القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حكم الإستعاذة فى الصلاة وخارجها


الإستعاذة واجبة عند قراءة القرآن سواء كان في الصلاة أو خارجها ويأثم القارئ بتركه فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأمره أمرٌ لأمته حتى يدل الدليل على الخصوص أنه إذا استفتح قراءة القرآن أن يستفتحها بالاستعاذة .

ولما كانت الصلاة واجبة فالأصل أن جميع أفعال النبي صلى الله عليه وسلم المنقولة إلينا فى بيان كيفية الصلاة واجبة كذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتمونى أصلى . ما لم تأت قرينة صارفة عن الوجوب .

وهو قول عطاء وابن سيرين والثوري والأوزاعي وابن حزم وداود وهو رواية عن الإمام أحمد واختار هذا القول الإمام الألباني رحمهم الله جميعا .

والدليل :

1- قال تعالى : {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}،[النحل: 98]

واحتج عطاء على وجوب الاستعاذة بوجوه :

الأول : أنه- عليه الصلاة والسلام- واظب عليه؛ فيكون واجبا- لقوله تعالى : {واتبعوه} [الأعراف: 158].

الثاني : أن قوله تعالى : {فاستعذ} أمر؛ وهو للوجوب، ثم إنه يجب القول بوجوبه عند كل قراءة، لأنه تعالى قال : {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}، [النحل: 98] وذكر الحكم عقيب الوصف المناسب يدل على التعليل، والحكم يتكرر بتكرر العلة.

الثالث : أنه تعالى أمر بالاستعاذة؛ لدفع شر الشيطان؛ وهو اجب، وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب . اه (كتاب : الحاوي في تفسير القرآن الكريم - ( مفاتيح الغيب ) للرازي)

 واحتج الرازي لعطاء بظاهر الآية " فاستعذ " وهو أمر ظاهره الوجوب وبمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها ولأنها تدرأ شر الشيطان وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولان الاستعادة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب . انتهى من تفسير ابن كثير

2- عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول لا إله إلا الله ثلاثا ثم يقول الله أكبر كبيرا ثلاثا أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ. («صحيح سنن أبي داود» (701)).

فدلَّ ذلك على أنَّ الاستعاذة للقراءة في الصلاة واجبةٌ .

3- ما رواه الأسود بن يزيد قال : رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين يفتتح الصلاة، يقول : «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ ثُمَّ يَتَعَوَّذُ». (صحَّحه الألباني «الإرواء»: (٢/ ٤٨).).

4- روى عبد الرزاق (2574) بإسناد صحيح عن ابن جريج، عن عطاء قال : «الاستعاذة واجبة لكل قراءة في الصلاة أو غيرها»، قلت له : من أجل : ﴿ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ﴾؟ قال : «نعم»، قلت : فأقول : بسم الله الرحمن الرحيم، أعوذ بالله السميع العليم الرحمن الرحيم من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك رب أن يحضرون أو يدخلوا بيتي الذي يؤويني قال : وقبل ما أبلغ من هذا القول كثيرًا ما أدع أكثره قال : «يجزئ عنك لا تزيد على أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». .

مشروعية الإستعاذة في كلّ ركعة

يشرع الإستعاذة في كلّ ركعة؛ لعموم قوله تعالى : {فإِذا قرأْتَ القرآنَ فاستعِذ بالله من الشيطان الرجيم}.

قال الشيخ العوايشة حفظه الله :

واستدلّ من استدلّ من العلماء على اقتصار الفاتحة في الركعة الأولى من حديث أبي هريرة: "كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذا نهضَ من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ "الحمد لله رب العالمين"، ولم يسكت. (أخرجه مسلم).

وذكر هذا الشيخ السيد سابق -حفظه الله تعالى- في "فقه السنّة"، وردّ عليه شيخنا -حفظه الله تعالى- في "تمام المنّة" (ص 176) قائلاً : " السّنّة المشار إِليها ليست صريحة فيما ذكَره المؤلف، لأنَّ قول أبي هريرة في حديثه المذكور في الكتاب : "ولم يسكت"، ليس صريحاً في أنَّه أراد مطلق السكوت، بل الظاهر أنَّه أراد سكوته السكتة المعهودة عنده، وهي التي فيها دعاء الاستفتاح، وهي سكتة طويلة، فهي المنفية في حديثه هذا .

وأمّا سكتة التعوذ والبسملة؛ فلطيفة لا يحسُّ بها المؤتمُّ لاشتغاله بحركة النهوض للركعة، وكأنّ الإِمامَ مسلماً -رحمه الله- أشار إِلى ما ذكَرنا مِن أن السكتة المنفية في هذا الحديث؛ هي المثبتة في حديت أبي هريرة المتقدّم، فإِنَّه ساق الحديث المشار إِليه، ثمَّ عقّبه بهذا، وكلاهما عن أبي هريرة، والسند إِليه واحد، فأحدهما متمّم للآخر، حتى لكأنَّهما حديث واحد، وحينئذ يظهر أنّ الحديث ليس على إِطلاقه، وعليه نرجّح مشروعية الاستعاذة في كلّ ركعة لعموم قوله تعالى : {فإِذا قرأتَ القرآن فاسْتَعِذْ بالله}، وهو الأصحّ في مذهب الشافعية، ورجّحه ابن حزم في "المحلّى"، والله أعلم". انتهى من (كتاب الموسوعة الفقهية للعوايشة)

وقال ابن حزم 

في "المحلى" (2/279) :

 وأما قول أبي حنيفة والشافعي أن التعوذ ليس فرضا فخطأ لأن الله تعالى يقول : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) ،ومن الخطأ أن يأمر الله تعالى بأمر ثم يقولَ قائل بغير برهان من قرآن ولا سنة : هذا الأمر ليس فرضا .

 لا سِيَّما أمره تعالى بالدعاء في أن يعيذنا من كيد الشيطان ، فهذا أمر مُتَيَقَّنٌ أنه فرض لأن اجتناب الشيطان والفرار منه وطلب النجاة منه لا يختلف اثنان في أنه فرض ، ثم وضع الله تعالى ذلك علينا عند قراءة القرآن ..

ثم بعد ذلك نقل الامام ابن حزم لجماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم قولهم الاستعاذة فى الصلاة فقال : 

وروينا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال عمر بن الخطاب : يخفي الإمام أربعا -: التعوذ، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين، وربنا لك الحمد.

وعن أبي حمزة عن إبراهيم النخعي عن علقمة، والأسود، كلاهما عن عبد الله بن مسعود قال : يخفي الإمام ثلاثا -: الاستعاذة، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين

ومن طريق عبد الرزاق عن ابن جريج، قلت لنافع مولى ابن عمر : هل تدري كيف كان ابن عمر يستعيذ؟ قال : كان يقول؛ اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم،.

وعن سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي قال : خمس يخفين -: سبحانك اللهم وبحمدك، والتعوذ، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين، واللهم ربنا ولك الحمد .

وعن هشام بن حسان عن الحسن البصري : أنه كان يستعيذ في الصلاة مرة حين يستفتح صلاته حين يقرأ أم الكتاب يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم،

وكان ابن سيرين يستعيذ في كل ركعة .

وعن معمر عن ابن طاوس عن أبيه : أنه كان يستعيذ قبل أن يقرأ أم القرآن.

ومن طريق معمر - عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين : أنه كان يتعوذ من الشيطان في الصلاة قبل أن يقرأ أم القرآن وبعد أن يقرأ أم القرآن. 

وعن ابن جريج عن عطاء قال : الاستعاذة واجبة لكل قراءة في الأرض في الصلاة وغيرها ويجزئ عنك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . 

قال ابن جريج : فقلت له : من أجل : {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}. [النحل: 98]  قال : نعم

وبالتعوذ في الصلاة يقول سفيان الثوري والأوزاعي وداود وغيرهم .

قال علي :

هؤلاء جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم لا نعلم لهم مخالفا منهم ". انتهى 

وقال العلامة الألبانى رحمه الله :

 "ثمَّ يستعيذ بالله تعالى وجوباً ويأثم بتركه .

قال : والسنّة أن يقول تارة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه. وتارة يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان ... إِلخ". اه ("تلخيص صفة الصلاة" (ص 17))

وقال الشيخ فركوس حفظه الله :

الاستعاذةُ للقراءة في الصلاة واجبةٌ على أرجح المذاهب، لقوله تعالى : ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾. [النحل: ٩٨]، والأمرُ للوجوب، وهو عامٌّ للاستعاذة للقراءة في الصلاة أو خارجها، ولا يُحتجُّ بما نقله الحنفية ( «المبسوط» للسرخسي: (١/ ١٣)) من أنَّ الأمر مصروفٌ عن الوجوب إلى السُّنَّة لإجماع السلف على سُنِّيَّة الاستعاذة فهو إجماعٌ غير صحيحٍ، فقد قال بوجوبها بعضُ السلف كعطاء بن أبي رباح، وابن سيرين وغيرِهما؛ ولأنَّ في الاستعاذة دفعَ شرِّ الشيطان، ودرءُ شرِّه واجبٌ، و«مَا لاَ يَتِمُّ الوَاجِبُ إِلاَّ بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ»، وقد ثبت عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه: «كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ يَتَعَوَّذُ بِاللهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ»،... فيمكن الاستدلال بلفظ «كان» الدالّ على المواظبة غالبًا، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي». (أخرجه البخاري)، فدلَّ ذلك على أنَّ الاستعاذة للقراءة في الصلاة واجبةٌ .اه


وقت الإستعاذة في الصلاة

اتفق الأكثرون على أن وقت الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة وبعد دعاء الإستفتاح لما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول : سبحانك اللهم ! وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ثم يقول : الله أكبر كبيرا، ثم يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم : من همزه ونفخه ونفثه». (صححه الشيخ الالبانى فى مشكاة المصابيح)

الإِسرار بالإستعاذة فى الصلاة

ويسنّ الإِتيان بها سرّاً : قال في "المغني" : "ويُسِرُّ بالاستعاذة ولا يجهر بها، لا أعلم فيها خلافاً". انتهى.

لكن الشافعي يرى التخيير بين الجهر بها والإسرار في الصلاة الجهريّة. روي أن عبد الله بن عمر- رضي الله تعالى عنهما- لما قرأ أسر بالتعويذ . وعن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه : أنه جهر به؛ ذكره الشافعي- رحمه الله تعالى- في (الأم) ثم قال : فإن جهر به جاز، وإن أسر به جاز .

صيغ الإستعاذة الصحيحة 

فى الصلاة وخارجها .

1- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه .

فعن أبى سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة بالليل كَبَّر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه». «صحيح سنن أبي داود» (701)

2- أَعُوذُ بِك مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ .

عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقول : «اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ وهَمزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ . قالَ همزُهُ المَوتَةُ ونفثُهُ الشِّعرُ ونفخُهُ الكِبرُُ»(صحيح ابن ماجه رقم: (665))

  قال العلامة الألباني رحمه الله : 

"وبالجملة؛ فالاستعاذة من هذه الأشياء الثلاثة الشيطانية (أي : نفخه ونفثه وهمزه) صحيح ثابت بمجموع هذه الطرق، وزيادة : " السميع العليم " ثابتة أيضاً في حديث أبي سعيد بإسناد حسن – كما سبق -؛ فينبغي أن يؤتى بها أحياناً. {وبه قال أحمد في " مسائل ابن هانئ " (1/51) } . 

وأما الاقتصار على (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ؛ فلم نجد في ذلك حديثاً. اللهم! إلا ما في " مراسيل أبي داود " عن الحسن: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتعوذ: ذكره في " التلخيص " (3/306) . وهذا مع كونه ليس فيه التصريح بأنه كان في الصلاة؛ فهو مرسل، ولا يحتج به عند جمهور المحدثين؛ لا سيما إذا كان من مراسيل الحسن البصري .

 ومع هذا كله؛ فقد ذهب الشافعية - إلا القليل منهم - إلى أن الأفضل الاقتصار على هذا القدر من الاستعاذة! واحتجوا بقوله تعالى : {فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}

ولا يخفى أن الآية مجملة؛ ليس فيها بيان صفة الاستعاذة؛ فوجب الرجوع في ذلك إلى السنة. وقد علمت ما ثبت فيها من الزيادة؛ فالأخذ بها أولى؛ لا سيما وأن فيها زيادة معنى. وقد ذهب إلى شيء من هذا بعض الشافعية؛ فقال الرافعي في " شرح الوجيز " (3/305) : " وحكى القاضي الروياني عن بعض أصحابنا : إن الأحسن أن يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ". اهـ.

 وأحسن من هذا أن يضاف إليه : " من همزه، ونفخه، ونفثه ". ومما ذكرنا تَعْلَمُ أن قول ابن القيم في " زاد المعاد " (1/73) : " وكان يقول بعد ذلك : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ثم يقرأ {الفَاتِحَة} . فيه قصور؛ لأن كتابه ليس كتاب تأييد لمذهب معين؛ بل هو بيان لهديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عباداته وغيرها .ا هـ  من كلام الشيخ الألباني في صفة الصلاة في باب القراءة ( في الهامش ).

وقال أيضا رحمه الله :

قوله - أي سيد سابق- قوله في الاستعاذة : "وقال ابن المنذر : جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول قبل القراءة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"

قلت - أي الإمام الألباني :

 لم أقف على هذا في شيء من كتب السنة المعروفة، إلا ما في " مراسيل أبي داود" عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ، فذكره. وهذا مع ضعفه لأنه من مراسيل الحسن البصري، فليس فيه أن هذه الصيغة كانت في الصلاة، فالأفضل أن يستعيذ بما في حديث جبير بن مطعم، وأن يزيد أحياناً : "السميع العليم" كما ورد في بعض الأحاديث مثل حديث أبي سعيد الخدري عند أبي داود والترمذي وغيرهما بسند حسن، وهما مخرجان في "الإرواء" (342) ولم يذكر البيهقي في الباب غيرهما» .اه (" تمام المنة في التعليق على فقه السنة")

وأما حُجة من قال

 بإستحباب الإستعاذة :

بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم الأعرابي الاستعاذة فى حديث المسيء صلاته في جملة أعمال الصلاة .

أُجيبَ عن ذلك : 

إن ذلك الخبر غير مشتمل على بيان جملة واجبات الصلاة فلم يلزم من عدم الاستعاذة فيه عدم وجوبها .

وقد أجاب الحنابلة عن الاستدلال على عدم وجوب بعض الواجبات بأنها لم تذكر في حديث المسيء صلاته . قال ابن القيم : قوله : لم يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم المسيء في الصلاة ولو كانت فرضا لعلمها إياه،

 جوابه من وجوه أحدها : أن حديث المسيء هذا قد جعله المتأخرون مستندا لهم في نفي كل ما ينفون وجوبه وحملوه فوق طاقته وبالغوا في نفي ما اختلف في وجوبه به، فمن نفى وجوب الفاتحة احتج به، ومن نفى وجوب التسليم احتج به، ومن نفى وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم احتج به، ومن نفى وجوب أذكار الركوع والسجود وركني الاعتدال احتج به، ومن نفى وجوب تكبيرات الانتقالات احتج به، وكل هذا تساهل واسترسال في الاستدلال؛ وإلا فعند التحقيق لا ينفي وجوب شيء من ذلك؛ بل غايته أن يكون قد سكت عن وجوبه ونفيه، فإيجابه بالأدلة الموجبة له لا يكون معارضا به .انتهى باختصار (كتاب جلاء الأفهام)


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات