">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

آثار الصحابة والتابعين فى الصلاة بعد العصر


جاء عن بعض الصحابة والتابعين آثار صحيحة فى صلاة ركعتين بعد العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية،


وهذا يدل على أن النهى الذى جاء فى الأحاديث عن الصلاة بعد العصر المقصود به هو تحري الصلاة وقت الغروب.


** وإليك بعض ما أورده الإمام ابن حزم رحمه الله في "المحلى"عن الصحابة والتابعين وعن صلاتهم ركعتين بعد العصر :

من الصحابة رضى الله عنهم

1- حدثنا حمام، حدثنا عباس بن أصبغ، حدثنا ابن أيمن، حدثنا أحمد بن محمد البرتي القاضي، حدثنا أبو معمر هو عبد الله بن عمرو الرقي،

 حدثنا عبد الوارث بن سعيد التنوري، حدثنا حنظلة، هو ابن أبي سفيان الجمحي عن عبد الله بن الحارث بن نوفل‏:‏

قال‏ :‏ صلى بنا معاوية العصر فرأى ناسا يصلون، فقال‏ :‏ ما هذه الصلاة فقالوا ‏:‏ هذه فتيا عبد الله بن الزبير فجاء عبد الله بن الزبير مع الناس، فقال له معاوية‏ :‏ ما هذه الفتيا التي تفتي ‏:‏ أن يصلوا بعد العصر 

فقال ابن الزبير‏ :‏ حدثتني زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عليه السلام صلى بعد العصر‏.‏ فأرسل معاوية إلى عائشة فقالت‏ :‏ هذا حديث ميمونة بنت الحارث فأرسل إلى ميمونة رسولين فقالت ‏: ‏

إنما حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهز جيشا فحبسوه حتى أرهق العصر، فصلى العصر، ثم رجع فصلى ما كان يصلي قبلها،

قالت‏ :‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أو فعل شيئا ‏:‏ يحب أن يداوم عليه‏.‏ فقال ابن الزبير‏:‏ أليس قد صلى والله لاصلينه

قال علي‏ : ظهرت حجة ابن الزبير، فلم يجز عليه الاعتراض

قال علي ‏: وقالوا‏ :‏ قد كان عمر يضرب الناس عليها، وابن عباس معه

قلنا ‏:‏ لا حجة في أحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في عمر، ولا في غيره؛ بل هو عليه السلام الحجة على عمر وغيره،

وقد خالف عمر في ذلك طوائف من الصحابة وقد صح عن عمر، وعن ابن عباس‏ :‏ إباحة الركوع والتطوع؛

والوجه الذي من أجله ضرب عمر عليها فقد خالفوا عمر رضي الله عنه في ذلك

2- حدثنا محمد بن سعيد بن نبات، حدثنا محمد بن أحمد بن مفرج، حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد، حدثنا يحيى بن أيوب بن بادي العلاف، حدثنا يحيى بن بكير،

حدثني الليث بن سعد عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة بن الزبير عن عروة أخبرني تميم الداري، أو أخبرت :

أن تميما الداري ركع ركعتين بعد العصر فأتاه عمر فضربه بالدرة، فأشار إليه تميم‏ :‏ أن اجلس فجلس عمر حتى فرغ تميم، فقال لعمر‏:‏ لم ضربتني فقال له عمر‏ :‏ لانك ركعت هاتين الركعتين وقد نهيت عنهما،

قال له تميم إني صليتهما مع من هو خير منك ‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له عمر‏ :‏ إني ليس بي إياكم أيها الرهط ولكني أخاف أن يأتي بعدكم قوم يصلون ما بين العصر إلى المغرب،

حتى يمرون بالساعة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى فيها كما صلوا بين الظهر والعصر؛ ثم يقولون‏ :‏ قد رأينا فلانا وفلانا يصلون بعد العصر‏.‏

3- حدثنا حمام، حدثنا ابن مفرج، حدثنا ابن الأعرابي، حدثنا الدبري، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج سمعت أبا سعيد الأعمى يحدث عن السائب مولى الفارسيين عن زيد بن خالد الجهني:

 أن عمر راه يصلي بعد العصر ركعتين وعمر خليفة فضربه بالدرة وهو يصلي كما هو، فلما انصرف قال له زيد ‏:‏

 يا أمير المؤمنين، فوالله لا أدعهما أبدا بعد إذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما؛ فجلس إليه عمر، 

وقال ‏:‏ يا زيد بن خالد، لولا أني أخشى أن يتخذهما الناس سلما إلى الصلاة حتى الليل لم أضرب فيهما ‏".‏

فهذا نص جلي ثابت عن عمر بإجازته التطوع بعد العصر ما لم تصفر الشمس وتقارب الغروب.

4- وروينا بالإسناد الثابت عن شعبة عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي قال‏ :‏ قال ابن عباس‏ :‏

لقد رأيت عمر بن الخطاب يضرب الناس على الصلاة بعد العصر ثم قال ابن عباس‏ :‏ صل إن شئت ما بينك وبين أن تغيب الشمس‏.‏

قال علي ‏:‏ هم يقولون في الصاحب يروي الحديث ثم يخالفه‏ :‏ لولا أنه كان عنده علم بنسخه ما خالفه فيلزمهم أن يقولوا ههنا :

لولا أنه كان عند ابن عباس علم أثبت من فعل عمر ما خالف ما كان عليه  مع عمر‏.‏
 
5- وبمثله عن شعبة عن أبي شعيب عن طاووس :‏ سئل ابن عمر عن الركعتين بعد العصر ‏:‏ فرخص فيهما.

قال علي ‏: هلا قالوا‏ :‏ إن ابن عمر لم يكن؛ ليخالف أباه، لولا فضل علم كان عنده بأثبت من فعل أبيه.

6- وروينا عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح‏ :‏ أن عائشة وأم سلمة أمي المؤمنين كانتا تركعان ركعتين بعد العصر‏.‏

قال علي‏ : هذا يبطل رواية من روى عن أم سلمة أنقضيها نحن قال‏ :‏ لا‏.‏

7- وقال هشام عن أبيه ‏:‏ كان الزبير وعبد الله بن الزبير يصليان بعد العصر ركعتين.

8- روينا عن عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة ‏:‏ كنا نصلي مع ابن الزبير العصر في المسجد الحرام، فكان يصلي بعد العصر ركعتين، وكنا نصليهما معه، نقوم صفا خلفه‏.‏
 
وعن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد قال‏ :سبح المنكدر بعد العصر فضربه عمر.

قال علي ‏: المنكدر والسائب صاحبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏

9- وعن عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه‏ :‏ أن أبا أيوب الأنصاري كان يصلي قبل خلافة عمر ركعتين بعد العصر؛ 

فلما استخلف عمر تركهما‏ :‏ فلما توفي عمر ركعهما؛ فقيل له ‏:‏ ما هذا فقال ‏:‏ إن عمر كان يضرب الناس عليهما.

قال علي‏ :‏ في هذا الحديث بيان واضح أن أبا بكر الصديق وعثمان رضي الله عنهما كانا يجيزان الركوع بعد العصر.

10- وروينا عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة وسفيان جميعا قالا‏ :‏ حدثنا أبو إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة‏ :‏ 

أن علي بن أبي طالب كان في سفر فصلى العصر؛ ثم دخل فسطاطه فصلى ركعتين. 

11- وعن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة، حدثنا يزيد بن خمير عن عبد الله بن يزيد عن جبير بن نفير قال‏ :

كتب عمر إلى عمير بن سعد ينهاه عن الركعتين بعد العصر؛ فقال أبو الدرداء ‏:‏ أما أنا فلا أتركهما؛ فمن شاء أن ينحضج فلينحضج‏.

12- ‏ وعن حماد بن زيد، حدثنا أنس بن سيرين قال ‏:‏ خرجت مع أنس بن مالك إلى أرضه ببذ سيرين، وهي خمسة فراسخ،

 فحضرت صلاة العصر، فأمنا قاعدا على بساط في السفينة، فصلى بنا ركعتين، ثم سلم، ثم صلى بنا ركعتين.

13- وعن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب : عن بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:لم ينه عن الصلاة إلا عند غروب الشمس. 

قال علي‏ :‏ فهؤلاء أكابر الصحابة رضي الله عنهم ‏:

أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والزبير، وعائشة، وأم سلمة، وميمونة‏ :‏ أمهات المؤمنين، وابن الزبير، ومن بحضرته من الصحابة، وتميم الداري، والمنكدر،

وزيد بن خالد الجهني، وابن عباس، وابن عمر، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو جحيفة، وأبو الدرداء، وأنس والحسن بن علي، وبلال، وطارق بن شهاب، وابن مسعود‏.‏

وروي أيضا عن النعمان بن بشير وغيرهم، فمن بقي وما نعلم لهم متعلقا بأحد من الصحابة، رضي الله عنهم، إلا رواية عن أبي سعيد الخدري، جعلها خاصة؛ لرسول الله صلى الله عليه وسلم .‏

وإذا قال صاحب ‏:هي خاصة، وقال اخرون منهم‏ : هي عامة، فالسير على العموم حتى يأتي نص صحيح بأنها خصوص، ولا سبيل إلى وجوده،

وأخرى عن معاوية، ليس فيها نهي عنهما، بل فيها‏ :‏ إن الناس كانوا يصلونها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏ 

وأخرى مرسلة لا تصح عن ابن مسعود؛ ليس فيها أيضا إلا ‏:‏ وأنا أكره ما كره عمر،

 وقد صح عن عمر، وعن ابن مسعود ‏:‏ إباحة ذلك‏.‏ وعن أبي بكرة‏ :‏ المنع من الصلاة جملة من حين صفرة الشمس‏.‏ 

والحنفيون والمالكيون مخالفون له في ذلك، كما نذكر بعد هذا إن شاء الله تعالى‏ .‏

وأما التابعون، فكثير منهم‏ :‏

1- هشام بن عروة؛ وأنس بن سيرين؛ كما ذكرنا انفا وعن حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن يزيد بن طلق‏:

أن عبد الرحمن بن البيلماني كان يصلي بعد العصر ركعتين. 

2- وعن عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني إبراهيم بن ميسرة: 

أن طاووسا صلى بحضرته ركعتين بعد العصر‏.‏ ثم قال له‏ :‏ أتصلي بعد العصر قلت ‏:‏ نعم، قال ‏:‏ أكرمت والله.

3- وعن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة عن أشعث بن أبي الشعثاء هو أشعث بن سليم قال‏ :‏ 

سافرت مع أبي، وعمرو بن ميمون، والأسود، ومسروق، وأبي وائل فكانوا يصلون بعد الظهر ركعتين، وبعد العصر ركعتين .

4- وعن محمد بن جعفر غندر‏ :‏ حدثنا شعبة عن أبي إسحاق السبيعي قال ‏:‏ رأيت شريحا القاضي يصلي بعد العصر ركعتين

5- وعن محمد بن المثنى عن معاذ بن معاذ العنبري، حدثنا أبي عن قتادة قال ‏:كان سعيد بن المسيب يصلي بعد العصر ركعتين‏.

6- ‏ وعن محمد بن المثنى‏ :‏ حدثنا أبو عاصم النبيل عن عمر بن سعيد قال‏ :‏ رأيت القاسم بن محمد بن أبي بكر يطوف بعد العصر ويصلي ركعتين، 

وكذلك أيضا عن الحسن، فهؤلاء :

هشام بن عروة، وأنس بن سيرين، وطاووس، وعبد الرحمن بن البيلماني، وإبراهيم بن ميسرة وأبو الشعثاء، وأشعث ابنه، وعمرو بن ميمون، ومسروق، 

والأسود، وأبو وائل، وشريح القاضي، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد؛ وغيرهم‏ :‏

كعبد الله بن أبي الهذيل، وأبي بردة بن أبي موسى، وعبد الرحمن بن الأسود، والأحنف بن قيس وبهما يقول أبو خيثمة وأبو أيوب الهاشمي،

وبه نأخذ إن شاء الله تعالى.‏ انتهى من (كتاب المحلى- لابن حزم رحمه الله).


والله اعلم


اقرأ أيضا..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات