ماذا نقول في الجلسة بين خطبتي الجمعة؟

لا بأس بأن يدعو أو يسبح أو يستغفر المأموم سراً بين الخطبتين أحياناً،

لأنه لا خطبة حينئذ ينصت لها المأموم، ولأنه لم يمنع النص إلا من الكلام في خطبة الإمام.

فالممنوع من الكلام يكون أثناء الخطبة فينصت المأموم ولا يتكلم بشيء.

* كذلك يباح الكلام بين الخطبتين لا سيما إذا دعت إليه الحاجة.

ومما يدل على ذلك:

- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا قلت لصاحبك : أنصت والإمام يخطب، فقد لغوت )). رواه البخاري.

* دل الحديث على : أن التقييد بقوله : ((والإمام يخطب)) يخرج ما بين الخطبتين؛ لأن الإمام لا يخطب في تلك الحالة؛ فلا منع من الكلام حينئذ.

- قال الإمام ابنُ حزم : ( كذلك إذا جلَس الإمامُ بين الخُطبتين، فالكلام حينئذٍ مباح ). انتهى من ((المحلى)) (3/268).

قال الشيخ ابنُ باز رحمه الله : ( يجوز الكلامُ أثناء سكوتِ الإمام بين الخُطبتين إذا دعَتْ إليه الحاجة ). انتهى من ((مجموع فتاوى ابن باز)) (12/337).

سئل الشيخ العثيمين رحمه الله :

 هل هناك دعاء معين وارد أو ذكر معين يقوله المصلي بين خطبتي الجمعة ؟ وهل ورد أن خطيب الجمعة يدعو بين الخطبتين أم لا ؟

فأجاب :

"ليس هناك ذكر مخصوص أو دعاء مخصوص لكن يدعو الإنسان بما أحب وذلك لأن هذا الوقت وقت إجابة ،

فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر : ( أن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلى يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه ) .

وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى : ( أنها ما بين خروج الإمام - يعني دخوله المسجد - إلى أن تقضى الصلاة )

 . فهذا الوقت وقت إجابة فينبغي للإنسان أن يستغل الفرصة بالدعاء بين الخطبتين بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة .

وكذلك يقال بالنسبة للإمام :

  إنه يدعو بين الخطبتين لكن دعاءً سريا بما يريده من أمر الدنيا والآخرة .

وكذلك أيضا في صلاة الجمعة في السجود بعد أن يذكر الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بما شاء.

وكذلك أيضا في التشهد يدعو قبل السلام بما شاء بعد أن يدعو بما ورد الأمر بالدعاء به" . انتهى

وقال أيضا رحمه الله :

"أما الدعاء في هذا الوقت فإنه خيرٌ ومستحب لأن هذا الوقت وقتٌ تُرجَى فيه الإجابة،

 فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أن في الجمعة ساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلم وهو قائمٌ يصلى يدعو الله تعالى إلا استجاب له .

وساعة الصلاة هي أقرب الساعات لأن تكون هي ساعة الإجابة، لِما رواه مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( هي ما بين أن يخرج الإمام إلى أن تُقضَى الصلاة ) . فعلى هذا  فينبغي أن ينتهز الفرصة فيدعو بين الخطبتين .

وأما رفع اليدين بذلك فلا أعلم به بأساً لأن الأصل في الدعاء أن مِن آدابه رفع اليدين،

 فإذا رفع الإنسان يده فلا حرج  وإذا دعا بدون رفع يد فلا حرج وهذا في الدعاء الذي بين الخطبتين ". انتهى من ("فتاوى نور على الدرب" (فتاوى الصلاة/صلاة الجمعة) ).

اقرأ أيضا : مشروعية التنفل قبل صلاة الجمعة

والله اعلم