إذا سلم المأموم قبل الإمام ناسيا فإنه يعيد نيته بالرجوع إلى الصلاة وينتظر حتى يسلم إمامه ثم يسلم هو وليس عليه سجود سهو فإن لم يفعل بطلت صلاته وعليه إعادتُها قبل خروج الوقت .
أما إن كان مسبوقا بركعة أو أكثر فإنه يعود إلى نية الصلاة فإذا سلم إمامه قام فقضى ما عليه ثم سجد للسهو الذي حصل منه قبل السلام أو بعده .
والدليل :
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ : سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا : رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسَاً، فَصَلُّوا جُلُوسَاً أَجْمَعُونَ ». رواه البخاري (734)، ومسلم (414).
2- عن أنس بن مالك رضي اللهُ عنه أنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه، فقال : أيها الناس، إني إمامكم، فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود، ولا بالقيام ولا بالانصراف...... صحيح مسلم
فمتابعة الإمام في الصلاة لازمة وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على متابعة الإمام في كل أفعاله وحركاته وهيئاته ونهى عن سبق الإمام في الصلاة.
قال ابنُ عبد البَرِّ :
فقد أجمَع العلماءُ على أنَّ الائتمامَ واجبٌ على كلِّ مأموم بإمامه في ظاهر أفعاله، وأنَّه لا يجوزُ له خلافه لغير عُذر . يُنظر: ((الاستذكار)) لابن عبد البر (2/170).
قال ابنُ رُشد :
وأجمَع العلماء على أنَّه يجب على المأموم أن يَتبع الإمامَ في جميع أقواله وأفعاله، إلَّا في قوله : سمِع الله لِمَن حمِده، وفي جلوسه إذا صلَّى جالسًا لمرضٍ عند مَن أجاز إمامةَ الجالس . يُنظر: ((بداية المجتهد)) (1/150).
قال في "كشاف القناع" (1/465) :
" وإن سلم قبله عمدا بلا عذر تبطل ; لأنه ترك فرض المتابعة متعمدا ، ولا تبطل إن سلم قبل إمامه سهوا , فيعيده ، أي : السلام بعد سلام إمامه ; لأنه لا يخرج من صلاته قبل إمامه ، وإن لم يعده بعده بطلت صلاته ; لأنه ترك فرض المتابعة أيضا ". انتهى
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
إذا سلَّم المأموم قبل الإمام سهوًا ثم انتبه فإنه يرجع إلى نية الصلاة، ثم يُسلِّم بعد إمامه، ولا شيء عليه، وصلاته صحيحة، إلا أن يكون مسبوقًا، فإن كان مسبوقًا بركعةٍ أو أكثر فإنه يسجد للسهو بعدما يقضي ما عليه من الركعات عن سلامه سهوًا قبل إمامه . انتهى من برنامج (نور على الدرب)، الشريط رقم (842). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 11/ 275).
وسئل الشيخ الألباني رحمه الله :
يا شيخ، قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: « لا تسبقوني في الركوع ولا في السجود ولا في الانصراف ».
الجواب :
أي الانصراف بالسلام، فهمتني؟
لا تسبقوني بالانصراف بالسلام، أي : لا تُسَلِّموا قبل أن أُسَلِّم، وليس معنى ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا سلم أنه يجب على الناس أن يجلسوا حتى يقوم الرسول عليه الصلاة والسلام، هذا ليس بالأمر الواجب، وإنما إن شاء جلس وأتى بالأذكار وحصل إن شاء الله الأجر المترتب على ذلك الذكر،
وإن شاء فعل كما فعل سرعان الناس في قصة ذي اليدين، لعلك تذكرها، سَرَعان الناس، مجرد أن سَلَّم الرسول -عليه الصلاة والسلام- على رأس الركعتين ساهياً؟
السائل : نعم.
الجواب :
سَلَّم الناس معه، وخرجوا من المسجد.
السائل :
يعني، لا ننكر عل من خرج بعد أن يُسَلِّم الإمام؟
الجواب :
نعم، هذا هو المقصود -بارك الله فيك-. انتهى
(الهدى والنور / ٢٠٦/ ٢٩: ٠٦: ٠٠)
وجاء فى فتاوى اللجنة :
عليه أن يرجع إلى الصلاة ويستمر مع إمامه ويتابعه حتى يسلم ويسلم بعده . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء-الفتوى رقم (٦٥٧٦)).
وجاء فيها أيضا :
يلزمه أن يعود إلى نية الصلاة ثم يسلم بعد إمامه، وليس عليه سجود سهو إن كان قد دخل مع الإمام من أول الصلاة، أما إن كان مسبوقا بركعة أو أكثر فإنه يعود إلى نية الصلاة فإذا سلم إمامه قام فقضى ما عليه ثم سجد للسهو الذي حصل منه قبل السلام أو بعده . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء-الفتوى رقم (٥٨٣١))
والله اعلم
اقرأ أيضا..
تعليقات
إرسال تعليق