القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حكم صلاة من ترك التشديد في سورة الفاتحة؟


فى سورة الفاتحة أربع عشرة شدة منها ثلاث في البسملة من ترك تشديدة منها لم تصِحَّ قراءتُه ولا صلاتُه ولا تصح صلاة من اقتدى به من هو قادر على قراءة الفاتحة على الصحيح من كلام أهل العلم،

إلا إذا كان لسانه لا يطاوعه لأن التشديدة بمنزلةِ حرفٍ فإنَّ الحرف المشدد قائم مقام حرفين فإذا أخل بها فقد أخل بحرف فهو لم يقرَأْها وإنَّما قرَأ بعضَها .

• مثال على من ترك تشديدة : كأن يخفف التشديد في الباء في قوله تعالى﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. [الفاتحة: 2].

قال الإمام النووي في (شرح المهذب) :

تجب قراءة الفاتحة في الصلاة بجميع حروفها وتشديداتها وهن أربع عشرة تشديدة ؛ في البسملة منهن ثلاث، 

فلو أسقط حرفاً منها، أو خفف مشدداً، أو أبدل حرفاً بحرف مع صحة لسانه لم تصح قراءته . انتهى.

وقال المرداوي الشافعي في (الحاوي) : 

فأما تشديد آيات الفاتحة في الصلاة فهي أربع عشرة تشديدة، فإن ترك التشديد لم يجز, 

لأن الحروف المشددة تقوم مقام حرفين، فإذا ترك التشديد صار كأنه قد ترك حرفا, فلذلك لم يجز . انتهى

قال ابن قدامة في (المغني) :

 فصل : يلزمه أن يأتي بقراءة الفاتحة مرتبة مشددة، غير ملحون فيها لحنا يحيل المعنى، 

فإن ترك ترتيبها، أو شدة منها، أو لحن لحنا يحيل المعنى، مثل : 

أن يكسر كاف (إياك) ، أو يضم تاء (أنعمت) ، أو يفتح ألف الوصل في (اهدنا) ، لم يعتد بقراءته، إلا أن يكون عاجزا عن غير هذا

ذكر القاضي نحو هذا في (المجرد)، وهو مذهب الشافعي. 

وقال القاضي في (الجامع) : لا تبطل بترك شدة؛ لأنها غير ثابتة في خط المصحف، هي صفة للحرف، ويسمى تاركها قارئا، والصحيح الأول؛ لأن الحرف المشدد أقيم مقام حرفين ، 

بدليل أن : شدة راء الرحمن أقيمت مقام اللام ، وشدة ذال الذين أقيمت مقام اللام أيضا ، 

فإذا أخل بها أخل بالحرف وما يقوم مقامه وغير المعنى ...انتهى.

قال في كشَّاف القناع 1 /338 :

أو ترك حرفاً من الفاتحة أو تشديدة لم يعتد بها، لأن التشديدة بمنزلة حرف، وهذا إذا فات محلها وبَعُد عنها بحيث يُخِلُّ بالموالاة، 

أما لو كان قريباً فأعاد الكلمة أجزأه ذلك، لأنه يكون بمثابة من نطق بها على غير الصواب . انتهى.

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

قال العلماء : لو ترك تشديدة واحدة لم تصح فلو قال : اهدنا نعم صراط الذين لو قال (صراط لذين) فإنها لا تصح لو قال الحمد لله رب العالمين رب العالمين فإنها لا تصح لماذا ؟ 

لأن الحرف المشدد عن حرفين فإذا ترك التشديد فهذا يعني أنه ترك حرفا من هذين الحرفين ،

يقرأ الفاتحة كاملة بحروفها بكلماتها بحركاتها بتشديداتها وهي ركن في الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) . انتهى من (فتاوى الحرم المكي-1414-(02)).

وقال العلامة العثيمين في (اللقاء الشهري) :

عد العلماء رحمهم الله الشدات في الفاتحة عدوا كل شدة حرفاً، وقالوا : لو أنه ترك التشديد في آية فقال : (الحمد لله ربِ العالمين) لم تصح قراءته؛ لأن التشديد وهو تكرار الحرف يعتبر حرفين . اهـ.

وقال أيضا رحمه الله : 

إمامة مَنْ لا يُحسِن القراءة فيها تفصيل : 

فإن كان لا يُحسِن القراءة الواجبة بحيث يلحن في الفاتحة لحنًا يُحيل المعنى، فإن إمامته لا تصحُّ؛ لأن قراءة الفاتحة ركنٌ من أركان الصلاة،

 وإن كان يلحن لحنًا لا يُحيل المعنى، أو كان لحنًا يُحيل المعنى في غير الفاتحة ولم يتقصده، فإن صلاته لا تبطل؛ لكن مع ذلك لا ينبغي أن يكون هذا إمامًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :

(( يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله ))، وإذا كان هذا لا يُحسِن القراءة فكيف يكون إمامًا!،

ولكن بقي أن يُقال : إن من الأئمة القدامى الذين هم أئمة منصوبون في هذه المساجد من لا يُحسن القراءة فنقول : 

يعلّم هذا كيف يقرأ فإن استقام لسانه فذاك وإن لم يستقم فإنه يُرفع الأمر إلى الجهات المسؤولة ليُنظر في شأنه . انتهى من (نور على الدرب-(256)).

الخلاصة

المصلي الذي يخطيء في الفاتحة خطأً يُحيل المعنى كأن يترك حرفًا من حروفها أو يُبدله بغيره أو يخل بتشديدة، فهذا حاله لا يخلو من أمرين :

- إن كان قادراً على إصلاح هذا الخطأ لكنه تهاون فلا تصح صلاته ولا تصح الصلاة خلفه .

- وإن كان عاجزاً عن إصلاح الخطأ فالصحيح من كلام أهل العلم صحة الصلاة خلفه إن شاء الله تعالى لأن من صحت صلاته صحة إمامته إلا أن الأحوط والأولى أن يقدم غيره للإمامة أو أن يصلي بمن هو مثله .


والله اعلم


اقرأ أيضا..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى. اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات