قراءة سورة الفاتحة فى الصلاة ركن من أركانها لا تصح الصلاة إلا بها،
فلا بد أن يقرأها المصلي تامة بآياتها وكلماتها وحروفها وحركاتها ،
فإن ترك آية أو حرفًا أو حركة تخلُّ بالمعنى لم تصحَّ .
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صَلاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ). رواه البخاري .
وإليك
نماذج من الأخطاء العمدية التي تبطل الصلاة حسب الضوابط عند الجمهور، ونماذج أخرى من الأخطاء التي لا تعتبر مبطلة للصلاة لكن توجب إعادة قراءة الكلمة فقط.
أولاً : الأخطاء المبطلة في الصلاة في الإعراب وغيره.
أ- أمثلة الأخطاء في الإعراب.
1 - كسر أو ضم كاف الخطاب من قوله تعالى : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ). الفاتحة/5.
2 - كسر أو ضم تاء الخطاب من قوله تعالى : ( أَنعَمتَ ). الفاتحة/7.
ينظر: (الفتاوى الهندية، ج1، ص81، ابن عابدين، ج1، ص114. والأنصاري، زكريا (ت926ﻫ) أسنى المطالب، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، ج1، ص151.
ب - تخفيف الحرف المشدد.
1 - تخفيف الياء، من قوله تعالى : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ). الفاتحة/5.
2 - تخفيف الصاد من قوله تعالى : ( الصِّرَاطَ ). الفاتحة/6 بإظهار اللام.
وجه الدلالة : أن المعنى في ( إيا ) بالتخفيف هو الشمس.
وفي الصراط ، زيادة لام لا تستحق الإظهار، فتصبح الكلمة لا معنى لها.
ينظر: (الفتاوى الهندية، ج1، ص81؛ ابن عابدين، حاشية ابن عابدين ج1، ص114؛ والعدوي على الخرشي، ج1، ص504، والأنصاري، أسنى المطالب، ج1، ص150؛ والبهوتي، منتهى الإرادات، ج1، ص188، وابن قدامة، الكافي، ج1، ص131؛ والشماخي، كتاب الإيضاح، ج1، ص502.
ج - حذف حرف أو تبديله.
1- حذف الكاف من قوله تعالى : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ). الفاتحة/5.
2 - إبدال الحـاء هـاءً من قـوله تعالى : ( الْحَمْدُ للّهِ ). الفاتحة/1 لتصبح الهمد عند غير الأعاجم.
3 - إبدال الدال بالضاد من قوله تعالى : ( وَلاَ الضَّالِّينَ ). الفاتحة/7 لتصبح (الدالين).
ينظر: (الفتاوى الهندية، ج1، ص79؛ وابن عابدين، حاشية ابن عابدين، ج4، ص112؛ الرملي، نهاية المحتاج، ج1، ص461، والشربيني، مغني المحتاج، ج1، ص158؛ البهوتي، منتهى الإرادات، ج1، ص188؛ وابن قدامة، الكافي، ج1، ص131؛ والشماخي، كتاب الإيضاح، ج1، ص502
د - إبدال كلمة بأخرى أو زيادة كلمة.
- زيادة كلمة رب في قوله تعالى : ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ). الفاتحة/2 فتصير رب رب العالمين فهذه الزيادة تشعر بالكفر عند تعمدها، لكنها لا تضر نسياناً أو لعلة في اللسان.
ينظر : (الفتاوى الهندية، ج1، ص79-80، وابن عابدين، حاشية ابن عابدين، ج1، ص105-113، والرملي،) نهاية المحتاج، ج1، ص461(.
ثانياً : الأخطاء التي لا تغير المعنى ولا تبطل الصلاة ولا يجب استئنافها لكن تعمدها حرام، وصاحبها آثم مع العلم بالحكم، إن عجز عن الصواب وهذا عند الجميع.
أ- في الإعراب.
1 - إبدال حركة بأخرى، مثل ضم نون : ( الرَّحْمنِ ). الفاتحة/3.
2 - إبدال حركة بأخرى، مثل كسر دال : ( نَعْبُدُ ). الفاتحة/5.
3 - إبدال حركة بأخرى كضم طاء : ( الصِّرَاطَ ). الفاتحة/6.
فهذه الأخطاء لا تغير المعنى تغييراً فاحشاً ولا يختلف المعنى المراد.
ينظر: (ابن عابدين، حاشية ابن عابدين، ج1، ص106؛ والرملي، نهاية المحتاج، ج1، ص(461).
ج - إبدال حرف بحرف لا يمكن الفصل بينهما إلا بتكلف.
مثل : المغظوب بدل : ( المَغضُوبِ ). الفاتحة/7
مثل : السراط بدل : ( الصِّرَاطَ ). الفاتحة/6.
ينظر: (الفتاوى الهندية، ج1، ص79؛ وابن عابدين، حاشية ابن عابدين، ج4، ص(105).
قال الإمام النووي في (المجموع) :
إذا لحن في الفاتحة لحنا يخل المعنى بأن ضم تاء أنعمت أو كسرها، أو كسر كاف إياك نعبد،
أو قال : إياء بهمزتين لم تصح قراءته وصلاته إن تعمد،
وتجب إعادة القراءة إن لم يتعمد،
وإن لم يخل المعنى كفتح دال نعبد ونون نستعين وصاد صراط ونحو ذلك لم تبطل صلاته ولا قراءته، ولكنه مكروه ويحرم تعمده. ولو تعمده لم تبطل قراءته ولا صلاته . انتهى.
لذلك إخوانى الكرام يجب التروى أثناء القراءة مع التدبر والوقوف على رؤوس الآيات ،
فهذا أدعى لعدم الشك فى قراءة الحروف بطريقة صحيحة أو الشك فى نسيان آية من عدمه أو الشك من الخلل فى قراءتها ،
خاصة سورة الفاتحة لأن الفاتحة ركن من أركان الصلاة ولا تصح الصلاة إلا بها وأبعد للوساوس حتى لا تبطل صلاتك وصلاة من خلفك .
والله اعلم
اقرأ أيضا..
تعليقات
إرسال تعليق