لا يختلف اثنان في أنه فرض ، ثم وضع الله تعالى ذلك علينا عند قراءة القرآن. انتهى .

2- وقت الإستعاذة في الصلاة. 

اتفق الأكثرون على أن وقت الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة وبعد دعاء الإستفتاح، لما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول : سبحانك اللهم ! وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ثم يقول:

الله أكبر كبيرا، ثم يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم : من همزه ونفخه ونفثه». (صححه الشيخ الالبانى- فى مشكاة المصابيح).

3- الإِسرار بالإستعاذة فى الصلاة.

ويسنّ الإِتيان بها سرّاً، فقد جاء في "المغني" : " ويُسِرُّ بالاستعاذة ولا يجهر بها، لا أعلم فيها خلافاً ". انتهى.

لكن الشافعي يرى التخيير بين الجهر بها والإسرار في الصلاة الجهريّة.

روي أن عبد الله بن عمر- رضي الله تعالى عنهما : لما قرأ أسر بالتعويذ.

وعن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه : أنه جهر به ؛ ذكره الشافعي-رحمه الله تعالى- في (الأم) ثم قال : فإن جهر به جاز، وإن أسر به جاز.انتهى.

4- مشروعية الإستعاذة في كلّ ركعة.

تُشرع الإستعاذة في كلّ ركعة؛ لعموم قوله تعالى : {فإِذا قرأْتَ القرآنَ فاستعِذ بالله من الشيطان الرجيم}.

قال الشيخ العوايشة حفظه الله :

واستدلّ من استدلّ من العلماء على اقتصار الفاتحة في الركعة الأولى من حديث أبي هريرة:

كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذا نهضَ من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ "الحمد لله رب العالمين"، ولم يسكت(أخرجه مسلم).

وذكر هذا الشيخ السيد سابق -حفظه الله تعالى- في "فقه السنّة"، وردّ عليه شيخنا -حفظه الله تعالى- في "تمام المنّة" (ص 176) قائلاً :

السّنّة المشار إِليها ليست صريحة فيما ذكَره المؤلف، لأنَّ قول أبي هريرة في حديثه المذكور في الكتاب : "ولم يسكت"، ليس صريحاً في أنَّه أراد مطلق السكوت،

بل الظاهر أنَّه أراد سكوته السكتة المعهودة عنده، وهي التي فيها دعاء الاستفتاح، وهي سكتة طويلة، فهي المنفية في حديثه هذا .

وأمّا سكتة التعوذ والبسملة؛ فلطيفة لا يحسُّ بها المؤتمُّ لاشتغاله بحركة النهوض للركعة،

وكأنّ الإِمامَ مسلماً -رحمه الله- أشار إِلى ما ذكَرنا مِن أن السكتة المنفية في هذا الحديث؛ هي المثبتة في حديت أبي هريرة المتقدّم، فإِنَّه ساق الحديث المشار إِليه، ثمَّ عقّبه بهذا،

وكلاهما عن أبي هريرة، والسند إِليه واحد، فأحدهما متمّم للآخر، حتى لكأنَّهما حديث واحد،

وحينئذ يظهر أنّ الحديث ليس على إِطلاقه، وعليه نرجّح مشروعية الاستعاذة في كلّ ركعة لعموم قوله تعالى :

{فإِذا قرأتَ القرآن فاسْتَعِذْ بالله} وهو الأصحّ في مذهب الشافعية، ورجّحه ابن حزم في "المحلّى"، والله أعلم". انتهى من (كتاب الموسوعة الفقهية للعوايشة).

5- صيغ الإستعاذة الصحيحة فى الصلاة وخارجها .

1- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه .

فعن أبى سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة بالليل كَبَّر، ثم يقول:

«سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول : « أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه ». «صحيح سنن أبي داود» (701).

2- أَعُوذُ بِك مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ .

عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقول : « اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ وهَمزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ . قالَ همزُهُ المَوتَةُ ونفثُهُ الشِّعرُ ونفخُهُ الكِبرُُ »(صحيح ابن ماجه رقم: (665)).

- قال العلامة الألباني رحمه الله :

 " ثمَّ يستعيذ بالله تعالى وجوباً ويأثم بتركه قال :

والسنّة أن يقول تارة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه. وتارة يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان ... إِلخ ". انتهى من ("تلخيص صفة الصلاة" (ص 17)).

- قال أيضا رحمه الله :

"وبالجملة؛ فالاستعاذة من هذه الأشياء الثلاثة الشيطانية (أي : نفخه ونفثه وهمزه) صحيح ثابت بمجموع هذه الطرق،

وزيادة : " السميع العليم " ثابتة أيضاً في حديث أبي سعيد بإسناد حسن – كما سبق -؛ فينبغي أن يؤتى بها أحياناً. {وبه قال أحمد في " مسائل ابن هانئ " (1/51) } . 

وأما الاقتصار على (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ؛ فلم نجد في ذلك حديثاً. اللهم! إلا ما في " مراسيل أبي داود " عن الحسن:

أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتعوذ : ذكره في " التلخيص " (3/306). وهذا مع كونه ليس فيه التصريح بأنه كان في الصلاة؛ فهو مرسل، ولا يحتج به عند جمهور المحدثين؛ لا سيما إذا كان من مراسيل الحسن البصري .

ومع هذا كله؛ فقد ذهب الشافعية - إلا القليل منهم - إلى أن الأفضل الاقتصار على هذا القدر من الاستعاذة! واحتجوا بقوله تعالى : {فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}

ولا يخفى أن الآية مجملة ؛ ليس فيها بيان صفة الاستعاذة؛ فوجب الرجوع في ذلك إلى السنة.

وقد علمت ما ثبت فيها من الزيادة؛ فالأخذ بها أولى؛ لا سيما وأن فيها زيادة معنى.

وقد ذهب إلى شيء من هذا بعض الشافعية؛ فقال الرافعي في " شرح الوجيز " (3/305) :

" وحكى القاضي الروياني عن بعض أصحابنا : إن الأحسن أن يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ".اهـ.

 وأحسن من هذا أن يضاف إليه : " من همزه، ونفخه، ونفثه ".

ومما ذكرنا تَعْلَمُ أن قول ابن القيم في " زاد المعاد " (1/73) : " وكان يقول بعد ذلك : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ثم يقرأ {الفَاتِحَة}.

فيه قصور؛ لأن كتابه ليس كتاب تأييد لمذهب معين؛ بل هو بيان لهديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عباداته وغيرها. انتهى من (كلام الشيخ الألباني في صفة الصلاة في باب القراءة ( في الهامش ).



والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى. اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات