هل يبطل الصوم إذا تسحر بعد طلوع الفجر خطأً؟

✅ من أكثر الأسئلة التي تتكرر في شهر رمضان : هل يبطل الصوم إذا أكل الصائم أو شرب بعد طلوع الفجر عن طريق الخطأ؟

الإجابة تجدها في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال العلماء.

🕌 حكم من تسحر بعد طلوع الفجر ظنًّا أن الليل ما زال باقياً؟

● من تسحّر بعد طلوع الفجر خطأً أو جهلاً، معتقدًا أن الليل ما زال، ثم تبين له أن الفجر قد طلع، فصومه صحيح ولا قضاء عليه.

● وذلك لأنه أخطأ فى الوقت، وقد قال الله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ فقال الله تعالى: "قد فعلت".

● فكل ما يُفطِّر الصائم من أكل أو شرب أو جماع أو غير ذلك، إذا فعله الإنسان وهو يجهل أن الفجر قد طلع، فلا إثم عليه ولا قضاء.

📖 الأدلة الشرعية على صحة الصوم في هذه الحالة :

1- قال الله تعالى : فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر. [البقرة: 187].

✔ دل ذلك على : أن الأصل بقاء الليل حتى يتبين دخول الفجر, وضد التبين : الشك والظن،

ومن القواعد الفقهية المقررة أن اليقين لا يزول بالشك، فما دمنا لم نتبين الفجر، فلنا أن نأكل ونشرب. ينظر: ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (6/394).

2- قوله تعالى : ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. [البقرة: 286].

✔ دل ذلك على : أن من أكل أو شرب جاهلا بدخول وقت الفجر فهو مخطئ والخطأ معفو عنه.

3- عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: ( أفطرنا على عهد النبي ﷺ يوم غيم ثم طلعت الشمس ). (رواه البخارى).

✔ فى الحديث : أنه لم ينقل أنهم أمروا بالقضاء، وإذا كان هذا في آخر النهار، فأوله من باب أولى؛

لأن أوله مأذون له بالأكل والشرب فيه، حتى يتبين له الفجر. ينظر: ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (6/333 - 394).

💬 أقوال العلماء في المسألة :

★ قال ابن قدامة ـ رحمه الله :

وإن كان حين الأكل ظانا أن الشمس قد غربت أو أن الفجر لم يطلع ثم شك بعد الأكل ولم يتبين فلا قضاء عليه،

لأنه لم يوجد يقين أزال ذلك الظن الذي بنى عليه فأشبه ما لو صلى بالاجتهاد ثم شك في الإصابة بعد صلاته. ينظر: (الإنصاف، مع الشرح الكبير والمقنع،٧/ (٤٣٨)).

★ قال ابن تيمية رحمه الله : 

وإن شك : هل طلع الفجر؟ أو لم يطلع؟ فله أن يأكل ويشرب حتى يتبين الطلوع.

ولو علم بعد ذلك أنه أكل بعد طلوع الفجر، ففي وجوب القضاء نزاع.

والأظهر أنه لا قضاء عليه، وهو الثابت عن عمر، وقال به طائفة من السلف والخلف. ينظر: ((مجموع الفتاوى)) (25/216).

⚖️ خلاصة الحكم :

جميع مفطرات الصوم — من أكل أو شرب أو جماع — لا تفسد الصوم إلا بثلاثة شروط:

1- العلم : أن يعلم أن الفجر قد طلع.

2- الذِّكر : أن يكون ذاكرًا أنه صائم.

3- الإرادة : أن يتعمد الفعل.

◄ فمن فقد واحدًا من هذه الشروط — كما في حال الجهل بطلوع الفجر — فصومه صحيح ولا قضاء عليه.

والله اعلم

اقرأ أيضا:

من أكل أو شرب ظاناً غروب الشمس: ما الحكم؟