يُستحب الإكثار من الدعاء يوم الجمعة ففيه ساعةٌ لا يُرد فيها سائلٌ سأل الله وتضرع إليه وأخلص له كما أخبر بذلك الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وأرجح الاقوال فيها أنها ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس.
فقد روى سعيد بن منصور بإسناد صحيح إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن : أن ناسا من الصحابة اجتمعوا فتذاكروا ساعة الجمعة ثم افترقوا فلم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة. ((فتح الباري)) (2/421- 422)
لذلك من أراد أن يُدرك ساعة ووقت الإجابة يوم الجمعة بعد العصر فلذلك طُرق كثيرة منها :
1- أن يبقى بعد صلاة العصر لا يخرج من المسجد يدعو ويتأكد ذلك منه في آخر ساعة من العصر وهذه أعلى المنازل .
[ وكان سعيد بن جبير إذا صلى العصر لم يكلم أحداً حتى تغرب الشمس ] .[زاد المعاد - (382/1))]
2- أن يذهب إلى المسجد قبل المغرب بزمن فيصلي تحية المسجد ويدعو إلى آخر ساعة من العصر وهذه أوسط المنازل .
3- أن يجلس ينتظر صلاة المغرب ويدعو فى عصر الجمعة سواء كان في المسجد أو في بيته يدعو ربه وسواء كان رجلاً أو امرأة لكن ليس للرجل أن يصلي في البيت إلا بعذر شرعي . وهذه الأخيرة نص عليها الشيخ ابن باز رحمه الله .
ومن أحوال سلفنا الصالح فى عصر يوم الجمعة
✹ ـ كان طاووس بن كيسان : إذا صلى العصر يوم الجمعة استقبل القبلة ولم يكلم أحدًا حتى تغرب الشمس . [ تاريخ واسط ].
✹ ـ كان المفضل بن فضالة : إذا صلى عصر يوم الجمعة خلا في ناحية المسجد وحده فلا يزال يدعو حتى تغرب الشمس . [ أخبار القضاة ].
✹ ـ أصاب العمى الصلت بن بسطام : فجلس إخوانه يدعون له عصر الجمعة وقبل الغروب عطس عطسة، فرجع بصره . [ تاريخ دمشق ].
سئل الشيخ الألبانى رحمه الله :
إذا كان قدر قبل غروب الشمس ساعة وجلس على مصلاه يدعو الله عز وجل في الساعة هذه يعني الأمل بالله عز وجل؟
فأجاب : أصابها . انتهى
(سلسلة الهدى والنور - شريط : (828))
لذلك ينبغى عليك أخى المسلم كثرة دعاء الله عز وجل بما تحب من أمور الدين وأمور الدنيا لأنه يحصل لك واحد من أمور ثلاثة :
إما أن يستجيب الله لك دعاءك،
وإما أن يدخره لك عنده إلى يوم القيامة،
وإما إن يصرف عنك من السوء ما هو أنفع لك .
وقد جاء ذلك فى حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما من مسلم يدعو ، ليس بإثم و لا بقطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته ، و إما أن يدخرها له في الآخرة ، و إما أن يدفع عنه من السوء مثلها قال : إذا نكثر ، قال : الله أكثر. (صحيح الأدب المفرد)
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق