القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

اجتماع أهل الميت بعد مضي أربعين يوما على وفاة الميت أو عمل ختمة قرآنية له بعد مضي ذلك بدعة في الدين لم تعهد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عهد أصحابه والخير كله في الاتباع وترك الابتداع وأكل هؤلاء القراء ما قدم لهم من الطعام وأخذهم الأجرة على القراءة حرام .

قال مالك بن أنس رحمه الله :

مَن ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنةً، فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }، فما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم ديناً . انتهى من ([الاعتصام للشاطبي (1/64).]).

فإقامة مأتم ليلة الأربعين بدعة مذمومة يحرص كثير من الناس الآن على إقامتها ولا يختلف عن مأتم يوم الوفاة فيعلنون عنه في الصحف ويقيمون له السرادقات ويحضرون القراء وينحرون الذبائح ويفد المعزون فيشكر منهم من حضر ويلام من تخلف ولم يعتذر ويقيم السيدات بجانب ذلك مأتما آخر في ضحوة النهار للنحيب والبكاء وتجديد الأسى والعزاء .

ولا سند لشيء من ذلك في الشريعة الغراء فلم يكن من هدي النبوة ولا في عمل الصحابة ولا في المأثور عن التابعين وإنما هو أمر استحدث أخيرًا ابتداعًا لا اتباعًا وفيه مع ذلك تكرير العزاء وهو غير مشروع

وفيه إضاعة الأموال في غير وجهها المشروع في حين أن الميت كثيرًا ما يكون عليه ديون أو حقوق لله تعالى أو للعباد لا تتسع موارده للوفاء بها مع تكاليف هذا المأتم، وقد يكون الورثة في أشد الحاجة إلى هذه الأموال ومع هذا يقيمون مأتم الأربعين استحياء من الناس ودفعًا للنقد وكثيرًا ما يكون في الورثة قصر يلحقهم الضرر بتبديد أموالهم في هذه البدعة.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

هذا لا يجوز، هذا من المأتم، ومن أعمال الجاهلية، لا يجوز لا في الأربعين، ولا في اليوم الأول، ولا في الأسبوع الثاني، ولا على رأس السنة، كله من البدع والخرافات، ومن أعمال الجاهلية، لا تجوز إقامة هذا العمل، ولكن يدعى للميت، ويتصدق عنه، هذا طيب، أما إقامة مأتم على رأس الأربعين، أو على رأس الأسبوع، أو على رأس الشهر، أو رأس السنة كل هذا لا أصل له .

يقول جرير بن عبدالله البجلي : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة. ولما توفي جعفر بن أبي طالب شهيدًا في سبيل الله، وجاء نعيه إلى النبي ﷺ لم يتخذ مأتمًا لا على رأس الأسبوع، ولا في أول يوم، ولا رأس الأربعين .. وهكذا الصحابة لم يفعلوا ذلك لنبيهم ﷺ ولا للصديق، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا غيرهم، فالواجب ترك ذلك؛ لأنه من عمل الجاهلية، نعم . انتهى من (فتاوى نور على الدرب)

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

هذه من البدع التي يصنعها بعض الناس إذا أتم الميت أربعين يوماً، أقاموا له مأتماً يجتمعون فيه إلى بيت الميت، ويقرءون القرآن وينيرون المكان، وهو في الحقيقة من باب تجديد الحزن المنهي عنه، وكذلك نقول في اجتماع الناس بعد الوفاة في بيت يقرءون فيه القرآن ويضيئون فيه الشموع واللمبات ويصفون الكراس، كل هذا من البدع .

 والسنة لمن مات له ميت أن يغلق بابه وألا يجلس لأحد، لكن من كان من أقاربه الذين يعتبر عدم دخولهم إلى بيته قطيعة رحم، فلا حرج عليهم أن يحضروا إلى البيت، ويعزون المصاب، وينصرفون، 

أما إقامة الولائم التي هي مآتم الحقيقة وهي مآثم أيضاً، فإن هذا من البدع والمنكرات التي لا يليق بالمسلم أن يفعلها، وقد كان السلف الصالح يعدون صنع الطعام والاجتماع إلى أهل الميت من النياحة، هذه المسألة؛ يعني اجتماع أهل الميت في بيته على الوجه الذي ذكرته توجد في كثير من البلدان الإسلامية، 

ولكني أرجو الله عزَّ وجلَّ بما منّ الله به من اليقظة في الشباب أن يكون الجيل المقابل قاضياً على هذه العادات التي لم تكن من عادات السلف .انتهى من ((فتاوى نور على الدربالشريط رقم ((222))

وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :

الاجتماع عند مضي أربعين يوما على وفاة الميت بدعة، وقراءة القرآن أو ما يسمى بالختمة للميت بدعة ثانية، وأكل هؤلاء القراء ما قدم لهم من الطعام وأخذهم الأجرة على القراءة حرام، 

وكذلك إحياء الذكرى السنة للميت بمثل ذلك حرام، ولا يجوز أخذ أجر لمجرد قراءة القرآن؛ لأن قراءته عبادة محضة، فكل هذه الأعمال وأخذ الأجر عليها لا يجوز....... وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - الفتوى رقم (٦١٦٧)


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات