الأضحية والعقيقة من الشعائر الدينية التي حثّ عليها الإسلام، ولكل منهما شروط وأحكام خاصة.
* فإذا اجتمعت العقيقة والأضحية في وقت واحد، فلا يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة فى نية واحدة ولا تجزئ عنهما ذبيحة واحدة،
لأن الصحيح أن الأضحية واجبة والعقيقة واجبة فلا يغنى واجب عن واجب،
فلا بدَّ من أن يذبح للأضحية ذبيحة والعقيقة ذبيحة أو ذبيحتين حسب الذكر والأنثى،
ولأن كل واحدة منهما لها سبب مختلف عن الآخر فلا تجزئ اراقة دم عن إراقتين ، ولا تقوم إحداهما عن الأخرى ، كدم التمتع ودم الفدية .
* فقد روَى ابنُ أبي شَيْبةَ عن قَتادةَ، قال : ( لا تُجزِئُ عنه حتَّى يَعُقَّ عنه). ((المصنَّف)) (5/116).
قال الهيتمي رحمه الله في "تحفة المحتاج شرح المنهاج :
" وظاهر كلام الأصحاب أنه لو نوى بشاة الأضحية والعقيقة لم تحصل واحدة منهما ، وهو ظاهر ; لأن كلا منهما سنة مقصودة ". انتهى .
سئل الإمام الألباني رحمه الله :
إنسان لم يتمكن من أن يعق عن أبنائه وجاء عيد الأضحى وضحى بالأضحية وضم نية العقيقة مع الأضحية، أيجوز ذلك؟
فأجاب :
« إذا أردتُ أن أجيبك باختصار فالجواب : لا يجوز.
وتفصيله يختلف باختلاف رأي العلماء :
من كان يرى أن العقيقة سنة والأضحية سنة فعلى التفصيل الذي ذكرناه في صيام ستة من شوال؛
أي ضحى ونوى العقيقة يُكتب له أجر أضحية زائد نية العقيقة هذا بالنسبة لمن يرى أن كلاً من الأضحية والعقيقة سنة.
أما من يرى - مثلي أنا - أن كلاً من الأضحية والعقيقة واجبة،
فلا يغني واجب عن واجب؛ فلا بد من أن يعق ولا بد من أن يضحي ». انتهى من (سلسلة الهدى والنور/ شريط رقم (689)).
وقال الشيخ العُثيمين رحمه الله :
الصَّحيحُ عَدَمُ الجوازِ في الجمعِ بيْن نيَّةِ الأُضحيَّةِ والعَقيقةِ، وكذلك بيْن نيَّةِ الأُضحيَّةِ والوليمةِ.
وهذا الكلامُ كلُّه فيما إذا كان الأُضحيَّةُ مِن عِندِه،
أمَّا إذا كانت وصيَّةً فمعلومٌ أنَّه لا يجوزُ مِن بابِ أَوْلى. انتهى من ((مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)) (25/108).
اقرأ أيضا : مشروعية العقيقة عن السقط.
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق