القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى ومتى ينتهي؟


 يبتدئ وقت التكبير المقيد فى عيد الأضحى من صلاة فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق أي : اليوم الثالث عشرومع أنه لم يثبت حديث في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن عليه عمل الناس في الأمصار وقد ثبت فى ذلك بعض الآثار عن الصحابة رضوان الله عليهم .

وما اعتاده الناس أيام التشريق عقب الصلوات أنهم يكبرون هذا ليس بمشروع ولكن الصحيح أنك تبدأ عقب الصلوات بالأذكار المشروعة التي تقال عقب الصلوات ثم تكبر سواء عقب الصلوات أو في الضحى  أو في نصف النهار أو في آخر النهار  أو في نصف الليل وهكذا بلا عدد مخصوص ولا وقت مخصوص لقوله تعالى : ﴿وَاذْكُرُواْ اللهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ﴾[البقرة: 203].

ومن تلك الآثار :

1- عن علي رضي الله عنه : أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق صححه الألباني في ((إرواء الغليل)) (3/125).

2- عنِ الأَسودِ، قال : كانَ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ يُكبِّر من صلاةِ الفَجرِ يومَ عَرفةَ، إلى صلاةِ العصرِ من النَّحرِ؛ يقول : اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ولله الحمدُ رواه ابنُ أبي شَيبةَ في ((المصنَّف)) (2/165)، والطبرانيُّ (9/355) (9534). جوَّد إسنادَه الزيلعيُّ في ((نصْب الرَّاية)) (2/223)

3- روى ابن أبي شيبة بسنده :

 عن الضحاك أنه : كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.

- عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق لا يكبر في المغرب يقول الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الله أكبر وأجل الله أكبر ولله الحمد .

عن علقمة : أنه كان يكبر يوم عرفة من صلاة الفجر حتى صلاة العصر من يوم النحر.

عن إبراهيم قال : كانوا يكبرون يوم عرفة وأحدهم مستقبل القبلة في دبر الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد . انتهى من (مصنف ابن أبي شيبة 2/165 - (168)).

فالتكبير لتعظيم الوقت الذي شرع فيه المناسك وأوله يوم عرفة إذ فيه يقام أعظم أركان الحج وهو الوقوف .

 قال ابن حجر رحمه الله : 

للعلماء اختلاف أيضا في ابتدائه وانتهائه؛ فقيل : من صبح يوم عرفة، وقيل : من ظهره، وقيل : من عصره، وقيل : من صبح يوم النحر، وقيل : من ظهره...

ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث، وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود : إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى، أخرجه ابن المنذر وغيره، والله أعلم .اه ((فتح الباري)) (2/462).

 وقال الإمام النووي رحمه الله :

واختارت طائفة من محققي الأصحاب المتقدمين والمتأخرين أنه يبدأ من صبح يوم عرفة ويختم بعصر آخر التشويق ممن اختاره أبو العباس بن سريج حكاه عنه القاضي أبو الطيب في المجرد وآخرون قال البندنيجي هو اختيار المزني وابن سريج قال الصيدلاني والروياني وآخرون وعليه عمل الناس في الأمصار واختاره ابن المنذر والبيهقي وغيرهما من أئمة أصحابنا الجامعين بين الفقه والحديث وهو الذي اختاره واحتج له البيهقي بحديث مالك عن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك وهما غاديان من منى إلى عرفات كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (كان يهلل المهلل منا فلا ينكر عليه ويكبر المكبر فلا ينكر عليه). رواه البخاري ومسلم. وعن ابن عمر قال : (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة فمنا المكبر ومنا المهلل فأما نحن فنكبر). رواه مسلم.

وقال البيهقي وروى في ذلك عن عمر وعلي وابن عباس رضي الله عنهم ثم ذكر ذلك بأسانيده وأنهم كانوا يكبرون من الصبح يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق . قال أصحابنا ويكبر خلف الصبح أو العصر التي هي الغاية بلا خلاف .انتهى من (المجموع للنووي 5/34 -(36)).

قال ابنُ قُدامة :

قيل لأحمد رحمه الله : بأيِّ حديث تذهب، إلى أنَّ التكبيرَ من صلاة الفجر يومَ عرفةَ إلى آخِرِ أيَّام التشريق؟ قال : بالإجماع : عمر، وعلي، وابن عبَّاس، وابن مسعود- رضي الله عنهم .اه ((المغني)) (2/292). 

 وقال أيضا رحمه الله :

ولأنه إجماع الصحابة رضي الله عنهم، روي ذلك عن عمر، وعلي، وابن عباس، وابن مسعود .اه ((المغني)) (2/292).

وقال ابنُ رجب :

حَكَى الإمامُ أحمدُ هذا القول إجماعًا من الصَّحابة، حكاه عن عُمرَ، وعليٍّ، وابن مسعود، وابن عبَّاس، فقيل له : فابن عبَّاس اختُلف عنه؛ فقال : هذا هو الصَّحيح عنه، وغيرُه لا يصحُّ عنه .اه ((فتح الباري)) (6/124، 125

قال الشيخ الألبانى رحمه الله :

الذي أعرفه أن التكبير في العيدين يختلف أحدهما عن الآخر، التكبير في عيد الفطر ينتهي بالصلاة، أما التكبير في عيد الأضحى فأيام العيد الأربع موضع للتكبير .

ثم هذا التكبير: السنة فيه خلاف السنة الغالبة في الأذكار، حيث أن السنة الغالبة في الأذكار هو الإسرار وليس الإجهار، ولكن هناك مواطن استُثْنيت فيها هذه السنة، فجُعِل الإجهار فيها هو الشرع من هذا القبيل تكبيرات العيدين، مع بيان التفريق الذي ذكرته آنفاً. 

المقصود التكبير في عيد الأضحى في كل أيام العيد الأربعة، وجهراً وليس سراً، ولكن ليس من السنة تخصيص دُبُر الصلوات بتكبير العيد، وإنما كل ساعة من ساعات أيام العيد الأربعة يُشْرَع فيها الجهر بالتكبير أما التخصيص بِدُبُر الصلاة، فهذا الذي ليس له أصل.

وحينذاك لا ينبغي نحن أن نُعَالج الداء بالداء، أي :

 إذا كان الرجال التزموا التكبير وجهراً دبر الصلوات، وأن هذا ليس له أصل في السنة، فنحن ما ننهاهم؛ لأنهم التزموا، وإنما ننهاهم لأنهم أعرضوا عن التكبير كل الأوقات، وخَصَّصوا هذا الوقت الذي هو دبر الصلاة بالتكبير، هذا التخصيص هو الذي ليس له أصل، فنقول لهم : كَبِّروا واجهروا بالتكبير في كل أيام العيد قبل الصلاة، بعد الصلاة، بين الصلوات، ليلاً نهاراً .. وهكذاهذا هو الجواب عما سألت.

مداخلة :

 يجوز هنا حتى قبل الإقامة في الصلاة أن يُكَبِّر؟

الشيخ :

 كل الأوقات بدون التزام شيء معين، كل الأوقات؛ لأن هذه ظاهرة إسلامية نادرة في كل أيام السنة، فكل ذِكْر يُتَّبع فيه ما ورد سراً سراً، جهراً جهراً.

مثلاً : التلبية في الحج وبالعمرة السنة فيها هو رفع الصوت، وليس فقط رفع الصوت، بل والمبالغة في رفع الصوت. ولذلك جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن الصحابة رضوان الله عليهم حينما حَجُّوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يقول أنس بن مالك، كانوا يصرخون بالتلبية صراخاً، حتى في رواية أخرى: «بُحَّت أصواتهم حينما وصلوا إلى الروحاء» هذا خلاف الأصل.

الأصل في الأذكار كلها هو الإسرار والخفض، لكن التلبية في الحج وكذلك التكبير في العيد خلاف هذا الأصل... وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف....انتهى باختصار من (الهدى والنور /٦١٨/ ٠٩: ٠٨: ٠٠)

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

التكبير في عشر ذي الحجة ليس مقيداً بأدبار الصلوات وكذلك في ليلة العيد عيد الفطر ليس مقيداً بأدبار الصلوات فكونهم يقيدونه بأدبار الصلوات فيه نظر ثم كونهم يجعلونه جماعياً فيه نظر أيضاً  لأنه خلاف عادة السلف وكونهم يذكرونه على المآذن فيه نظر

 فهذه ثلاثة أمور كلها فيها نظر

 والمشروع في أدبار الصلوات أن تأتي بالأذكار المعروفة المعهودة ثم إذا فرغت كبِّر وكذلك المشروع ألا يكبر الناس جميعاً , بل كل يُكبِّر وحده هذا هو المشروع كما في حديث أنس أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم المهلُّ  ومنهم المكبر ولم يكونوا على حال واحد . اه (لقاءات الباب المفتوح للعثيمين _سؤال رقم ( 97 ) المجلد الأول ص ( 55))

وأما التكبير الجماعي فغير مشروع

سئل العثيمين رحمه الله : 

ما حكم التكبير الجماعي في أيام الأعياد وما هي السنة في ذلك؟

فأجاب بقوله :

الذي يظهر أن التكبير الجماعي في الأعياد غير مشروع، والسنة في ذلك أن الناس يكبرون بصوت مرتفع كل يكبر وحده .اه (مجموع فتاوى ورسائل العثيمين(16/249))

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

بالنسبة للتكبير في المساجد هل يكبر أحد الناس ويكبر الناس بعده؟

فأجاب بقوله :

كل يكبر على حسب حاله، ليس هناك تكبير جماعي، هذا يكبر وهذا يكبر، ولا يشرع التكبير الجماعي، كل يكبر على حسب حاله، وإذا صادف صوته صوت أخيه ما يضر ذلك، أما تنظيم التكبير من أوله إلى آخره، يشرعون جميعا وينتهون جميعا هذا لا أصل له .اه (فتاوى نور على الدرب (13/371))

وقال العلامة الألبانى رحمه الله :

ومما يحسن التذكير به بهذه المناسبة، أن الجهر بالتكبير هنا لا يشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض وكذلك كل ذكر يشرع فيه رفع الصوت أو لا يشرع، فلا يشرع فيه الاجتماع المذكور، 

ومثله الأذان من الجماعة المعروف في دمشق بـ " أذان الجوق "، وكثيرا ما يكون هذا الاجتماع سببا لقطع الكلمة أو الجملة في مكان لا يجوز الوقف عنده، مثل " لا إله " في تهليل فرض الصبح والمغرب، كما سمعنا ذلك مرارا .

فلنكن في حذر من ذلك ولنذكر دائما قوله صلى الله عليه وسلم : " وخير الهدي هدي محمد " .اه [ سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 331) ] .


 والله اعلم


وللفائدة..
هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات